صحيفة العرّاب

” كبيرة الكبائر الوطنية ” وفضيحة النفايات السياسية ؟!

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 ((( الدكتور محمد ذنيبات اعاد للتوجيهي مكانته بعد سلسلة من فضائح مخزية كانت تعتوره حيث كان الطالب الكسول يأكل حق المجتهد في العلامه غشاً،ويسلبه مقعده الجامعي ظلماً. الدكتور حازم الناصر هو الآخر رد اكسير الحياة المسروق الى المحرومين من حقهم في قطرة ماء.دنيبات كشف الترهل التربوي الذي كان سائداً والناصر فضح سرقات النخبة المائية وعرى مواقفها امام الرأي العام…بمثل هؤلاء الوزراء تنهض دولة العدل والقانون.،فالف تحية لهذين المتميزين اللذين يستحقان ارفع الاوسمة الشعبية لان ديدنهما العمل لا الجعجعة ))).

*** إعتدنا بين آونة و اخرى ان نُشنف اسماعنا على ايقاع فضيحة مجلجلة تخطف ابصارنا،وتهز اوساطنا ـ على الوحدة ونص ـ يرافقها موسيقى تصويرية تأجج مشهد الفوضى، وترش على الموت سكر كي يحلو اكثر.اللافت ما ان تخبو فضيحة حتى تنفجر اخرى في وجوهنا، وكأن الفضائح قدرُ كُتب علينا. فضائح تصم الآذان وتزكم الانوف وتقضي على الزرع والضرع كمخلفات نووية مطمورة تحت قشرة رقيقة من التراب، تنتظر الفرصة للخروج من “قمقمها” المحبوسة فيه مثل صندوق “باندورا” في الاسطورة اليونانية،الذي ما ان تفتحته حتى تخرج منه كل شرور الدنيا.

فضيحة الفضائح او ” ام الفضائح ” تلك التي زادت الحنق والاحتقان الشعبي على الدولة والنخبة معاً للصمت المطبق سنوات طويلة على ” اكبر اعتداء مائي ” في منطقة البحر الميت.المخجل ان حكومات عديدة تعاقبت عليه من دون ان تحرك ساكناً او اللجوء للقضاء لاسترداد حق الناس بثروات بلدهم، وكأن ” النائب السابق النخبوي” فوق القانون بل فوق الدولة التي لم تجرأ على ايقافه او محاسبته على سرقة 6000 متر مكعب يومياً في وقت تموت قرى ومحافظات عطشاً، ولم تجد الا احراق الاطارات و اغلاق الطرق لاسماع صوتها لحكومات الجباية والقروض لتشرب الماء في بلد من افقر بلدان العالم مائيا ان لم يكن افقرها على الاطلاق.

يتغنى اولو الامر بالامن و الامان،ونرد عليهم ان مرد ذلك يعود ابتداءً لوعي الشعب الاردني،و ايمانه بوحدته الوطنية،وتضحياته الكبيرة لتبقى بلاده في منأى عن دائرة اللهب التي تزنره.ولاذ بالصمت رغم معرفته ان النخبة غارقة بالفساد وتمارس خروقات قانونية ومالية يستحق اصحابها غياهب السجون.وها هو صابر صبر ايوب من تراكم خيبات اوشكت ان تكسر ظهره…. فاولو الامر يتجاهلون الامن المائي،الامن الغذائي،الامن الاجتماعي……ويقتصرون الامن على البوليسي… وان صح ذلك رغم اهميته فكيف يقوم نائب بتشكيل ” دولته الصغيرة” داخل الدولة ويُركب العدادات،ويجبي الاموال بواسطة موظفين ياتمرون بامره،ويبيع المخزون الوطني في وضح النهار من دون مساءلة.هل هو فوق القانون ام هو دولة داخل الدولة يمارس فعلته المشينة على مدار سنوات دون خوف من دولة تطارد صاحب بسطة يبحث عن رزق عياله وتتعامى عن نخبوي يبيع الثروة الوطنية في وضح النهار ؟!.

وجه الغرابة ان الدولة الاردنية تفتح عيونها على الاركان الاربعة، و تقاتل قتالاً ضروساً اعداء الامة بينما تغمض عينيها على نخبوي يسرق اكسير شعبها… معادلة ملغومة وغير مفهومة.فهل في الامر “إنَّ ” ام ان وراء الاكمة ثعالب غير مرئية وذئاب بشرية مرعبة ؟!. بمعنى ادق هل كان السكوت طيلة الفترة الزمنية الماضية موافقة ضمنية على الحرمنة ؟!.اذا كان الشيء بالشيء يُذكر،فاننا نّذكر المسؤولين بالمعركة الحامية تدور رحاها في فرنسا بعد ان فجرَّ صحفي شجاع قضية حلاق “الاليزيه ” الذي يتقاضى (10) الآف يورو لاجل تزيين راس الرئيس اولاند مرتين او ثلاث شهرياً.فثارت ثائرة دافعو الضرائب ؟!.فما كان من الرئيس الا ان خرج على العلن ليدافع عن نفسه بالقول :ـ ان الحلاق موظف سابق لعهده وموجود في القصر الرئاسي قبله،وانه خفض ميزانية الرئاسة بمعدل تسعة ملايين يورو، و اطاح بـ ( 10% ) من موظفيها.فوق كل ذلك خفض راتبه الشخصي (30% ). فهل تشفع له كل التخفيضات امام شعبه لتجاوز ازمة حلاقه راسه بـ 10 الآف يورو شهرياً يدفع اضعافها نخبوي عربي تحت اقدام رقاصة في ليلة واحدة،فماذا نقول نحن عن نخب سرقت الوطن وجرمت عظمه ثم شفطت ” مرقته” ؟!.

ان هذه الاستباحة لثروات الوطن من لدن مافيات فساد وطنية،وتسخيرها لانفسهم و كانها حق لهم ورثوه بـ “قوشان رسمي”، يدل على مدى الانهيار الوطني و الاخلاقي والسياسي التي بلغته النخب النافذة في البلد،ومدى السكوت الفضائحي على هذه الكبائر من لدن اولي الامر على هدر الملايين .ان بطل الاعتداء الاكبر على الماء تصرف كمقاتل لا يخشى احداً وجلس لسنوات فوق القانون في وقت يتبجح فيه الكبار ورقياً ـ بالصحف وهوائيا ـ على الفضائيات ـ بكلام انشائي اننا دولة قانون فمن يقنع المواطن بهذا القول المنزوع الدسم الذي يزرب سما زعاف.

نخلص للقول ان الصمت على الفساد اخطر من الفساد ذاته. لكن الاسئلة المشروعة التي تتبادر للذهن :ـ اين الاجهزة المختصة من مثل هكذا قضايا حساسة وعميقة تمس الامن الوطني في الصميم وتهز الوجدان هزاً عنيفاً ؟!. اين الدولة العميقة ذات الحل والربط اذا كانت “الحكومات السطحية” لا تملك الولاية العامة وهي مجرد واجهة ديكورية ؟!. اين عيون الدولة ام ان تلك العيون لا ترى سوى المهمشين ولا تستقوي الا على الضعفاء ؟. هل انطفات انوارهيئة مكافحة الفساد وخبا حسها و حسيسها ؟!. من الذي او الذين نشروا فيروس الفساد وحولوه من “ظاهرة” مقلقة قابلة للعلاج الى “جائحة” مستعصية…طبعاً لا جواب اما العطشى الى اجابة فما عليهم الا إنتظار ما تجود به الصحافة الاجنبية او حين يأتي الفرج عندما يفرج ويكيليكس عن دفعة جديدة من وثائقه الفضائحية المخبوءة !.

((( نفايات سياسية غير قابلة للتدوير ! )))

يتميز الانسان عن الحيوان بالعقل اذ ان الافكار العظيمة والآراء السديدة لا تصدر الا عن عقول مبدعة متفتحة،بينما الافكار الرديئة نتاج عقول مريضة.الانسان الواعي يتفاعل مع محيطه وبيئته فيؤثر ويتأثر،وهو دائم التغيير بفعل تراكمات الخبرة،المعرفة ،الثقافة،التجربة.فالناس عادة ينقسمون الى ثلاث طبقات : العامة التي تاخذها العواطف ،والمثقفون الذين يعتمدون العقل اما القمة فيعتليها الحكماء الذين لا يعترفون الا بالعقل والبرهان .من هنا كان التغيير العقلاني القائم على البرهان دليل حكمة اما من كان تغيره مصلحياً كان انتهازياً كصائد الجوائز و قناص المناصب.

مشكلة المجتمعات الازلية على الدوام في ضعاف العقول الذين ينكرون الحقيقة لو جاءت اليهم تسعى على قدميها.هؤلاء لا يحبون الا ما يطربهم ويدغدغ عواطفهم وما يتساوق مع افكارهم حتى لو كانت مغلوطة ـ عنزة لو طارت ـ .النفس البشرية بطبيعة تركيبها تأنس الى ما تهواه لانه يلامس رغباتها الدفينة وغرائزها المكبوتة وتنفر مما سواه.هذا الصنف على عداء فطري مع التفكير العلمي والبرهان العقلي.تراه لا يرعي حرمة عقل و لا يحترم قدسية نقل،ويتمسك بخزعبلات الخوارق،وتغليب كرامات مكذوبة تتنافي مع العقل والدين وقوانين الحياة التي رسمها الله في معادلات دقيقة صارمة ” لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون “. صدق الله العظيم

طبقة الملوثة عقولهم يتداخل عندهم جنون العظمة ـ البارانويا ـ، بالفصام الذهاني،فيعيش واحدهم في حالة مغايرة لواقعه حيث يدمغه المرض باحساس قهري انه يمتلك قدرات استثنائية،مواهب خارقة او يتقمص شخصية تاريخية او دينية للتعويض عن شعوره بالدونية،فيعتلي على نقصه بركوب موجة الاستعلاء و الفوقية، اما سيجموند فرويد ” ابو علم النفس الحديث” فله راي مخجل في طفولة ومراهقة هؤلاء فيوسمهم باحط العادات ليس مكان الافصاح عنها مقالة.ما يتميزون به انهم لا يتقبلون رايا يُصَّوب مسيرتهم ولا نقداً يخدمهم بل انهم يحتقرون ناقديهم مما يصعب اقناعهم باي فكرة وبالتالي من المستحيل علاجهم.ننور مثال ما سلف باعترافات شخصيات مقربة من “غولن” بانه يتحدث مع الله و يستشير الرسول في المنام.ما زاد الامى تعقيداً تقمصه غولن شخصية العالم الاسلامي الجليل ” سعيد النورسي” بادعائه انه الامام الرابع عشر بعده. الاخطر ادعاؤه ان الله قال لـه :ـ ” غولن خلقت العالم لاجل محمد ولكن ابقيه من اجلك” .

العالم المجاهد الملقب بديع الزمان ” سعيد النورسي” كانت حياته ملحمة جهادية متصلة. حارب اعداء الاسلام وجرح في احدى المعارك حتى اوشك على الموت، ثم نفي الى سيبريا وامضى سنوات في المعتقل ليعاود جهاده العقائدي بفتح المدارس الاسلامية لتحفيظ القران،ونشر الاسلام على اسس صحيحة في مواجهة حملة التغريب التي قام بها عسكر كمال اتاتورك لطمس الاسلام،خاصة عندما اعلن وزير المستعمرات البريطاني غلادستون بانه :ـ ” لا خيار لنا سوى ازالة القران الكريم من الوجود او قطع صلة الاسلام به”… الرد الحاسم على الصعلوك البريطاني جاء من النورسي ـ رحمه الله ـ بان ” القرآن شمس معنوية لا يمكن اطفاء نورها”. للدفاع عن الاسلام والمحافظة على القران تنّقل النورسي في عدد من الدول العربية.كانت اهم محطاته مدينة دمشق حيث القى خطبته الشهيرة بـ ” الخطبة الشامية ” في الجامع الاموي الهب فيها مشاعر المسلمين وحضهم على التمسك بدينهم.النورسي عالم يرتقي الى مصاف التابعين في غيرته على دينه،وقد ظل مطارداً طيلة حياته من عسكر تركيا حتى توفاه الله عام 1960 فقامت سلطة العسكر بنش قبره ليلاً، ونقل رفاته الى مكان مجهول حتى تطمس اسمه،بينما المدعي غولن يعيش في ولاية بنسلفانيا الامريكية كملك غير متوج يحظى برعاية وحماية وكالة المخابرات الامريكية ما يعني ان هناك فارقاً غير قابل للمقارنة بين تابعي جليل ومُدعٍ عميل.

آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي احد اساتذة “حوزة قم ” يهلوس مرضياً هو الاخر بالادعاء:ـ ان المهدي المنتظر الغائب منذ عام 260 هجري خرج من السؤداب،وهو يتنّقل في السماء بصحن طائر بسرعة البرق، وسيهبط يوماً ـ لم يحدد شيرازي مطار الهبوط ـ ليملأ الكون الذي يكون بين يديه مثل { حبة بطاطا } عدلاً.هلوسات شيرازي لا تختلف عن هلوسات “المغيرة بن سعيد” مؤسس فرقة المغيرية، وهي احد الفرق الشيعية حيث يوحي المفصوم المغيرة انه { يعلم الاسم الاعظم لله و به يُحيي الموتى ويهزم الجيوش الجرارة }…يواصل هذا المريض هلوساته :ـ ان اسم الله الاعظم وقع على راسه فاصبح كالتاج.ذات مرة نظر المغيرة الى البشر،فغضب من معاصيهم حينذاك تعرق بدنه مما رآى ،فاجتمع من عرقه بحران احدهما مظلم مالح و الاخر عذب،فخلق الشيعة من العذب وخلق الكفرة اعداء الشيعة من المظلم المالح }.

هلوسات غولن وشيرازي لا تستحق القرآءة اللهم الا من باب المعرفة و لاجل التسلية،فيما تكمن خطورة هذه الادعاءات في تصديق “العوام ” لها كانها جزء من العقيدة الدينية،ما دفع الغرب لاستغلالها وترحيبه الكبير بها،خاصة حركة “غولن” المتأمركة وتزكيتها بانها هي الاسلام النموذج الذي ينبغي ان يُحتذى بسبب ” إنفتاحها ” وخطابها ” الحضاري المعتدل “