صحيفة العرّاب

ستينية في دار المسنين..تعرضت لإساءة جسدية ونفسية من ابنتيها و كتبت كل ما تملك لهما

 وجع يتكرر بحياتها ... اولى آلامها كانت لحظة انجابها لبناتها وثانية عندما تعرضت للضرب والاساءة منهن ، واي فارق بينهما ليس فارقا زمنيا فحسب بل امتد لاكثر من عشرين عاما بقدر ما هو الم ووجع جسدي ونفسي تعرضت له سيدة في منتصف الستينات من العمر من قبل ابنتيها .

تحملت هي الم الولادة برضى وسعادة حال كل امراة تمر بهذه التجربة لتنتظرها بدلا من الرحمة والمعاملة الحسنة من ابنائها وبناتها اساءة واهمال اوصلها للعيش باحدى دور المسنين برغبتها وقرارها لتنهي الامها وعذاباتها ليست الجسدية فقط بل الانسانية والنفسية لام تعيش حياة بائسة مهملة لا تخلو من العنف الجسدي.

مديرة دار الوفاق الاسري سمر صبحا التي تعاملت مع حالة هذه السيدة في الدار المعنية باستقبال حالات العنف الجسدي ضد النساء قالت: عاشت هذه السيدة مع بناتها بعد ان قامت بتدوين ما تملكه من اموال باسمهما فلم يتبادر الى ذهنها بان تستغل بناتها هذا الامر ويسئن معاملتها لانهن يرين العلاقة المقدسة التي تربط الام ببناتها مجرد علاقة مادية بحتة.

واضافت: تعرضت لاساءات عديدة منها نفسية واخرى جسدية بدات عندما كانت تطلب منهما احضار ما تحتاجه فيرفضن ويتركنها وحيدة في غرفة بالمنزل تعاني الوحدة والقهر والاساءة الاخرى وهي الاشد الما بلجوء بناتها الى ضربها وعدم الاكتراث باوجاعها الجسدية والنفسية اضافة الى عدم السماح لها بالاختلاط باي من الاقارب او الجيران فترة غيابهما عن المنزل كي لا تبوح بما تتعرض اليه.

واضافت صبحا: هذه السيدة بعد ان شعر جيرانها بما تتعرض له قاموا بتبليغ ادارة حماية الاسرة التي حولتها بدورها الى الدار فتم استقبالها وتقديم الرعاية الصحية والنفسية لها كونها كانت تعاني من الام نفسية شديدة نتيجة عدم تمكنها من استيعاب المعاملة السيئة التي تعامل بها من قبلهن وهي الام التي لم تبخل عليهن باي يوم بحياتها بما يحتجنه.

واشارت صبحا الى انه تم استدعاء بناتها اللواتي لم يستطعن انكار سوء المعاملة التي يعاملن بها والدتهما واردن ان يعدنها الى البيت لكن والدتهما رفضت ذلك بشدة ورغبت بالحاقها باحدى دور المسنين التي توفر لها الرعاية خاصة وان بناتها وضعهن المادي جيد ويمكنهن دفع تكاليف وجود والدتهن بهذه الدار.

وتقول صبحا: تعيش هذه السيدة بهذه الدار التي تشرف على رعايتها بعد ان كان قرارها عدم العودة مجددا لبناتها لتختار ان تقضي بقية ايام عمرها بعيدة عن بناتها وتتحمل انكسارات كبيرة مرت بها بعد ان توقعت كل شيء بالحياة باستثناء ان تعامل مثل هذه المعاملة من اللواتي كان عليهن ان يوفرن لها حياة كريمة تليق بمكانة الام.

وتشير صبحا الى ان الدار تتعامل بين فترة واخرى مع حالات اساءة لامهات من قبل ابنائهن وبناتهن رغم انها حالات نادرة وقليلة الا ان وجود حالة واحدة لام تتعرض لاساءة من قبل الابناء والبنات تبعث بالنفس الحزن والالم خاصة وان الام وقيمتها وتعبها بتربية ابنائها يجب ان يقابل بالمعامة الحسنة والرعاية الكاملة لتبقى الام تعيش بكنف اولادها واحفادها بدلا من دور المسنين التي لا تكون الخيار الا بعد ان تفقد هؤلاء الامهات الصبروالقدرة على تحمل سوء المعاملة .