صحيفة العرّاب

اسرائيل : للمرة الأولى مناقشة مخاوف اتفاق وقف اطلاق النار جنوب سوريا

 - كشفت صحيفة هآرتس العبرية على موقعها الإلكتروني عن ان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية بحث يوم أمس ولأول مرة ملف اتفاق وقف أطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا في جنوب سوريا، وهو اتفاق أثار مخاوف لدى الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل بحسب تصريحات عدد من المسؤولين الإسرائيليين وأبرزهم رئيس الحكومة بنيامن نتنياهو.


ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير ومُطلع على مضمون الاجتماع الذي استغرق اربع ساعات، انه تم إبلاغ الوزراء خلال الاجتماع بأن الولايات المتحدة وروسيا لم تعززا بعد كل عناصر وقف أطلاق النار، وان إسرائيل تعمل مع واشنطن وموسكو لتحسين الاتفاق وضمان عدم المس بمصالح إسرائيل الأمنية.

وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية القضية السياسية أن الحاضرين في الاجتماع هم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت، ورئيس جهاز الموساد يوسى كوهين، وعدد من كبار الشخصيات في الجيش ووزارتي الخارجية والدفاع. وأضاف المسؤول أن الاجتماع تركز على إطلاع المسؤولين على الوضع في سوريا، واتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك بالمناطق الآمنة التي ستنشأ كجزء من الاتفاق على الحدود السورية الإسرائيلية والحدود السورية الأردنية .

وتابع المسؤول بالقول لصحيفة هآرتس، بانه تم إطلاع الوزراء والمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية على ان الإعلان الأميركي ، الروسي بوقف أطلاق النار في جنوب سوريا لم يكن سوى خطوة أولية، وان البلدين يتفاوضان حاليا مع الأردن و جميع الأطراف المعنية بتوفير مناطق آمنة للمدنيين في سوريا.

وبحث الاجتماع المسألة الرئيسية والأهم لإسرائيل والتي لم تُحل بعد بحسب الصحيفة آلا وهي ضمان سير الاتفاق والترتيبات التي تم التوصل إليها في جنوب سوريا، وضمان مراقبة سير وقف إطلاق النار في هذه المناطق، وعدم دخول القوات الإيرانية وحزب الله والمليشيات الشيعية بحسب قول الصحيفة.

وأوردت صحيفة هآرتس نقلاً عن المسؤول الحكومي بأنه تم إطلاع الوزراء والمسؤولين الذين حضروا الاجتماع على الأسباب التي جعلت إسرائيل تعارض مسودة مشروع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا، وخاصة آلية المراقبة في المناطق الآمنة.

يذكر ان روسيا والولايات المتحدة الأميركية أعلنتا قبل شهر على توصلهما لاتفاق لوقف لإطلاق النار في جنوب سوريا، بحيث يشمل الاتفاق إنشاء مناطق آمنة على الحدود بين سوريا والأردن وسوريا وإسرائيل.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت عن عزمها نشر الشرطة العسكرية في المنطقة العازلة التي أقيمت بين سوريا وإسرائيل الأسبوع الماضي. وذكرت الوزارة أن روسيا أبلغت إسرائيل مسبقا بنشر قواتها وأكدت أنها ستبقى على بعد 14 كم من السياج الحدودي بين إسرائيل وسوريا.

ونقل عن المسؤول الكبير قوله ' أن قضية المراقبة كلها لم تحل بعد'. وقال 'أن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن حول هذه القضية مستمرة من اجل حل بعض التفاصيل، وان الأمريكيين سمعوا رسالتنا حول معارضة الاتفاق، وهناك محادثات معقدة معهم'.

وذكرت الصحيفة بأنه في الأسابيع التي سبقت الاتفاق عقدت إسرائيل محادثات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية وقدمت عددا من المطالب والتحفظات. وكان مطلب إسرائيل المركزي هو أن تبقى المناطق الآمنة الوجود الإيراني ومقاتلي حزب الله، والميلشييات الشيعية بعيدا عن الحدود الإسرائيلية والأردنية، وعدم السماح بموطئ قدم إيراني في سوريا. كما أوضحت إسرائيل للولايات المتحدة أنها تعارض تنفيذ وقف أطلاق النار من جانب القوات العسكرية الروسية في المناطق الآمنة بالقرب من حدودها.

وقالت الصحيفة بأنه في منتصف تموز/يوليو تلقت إسرائيل نسخة من مشروع اتفاق وقف إطلاق النار، وأدركت أنه على الرغم من التوقعات لدى الحكومة الإسرائيلي ، لم تأخذ روسيا والولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي في الاعتبار.

وعبر مسؤولون إسرائيليون كبار في ذلك الوقت أن 'الاتفاق بهذه الصيغة هو سيء جدا، ولا يأخذ في الاعتبار تقريبا إي مصلحة امنيه إسرائيلية ويخلق واقعا مقلقا في جنوب سوريا'. وأضافوا 'لا توجد كلمة واحدة في الاتفاق حول إيران أو حزب الله أو الميلشيات الشيعية في سوريا'.