صحيفة العرّاب

غير صوتك بنصف دينار ... شركات الاتصالات تسطو على ارصدة المشتركين

 علي طه النوباني

 

ما سأقوله الآن حقيقي، وليس قصة قصيرة.
صحوت من النوم على رنة الموبايل ففتحت الخط دون أن أنظر من هو المتصل، وإذا بصوت يقول أن هذه هي خدمة ماجيك فويس، أي الصوت السحري والذي يتضمن أنه إذا أردت أن تتحدث مع أحد أصدقائك بصوت رجل آلي أو صوت مشفر فاضغط على أي زر من أزرار الهاتف وسوف تشترك في الخدمة فورا.
لم أضغط على أي من أزرار الهاتف وانقطع الاتصال، وظننت أنني قد نجوت من الخدمة التافهة، وبعد حوالي ساعتين نظرت إلى هاتفي فوجدت رسالة نصية تقول بأنني قد اشتركت في خدمة ماجيك فويس، وأنه قد تم اقتطاع نصف دينار من رصيدي لقاء الخدمة.
اتصلت بالشركة وشرحت لهم الأمر، لكن الموظفة قالت بلهجة واثقة أن الشاشة أمامها تثبت أنني قد اشتركت بالخدمة، قلت لها أنني رجل كبير في العمر وما حاجتي لمثل هذه التفاهات، وحاولت إقناعها بأنني ضحية أسلوب رخيص في سرقة أرصدة المشتركين دون أي فائدة، وقلت لها أخيرا: أعرف أنك موظفة صغيرة وليس في يدك من الأمر شيء: أعطني مديرك أو أي أحد صاحب صلاحية لأعلمه بالطرق الخسيسة التي تتبع لسرقة رصيدي، قالت : سوف نتصل بك لاحقا، وقلت أنني سأنتظر، ولم يتصل أحد.
من هو المتنفذ الذي يُعطى صلاحية سرقة نصف دينار من رصيد عدد كبير من المشتركين بأسلوب وضيع كهذا، وما حاجتي كمشترك إلى تغيير صوتي إلى صوت رجل آلي أو حتى عفريت أزرق مقابل نصف دينار أسبوعيا، وكم هي الجهات التي تتبع مثل هذه الأساليب لتفريغ جيوبنا المهترئة وتطفيشنا بل والوصول بنا إلى أعلى درجات الشعور بالظلم والاشمئزاز.
الساعة الآن هي الثالثة صباحا، لم أنم وأنا أفكر بذلك الشخص الذي اختلس مني نصف دينار بطريقة وضيعة، وإنني أتوجه إلى قطاع تنظيم الاتصالات متسائلا: ماذا تنظمون، الشركة تسرق أرصدتنا بأساليب مبتكرة، وتتفنن في السطو على جيوبنا المهترئة. بل وتستعمل هواتفنا الشخصية منصة للإعلانات النصية والصوتية دون أي مراعاة للحد الأدنى من الجودة أو احترام المشتركين.