صحيفة العرّاب

دخل مستشفى خاص في عمان لإجراء عملية تجميلية للأنف فغط في غيبوبة طويلة الأمد

يغط الشاب العشريني محمد علي البياري في غيبوبة طويلة منذ أربعة عشر يوما داخل إحدى المستشفيات الخاصة في عمان نتيجة تعرضه لخطأ طبي، بحسب ذويه.

 البياري الذي يبلغ من العمر 21 سنة ويعمل في مجال التكييف، دخل إلى المستشفى الخاص لإجراء عملية تصحيح انحراف في وتيرة الأنف "تجميلية"، لكنه كان على موعد مع غيبوبة طويلة الأمد بعد تعرض أجزاء من دماغه للتلف.
 
التقارير الطبية تحدثت عن ارتفاع سوائل الكلى والرئتين إلى المخ، الأمر الذي تسبب بتلف في الأنسجة الدماغية.
 
تقول والدة البياري: "ذهب محمد لإجراء عملية جراحية بسيطة في الأنف، لكن الطبيب في المستشفى التخصصي اعتذر عن إجراء العملية، بعد أن أكدت الفحوصات إصابته بانفلونزا حادة، والتهاب في الرئتين، عندها طلب منه تأجيل العملية لإشعار آخر".
 
وتضيف: "الشركة التي يعمل بها ولدي أرسلته لإجراء العملية في إحدى المستشفيات الخاصة وعلى حساب التأمين، وعند مراجعتنا الطبيب قرر إجراء العملية في ذات اليوم، دون الاطلاع على الفحوصات السابقة، أو الأخذ بعين الاعتبار إصابته بالانفلونزا والتهاب الرئتين".
 
وتزيد: "عرضنا على الطبيب فحوصات توضح إصابة محمد بالتهابات حادة صادرة عن المستشفى التخصصي، فرد علينا بالقول: الالتهاب لن يؤثر على إجراء العملية لكونها تجميلية، ولن يحتاج إجراؤها لأكثر من نصف ساعة".
 
لكن العملية وفقا لوالدة محمد استمرت لأكثر من خمس ساعات، وبعد خروج الطبيب من غرفة العمليات، أوضح لعائلة الشاب أن "قلب محمد توقف أثناء العملية، كما تعرض لانقطاع متكرر في النفس، ونقص في الأكسجين، ملقيا باللائمة على أطباء التخدير".
 
لم تنته المشكلة عند هذا الحد، إذ أصيب محمد بتشنجات لا إرادية بعد انتهاء العملية نتيجة تعرض أجزاء من دماغه للتلف، وهو ما تأكده التقارير الطبية. وتتسائل أم محمد بالقول من هو المسؤول عن المعاناة التي يعيشها ولدي؟ مؤكدة أنها "لن تسمح بأن تضيع قضية ولدها في دهاليز التحقيقات السرية، فالطبيب الذي أجرى العملية يلقي باللائمة على أطباء التخدير، وأطباء التخدير يؤكدون أن الخلل صادر عن الطبيب الجراح".
 
تداوم والدة محمد على قراءة القرآن الكريم بجوار فلذة كبدها، سائلة الله تعالى أن يزيل الغمة، وتتحدث عن أحلام ولدها النرجسية التي حال دون تحقيقها "خطأ طبي، ومشرط أحد الجراحين"، قائلة: "محمد هو أكبر أبنائي، وقد كان المعيل الوحيد للأسرة بعد أن توفي زوجي، كان يسعى لإكمال دراسته الجامعية والارتباط بفتاة الأحلام كبقية أقرانه، كان يحلم بجمع المال ليساعد شقيقه على دفع تكاليف الدراسة، كل ذلك تبخر بين ليلة وضحاها، والله يجازي اللي كان السبب".
 
وتؤكد الأم المخنوقة على حال ولدها، أنها تقدمت بشكوى إلى وزارة الصحة، بالإضافة إلى شكوى مماثلة تقدمت بها لنقابة الأطباء، مطالبة الجهات المعنية بإنقاذ حياة ولدهها على الفور، ومحاسبة المتسببين عما جرى.
 
وتشير الوالدة المكلومة إلى أن وزير الصحة الدكتور نايف شكل لجنة تحقيق تضم عددا من أطباء الوزارة، حيث قاموا بزيارة محمد على سرير الشفاء قبل أيام، وحصلوا على ملفه الطبي لغايات التحقيق.
 
ويقول جد محمد: "التقيت بوزير الصحة شخصيا، وأكد لي أنه سيتم ملاحقة المخطئين مهما كانت صفتهم الاعتبارية".
 
 من جهته، اعتذر الناطق الإعلامي باسم نقابة الأطباء الدكتور باسم الكسواني عن التعليق لمندوب "السبيل"، مكتفيا بالقول: "الشكوى سرية، ولا نستطيع الحديث عن أي تفاصيل إلا بعد انتهاء التحقيق".
 
وفي السياق، أكد مصدر مطلع في "الصحة" أن الوزير مهتم شخصيا بقضية محمد، وأن لجنة التحقيق تعمل بشكل متواصل لمعرفة ملابسات الحادث. يشار إلى أن الأخطاء الطبية في المملكة تقتل 80 شخصا سنويا، وفق مصادر طبية. وبحسب تصريحات سابقة لمصدر طبي في وزارة الصحة، فإنه لو طبقت النسبة العالمية للأخطاء الطبية لا سيما الفرنسية منها، لارتفع الهامش إلى 240 وفاة سنويا. السبيل