صحيفة العرّاب

دراسة في أم الجامعات تقلق الشارع: 16% يتعاطون مواد مخدرة ومسكرة

 

لا تزال اصداء دراسة اجراها مركز حكومي اردني تابع للجامعة الاولى في البلاد تتردد في اوساط النخب، خصوصا والدراسة تتحدث عن ابناء الجامعة الاعرق، وتظهر “نسبا صادمة” كما تحدث عنها حزب الاخوان المسلمين المحلي.

وأشارت المذكرة إلى ما أظهرته الدراسة من نسبة تصل إلى 16% من الطلبة ممن يتعاطون مواد مسكرة ومخدرة، بواقع ( 6400 ) ستة آلاف وأربعمائة طالب في جامعة واحدة فقط.

ولاقت نتائج المسح الشامل الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية دارساً من خلاله اتجاهات طلبة الجامعة الأم وقيم تلك الاتجاهات ودلالاتها وخصائصها، اهتماماً واسعاً لدى صناع القرار والمعنيين ومجلس النواب.
التفاعل المتباين الذي أنتجته الدراسة الموضوعية الشفافة، دفع 18 نائبا إلى مطالبة الحكومة عبر مذكرة نيابية تبناها النائب خليل عطية، "التحرك الفوري وصولاً إلى حلول ناجعة عبر مراجعة السياسات المتعلقة بعدد من السلوكيات المجتمعية الخاصة بجيل الشباب على وجه الخصوص"، ومطالبة إياها إلى ذلك، "التعاون مع مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الدينية والدعوية والإعلامية للقيام بحملة وطنية لمحاربة آفة تعاطي المواد المخدرة والمسكرة حفاظاً على منظومة الأمن والاستقرار".
المذكرة أوردت أن ما نسبته 16% من الطلبة يتعاطون المواد الممنوعة، دون أن تفصل مفردات تلك النسبة التي خلص إليها مسح مركز الدراسات، حيث أن تلك النسبة تشمل بحسب الدراسة، تدخين السجائر (27 بالمائة) والأرجيلة (28 بالمائة)، وكذلك تعاطي العقاقير المنشطة (أربعة بالمائة) والمهدئة (أربعة بالمائة) والأدوية العادية (14 بالمائة) والمشروبات الكحولية (خمسة بالمائة) والمخدرات بأنواعها (ثلاثة بالمائة).
رئيس الجامعة الأردنية د. اخليف الطراونة ذكر أن نتائج الدراسة تشكل قاعدة صلبة للبيانات يمكن الاستناد إليها في عملية اتخاذ القرارات ورسم السياسات والاستراتيجيات، وتنسحب على جميع الجامعات، وتمثل شريحة الشباب في الأردن، ما يجعل من نتائجها مؤشراً معيارياً للعديد من القضايا التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لذا تعد مشكلة تعاطي المخدرات مشكلة مجتمعية وليست خاصة بالجامعة الأم كما يمكن أن يفهم بشكل أو بآخر.
الطراونة أكد، إلى ذلك، أن نشر نتائج المسح الشامل يأتي ضمن منهجية الجامعة الأم باعتماد الشفافية كخيار رصين شجاع، وتبني المباشرة والوضوح كوجهة مجتمعية، واحترام المهنية والأكاديمية كقناعة راسخة عميقة.

وقال إن مجلس عمداء الجامعة "سيعقد بشكل دوري ورش عمل متخصصة لمعالجة المشكلات إلى جانب إجراء دراسات معمقة وأكثر تخصصية للقضايا التي تستوجب البحث والتحليل؛ تأكيداً على التزام الجامعة أمام المجتمع المحلي بتعظيم نقاط القوة، والوقوف على مواطن الضعف".
وأضاف الطراونة أن الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في الأردن وتكاد في الوطن العربي جاءت لتؤكد "تبني الجامعة قيادة التغيير الإيجابي وبناء مجتمع المعرفة المنشود".

الدراسة بنظر الخبراء مقلقة وتثير عدة قضايا خطيرة فيما يتعلق بالشباب وحيواتهم، الامر الذي يؤهل المجتمع للمزيد من الاشكالات المقبلة، خصوصا وان المذكورين يمثلون فئة من الشباب الذين يحظون بتعليم اكثر من جيد وفي واحدة من اكثر الجامعات المحلية كفاءة. إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي وبالتزامن مع الدراسة وضع “اجندة خاصة بالشباب” وبصورة طارئة مطالبا بإعادة وزارة الشباب وتحمّل الاعلام لمسؤولياته لعد الاصطدام بواقع سيء لاحقا مع تنامي نسب البطالة والفقر.