صحيفة العرّاب

دراسة أمريكية تقرع ناقوس الخطر.... مياه الديسي ملوثة إشعاعياً!!

قال باحثون يوم الاربعاء ان عيونا جوفية قديمة في الأردن الذي يعاني من نقص المياه توجد بها مستويات من الاشعاع تتجاوز 20 مرة المستوى الذي يعتبر آمنا للشرب الأمر الذي يثير مخاوف بخصوص سلامة المياه في أنحاء الشرق الأوسط.

وبينت دراستهم أن المياه من أحد المصادر الجوفية في الأردن تحتوي على مستويات عالية من جزيئات مُشعة تتكون في الطبيعة وترتبط بالإصابة ببعض أنواع السرطان الأمر الذي يمثل خطرا على صحة آلاف الأشخاص الذين يشربون هذا الماء في وسط الأردن.
وسعت عدة دول أخرى في الشرق الأوسط للتغلب على نقص المياه باستغلال خزانات جوفية مماثلة مع تزايد أعداد السكان بصورة تفوق الموارد.
وقال الباحثون ان ذلك قد يعرض الناس في اسرائيل ومصر وليبيا والسعودية الى مستويات مرتفعة من الاشعاع لان هذه الدول تستغل موارد مماثلة في توفير المياه للشرب والزراعة.
وقال أفنير فينجوش وهو باحث بجامعة ديوك في الولايات المتحدة قاد الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية العلوم والتكنولوجيا البيئية " انها مياه ينبغي ألا يشربها أحد."
وأضاف "أظهرت عدة دراسات أنها ترتبط بمستويات مرتفعة من سرطان العظام. بل وأظهرت دراسات أخرى أن لها بعض الارتباط بسرطان الدم."
وفحص فينجوش وزملاؤه عينات مياه من 37 بئرا لضخ المياه في حوض الديسي الجوفي الواقع على حدود الأردن الجنوبية مع السعودية لدراسة مستويات الاشعاع.
ووسع الأردن استغلال مياه حوض الديسي حيث تتجاوز استخدامات المياه السنوية منه سعة نهر اليرموك وأدى الضخ المفرط منه إلى ارتفاع ملوحة مصادر أخرى.
وكان مسؤولون يعتقدون أن انخفاض ملوحة الحوض الذي فحصه فريق فينجوش يجعله مصدرا نموذجيا لمياه الشرب. لكن فحوصا إضافية أظهرت أن الماء يحتوي على مستويات مرتفعة من جزيء الراديوم المشع الذي يتكون في الطبيعة.
وقال فينجوش في حديث هاتفي "من المفارقات أن ارتفاع جودة هذا الماء هو الذي يجعله مناسبا للشرب."
ولهذه النتائج تداعيات بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط التي تعاني نقصا في المياه والتي اتجهت إلى مصادر جوفية قديمة مماثلة للحصول على الماء العذب.
وقال الباحثون في بيان "نقترح أن هذه المياه الجوفية مرتفعة الإشعاع ربما تكون موجودة أيضا في تلك الخزانات. قد يمثل ذلك خطرا صحيا على أعداد كبيرة من السكان."
وقال فينجوش ان ليبيا تستغل مصدرا للمياه الجوفية على نطاق واسع وتستخدم اسرائيل مصدرا مماثلا لاغراض الزراعة وبدأ الأردن في الآونة الأخيرة مشروعا بكلفة تبلغ 600 مليون دولار لضخ مياه الشرب من حوض الديسي إلى العاصمة عمان التي يسكنها 3.1 مليون نسمة.
وأوصى الباحثون بأن يراقب المسؤولون الصحيون في المنطقة مستوى الاشعاع في مصادرهم المائية وخصوصا في الاردن حيث لا توجد أي مراقبة رسمية في الوقت الحالي. وأضاف فينجوش "ثمة مستوى مرتفع للغاية من عدم الوعي بين السكان." الحقيقة الدولية