صحيفة العرّاب

الطالب الدويكات يعاني من "هواء على الدماغ" وانفجار في العين

يعاني الفتى صالح الدويكات (12 عاما)، الذي يرقد على سرير الشفاء إثر تعرضه الخميس الماضي لضربة على يد معلمه، في مدرسة الإمام الشافعي بمنطقة جبل القصور، أفقدته عينه اليمنى أثناء دخوله غرفة المعلمين لشرب كأس ماء، من دخول "هواء إلى الدماغ"، بحسب اختصاصيين مشرفين على حالته.

 ووفق الأطباء المشرفين على حالة الدويكات، فإن حجرة عينه تعاني من كسور، ولكونها تلتصق بمنطقة الدماغ، فإن كسرها أدى إلى دخول الهواء.
 
إلى ذلك، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف في اتصال هاتفي مع "الغد" أمس أن "نائب رئيس الوزراء وزير الدولة الدكتور رجائي المعشر، أوعز بتحمل الحكومة تكاليف معالجة الدويكات".
 
وقال ابراهيم سعدات الطبيب المشرف على حالة الدويكات، إلى "الغد" إن "الفتى يعاني من انفجار في العين وكسور أدت إلى خروج معظم محتوياتها"، مبينا أنه "سيتم إجراء أكثر من عملية له حتى نحافظ على الشكل الخارجي للعين على الأقل".
 
وقال استشاري جراحة الأعصاب الدكتور عوني مشربش إن "الوضع الصحي للدويكات مستقر حاليا، ما لم تحدث مضاعفات، وقد أعطي مضادات حيوية مناسبة منعا لحدوث أية أعراض جانبية".
 
وقرر الأطباء المشرفون على حالة الدويكات، تأجيل العملية الجراحية لترميم عظم حجرة العين التي كان يفترض أن تكون قد تمت أمس إلى بعد غد، بحسب والده سامي الدويكات.
 
وأضاف مشربش إلى "الغد" ان "90 % من الحالات التي يدخل فيها الهواء إلى الدماغ تعالج طبياً، لكن يجب التريث حتى تستقر الحالة الصحية للطفل".
 
وفي هذه الأثناء، ما يزال الدويكات يرقد على سرير الشفاء في مستشفى خاص، أملاً في شفائه، وهو يحاول أن يسلي نفسه بألعابه.
 
ويقول الأب الدويكات إلى "الغد" "لم أعد أقوى على النظر إلى طفلي وهو يتألم ويصرخ".
 
ويتساءل الأب لستة أطفال، والذي حصل أمس من أهل الأستاذ الذي ضرب ابنه على عطوة اعتراف مدتها شهر واحد "ما هو مصير ابني، بعد هذا العجز الذي مني به".
 
وبلهجة متهدجة، يقول الفتى الدويكات وهو على سرير الشفاء، "سأصفح عن المعلم إذا أصبحت أرى بعيني"، متسائلاً "ما هو الذنب الذي اقترفته حتى أفقد عيني؟".
 
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يفقد فيها طفل عينه، بسبب ضربه على يد معلمه، إذ سبق وأن فقد الطفل محمد الهويمل (12 عاما)، الذي يقطن منطقة الغور الجنوبي، عينه اليمنى بسبب ضربه بعصا معلمه العام الماضي.
 
يومها، وبكل قهر وألم، حسبما وصف والد الهويمل لـ "الغد" صرخ محمد "ما بدي أرجع للمدرسة".
 
وكحال الهويمل، الذي رفض العودة إلى المدرسة، يرفض صالح كذلك العودة إليها لأنه، حسبما نقل والده عنه، يقول "دخلتها بعينين وخرجت منها بواحدة".
 
وعانى الطفل الهويمل، من "خلخلة" في وضع عدسة العين، وتشكل مياه بيضاء فيها، ما تطلب معه إجراء عملية جراحية من أجل زراعة وإعادة العدسة إلى وضعها الطبيعي وإخراج المياه البيضاء من حولها.
 
وأكد وزير التربية والتعليم ابراهيم بدران في تصريحات سابقة إلى "الغد" على أن "هناك إجراءات إدارية ستتخذ بحق المعلم المخالف، وسيتحمل كل تبعات هذا الفعل"، بيد أنه فضل التريث حتى تثبت نتيجة التحقيق معه، وتتضح حالة الطفل النهائية.
 
في المقابل، ما يزال معلم المدرسة موقوفا على ذمة التحقيق بقرار من المدعي العام، بعد أن سلم نفسه للأجهزة الأمنية أول من أمس، حتى يخرج التقرير الطبي النهائي بشأن الطفل.