صحيفة العرّاب

"كل على شطر أمه"..!!

 بقلم المحامي . عبد الوهاب المجالي

منذ عقود ونحن نسمع عن التخطيط الإستراتيجي لا بل إستُحدثت وزارة لتلك الغاية وخطط خمسية وعشرية ودولة المؤسسات والقانون وحكومة الكترونية وجذب الإستثمار وإستغلال الموارد ومعالجة الفقر والحد من البطالة ورفع سوية التعليم والى ما ذلك وواقع الحال يشير الى ان شيء من ذلك لم يحصل حتى عند ادنى المستويات في أي من الحالات واذا ما استمرت الأمور على هذا الحال فالنهاية لن تكون حميدة او كما نتوقع..

في الماضي كان يسوق وما يعيق التقدم وعجلة الإقتصاد المجهود الحربي والوقوف على اطول خط مواجهة مع العدوالذي اصبح منذ اكثر عقدين جار وإبن عم وإنتهت تلك الحجة او لم تعد موجودة فالصهاينة يجوبوا كل البلدان العربية لا بل يرقصون بالساحات وصالات المطارات واغرقوا الأسواق بالمنتجات من كل الاشكال والالوان إن لم يكن العمل معهم بالعلن فالبسر حتى من قبل من يرفع لواء المقاومة والصمود والتحدي و"العلاك المصدي"..

لنعد لصلب الموضوع وضعنا الإقتصادي مهترئ الأسعار في تنامي والمديونية تتضخم والفقر بإزدياد والبطالة تنمو بعجلة والتعليم لم يعد بمنتاول الجميع ومخرجاته طوابير العاطلين عن العمل ويطل علينا المنظرين بالحديث عن حاجة السوق في الوقت الذي اغرق بالجامعات الخاصة التي تعمل بمعزل عن أي رؤيا مستقبلية او وطنية كما يحلو لها فهي ليس اكثر من شركات غايتها تجارية بحتة.. إجتماعيا لا يستطيع احد الحديث عن طبقة وسطى إنشطر المجتمع الى فئتين تملك كل شيء او لا تملك شيء وحدث خلل كبير في التركيبة السكانية تلاشت معها العادات واعراف او في طريقها الى الإندثار مما ادى الى طمس الخصوصية والهوية وبتنا لا نعرف الى أي جهة ننتمي غربا أم شرقا وأمسك عدد محدود طارىء بمفاصل الحياة على كافة الصعد وبات أبناء الوطن يستجدون هذا وذاك كالكرام على موائد اللئام وليعلمنا المسؤولين كيف لفئة ضالة إحتكار كل شيء ولماذا رخص الإستيراد تخص فلان والعطاءات الحكومية حكر على علان وكيف لمراهق حديث التخرج إمتطاء صهوة وظيفة عامة يعمل مستشار لمدير عام أمضى اكثر من اربعة عقود في تلك الوظيفة وما الإستشارة التي يقدمها ولدينا من الأمثلة الكثير؟؟!!

هل يستيطع احد أن يحدثنا عن التنسيق بين الدوائر الرسمية فيما بينها ليس على الصعيد الوطني بل عند ادنى المستويات إنجاز معاملات المواطنين وقضاء حاجاتهم او التنسيق بين التعليم والعمل وحاجة السوق او على الأقل في مجال البنى التحتية وأين هم الخبراء والمحللين الإقتصادين اللذين اشبعونا عواء صباح مساء؟؟!!

هل يعقل اننا تعايشنا مع المرض اضحى جزء من حياتنا ليس بمقدورنا العيش بدونه فمنذ ثمانينيات القرن المنصرم ونحن نسير الى الخلف على مختلف محاور حياتنا لا بل وما يزيد الطين بلة مسلسل إرتفاع الأسعار تقدم المرض واصبح مزمن هل يعقل رغم مرور كل تلك المدة قرابة اربعة عقود لم نستطع تشخيص الداء ونجد الدواء.. هدر المال العام وترك الحبل على الغارب لأي جهة للعمل بمعزل او تحصين جهة من الرقابة في غير ما يصب في المصلحة الوطنية اعلى درجات الفساد..