صحيفة العرّاب

لهذه الاسباب انخفضت نسب الزواج والانجاب في الاردن!!

  أجمع اخصائيون اجتماعيون على أن ارتفاع نسبتي البطالة والفقر في المملكة اضافة الى ارتفاع كلف المعيشة وغلاء الاسعار أدت إلى عزوف الشباب عن الزواج كما انعكس على انخفاض نسبة المواليد في المملكة.

وبحسب تقرير دائرة الاحصاءات العامة، فإن مستويات الانجاب بالمملكة انخفضت بنسبة 6% ، حيث بلغ عدد أفراد الأسرة في العام 2015 حوالي 4,8 فرد مقابل 5,4 فرد في العام 2004.

أبو سنينة: الفقر وارتفاع تكاليف الحياة

ورأى نائب عميد كلية الاداب والعلوم ورئيس قسمي المناهج وطرق التدريس وأصول الادارة في جامعة عمان العربية، الدكتور عودة ابو سنينة، إن هناك احجاما عن الزواج بسبب ارتفاع التكاليف وعدم قدرة الشباب على تأمين متطلبات الحياة أدى الى انخفاض أعداد الأسر ابتداء، وانخفاض أعداد المواليد ثانيا.

وأضاف ابو سنينة إن مشكلة أخرى بدأت تظهر في المجتمع الأردني أدت إلى التخوّف من الانجاب، وهي ارتفاع معدلات الطلاق بشكل كبير، وهذه مسؤولية المؤسسات التوجيهية والتربوية، بالاضافة إلى مسؤولية الأهالي الذين يتركون أبناءهم لمواقع التواصل الاجتماعي كي توجههم.

وقال أبو سنينة، إن مشكلتي الفقر والبطالة من أهم العوامل التي تؤدي الى العزوف عن الزواج والتقليل من معدلات الانجاب، نظرا لتكاليف الحياة اليومية والمعيشية الباهظة.

ولفت أبو سنينة إلى ظاهرة بدأت تنتشر في أوساط الشباب وهي الهجرة إلى الخارج، وخاصة إلى الدول التي تستقطب الشباب من خلال اعلانات التجنيس مقابل الزواج. مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تُنذر بتفريغ المجتمع من الطاقات الشابة وتهدد بنية المجتمع بشكل عام.

واختتم أبو سنينة حديثه بالقول إن ارتفاع كلف المعيشة والتعليم والغذاء ودخول المرأة في مرحلة "التمكين" والعمل والعزوف عن الزواج تؤدي الي خلل كبير له تداعياته المستقبلية.

أبو علبة: سنّ الزواج ارتفع

ومن جانبها، قالت رئيسة جمعية علم الاجتماع، الدكتورة عبلة وشاح، إن النتيجة التي أعلنتها دائرة الاحصاءات العامة متوقعة وطبيعية في ظلّ اختلاف التفكير ونمط الحياة الاجتماعية، حيث اختفت ظاهرة "الأسر الممتدة" وانتشر مفهوم "الأسر المستقلة".

وأضافت وشاح إن انخفاض معدلات الانجاب مرتبط أيضا بمعدلات الخصوبة التي تغيرت لعدة عوامل أبرزها ارتفاع سن الزواج بالنسبة للمرأة، والعمل، والارتباطات المختلفة بالنسبة للافراد، بالاضافة إلى عوامل غير مباشرة اصبحت تؤثر على الاسر بشكل عام.

ولفتت وشاح إلى عامل مهم في هذه القضية وهي ارتفاع نسب الفقر والبطالة وارتفاع الاسعار، حتى تحولت نظرة الناس إلى الطفل على أنه "تكاليف مادية اضافية" نتيجة ارتفاع مستلزمات الاطفال والحضانات والمدارس "في ظل العزوف النسبي عن التسجيل في المدارس الحكومية".

وأشارت إلى أن ارتفاع تكاليف الحياة دفع الكثير من الأهالي للبحث عن "سيدات عاملات" كي تكون احداهن زوجة لابنهم، وهو ما قالت إنه يؤثر على نسب الزواج والانجاب.