صحيفة العرّاب

"عاصفة القرن" تجتاح بورتوريكو

  عاث الاعصار المدمر ماريا الخراب في بورتوريكو الاربعاء وتركها دون كهرباء حاملا معه رياحا قاتلة وأمطارا غزيرة أجبرت الاف المواطنين الى الهرب الى الملاجئ.

فجر الاربعاء، ضربت العاصفة السواحل الجنوبية الشرقية لبورتوريكو الاميركية البالغ عدد سكانها 3,4 مليون نسمة قبل اندفاعها في باقي اراضيها.

وتسببت العاصفة في 10 وفيات في الكاريبي، بينهم رجل في بامايون شمال بورتوريكو، قضى بعد ان ضربه لوح استخدمه لتدعيم نوافذه، بحسب المتحدثة الحكومية ينيفر الفاريز لوكالة فرانس برس.

ورغم انحسارها الى البحر أعلنت السلطات في ساعة مبكرة الخميس تحذيرا من فيضانات في سائر انحاء بورتوريكو.

وكتبت هيئة الارصاد الوطنية في سان خوان على تويتر 'اذا أمكن انتقلوا الى اماكن أعلى الان' واصفة الفيضانات 'بالكارثية'.

ووصف حاكم بورتوريكو ريكادو روسيلو العاصفة بأنها 'الاكثر تدميرا في قرن'.

وقال لشبكة 'سي ان ان' الاخبارية 'لدينا فيضانات غزيرة ودمار هائل في البنية التحتية، شبكة الاتصالات مقطوعة جزئيا، والبنية التحتية للطاقة مقطوعة بالكامل.

واضاف روسيلو انه ليس لدى السلطات الكثير من المعلومات من مناطق جنوب الشرق، التي كانت 'مقطوعة عمليا' بعد ان تعرضت لضربة مباشرة عندما وصلت العاصفة ماريا اليابسة.

واحتمى عشرات آلاف الاشخاص في الملاجئ في العاصمة سان خوان عند اقتراب العاصفة. وأجهشت رئيسة البلدية كارمن يولين كروز بالبكاء عند حديثها عن الدمار الهائل الذي شاهدته.

وقال يولين كروز للصحافيين في احد الملاجئ التي كان يتمايل سقفها اثناء الحديث 'أجزاء عدة من سان خوان غمرتها الفيضانات بالكامل'.
وصلت العاصفة ماريا اعصارا من الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، محملة بعواصف تزيد سرعتها عن 240 كلم خفت قليلا اثناء توجهها نحو سان خوان.

- 500 ملجأ -

لجأ العديد من اهالي بورتوريكو الاكثر عرضة لمخاطر العاصفة الى 500 ملجأ أقيمت في انحاء الجزيرة.

وفرض روسيلو حظر تجول بين السادسة مساء والسادسة صباحا لغاية يوم السبت وحذر من فيضانات وسيول وحلية.

ومع هبوط الليل وردت تقارير عن اعمال نهب وأكدت السلطات توقيف 10 أشخاص.

شهدت بورتوريكو اعنف الاعاصير في 1928 عندما اجتاحها الاعصار اوكيشوبي المعروف ايضا بسان فيليب سغوندو، موديا بحياة 300 شخصا.

ورغم تمكن المهندسين من استعادة معظم التيار الكهربائي الى لجزيرة بعد الاعصار ايرما، إلا ان العاصفة ماريا تسببت بانقطاع جديد للكهرباء.

وقال رئيس الوكالة الفدرالية الاميركية للطوارئ (فيما) بروك لونغ ان اعمال اعادة الكهرباء الى بورتوريكو والجزر العذراء التي تعرضت لاضرار بالغة ايضا، ستستغرق اياما.

اما توقعات روسيلو حول عودة الكهرباء فكانت اكثر كآبة.

وقال لشبكة 'سي.ان.ان' الاخبارية 'الأمر يتوقف على الاضرار التي لحقت بالبنية التحتية' واضاف 'اخشى ان تكون هائلة على الارجح ... وفي هذه الحال فإننا امام اشهر لا اسابيع او أيام'.

- دمار في دومينيكا -

وفي الجزر العذراء الاميركية والبريطانية التي لا تزال تحاول تخطي آثار الدمار الذي خلفه الاعصار ايرما، اعلنت حالة الانذار وكذلك في جزر توركس وكايكوس واجزاء من جمهورية الدومينيكان.

مساء الاربعاء كان الاعصار على بعد نحو 120 كلم شرق بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان، وتم تخفيضه الى عاصفة من الدرجة الثانية، بحسب المركز الوطني للاعاصير.

واجتاح الاعصار ماريا العديد من الجزر في الكاريبي موقعا سبعة قتلى على الاقل في دومينيكا.
والاتصالات مع دومينيكا مقطوعة على نطاق واسع، فيما مطاراتها ومرافئها مغلقة.

لكن مساعدا لرئيس الوزراء روزفلت سكيريت اعطى صورة للدمار على الجزيرة البالغ عدد سكانها 73 الف نسمة.

وقال هارتلي هنري في بيان 'من الصعب تحديد عدد الوفيات، لكن حتى الان تم تأكيد سبع وفيات ناجمة عن الاعصار بشكل مباشر'.

واضاف ان التقارير من المناطق الريفية تتحدث عن 'دمار كامل للمنازل وبعض الطرق والمحاصيل'.

في غوادلوب الفرنسية قتل شخص بعد ان سقطت عليه شجرة فيما قتل آخر على الشاطئ.

واعتبر شخصان في عداد المفقودين بعد غرق مركبهم قبالة الجزيرة الفرنسية فيما انقطعت الكهرباء عن 40 بالمئة من المنازل.

ويخشى ان تتسبب العاصفة ماريا في مزيد من الدمار على الجزر التي دمرها الاعصار من الدرجة الخامسة ايرما في وقت سابق هذا الشهر.

وتقول التقارير ان جزيرة سان مارتان، الفرنسية-الهولندية، التي كانت من الجزر التي منيت بأسوأ الاضرار اثر مرور ايرما وسقوط 14 قتيلا، نجت من الاسوأ هذه المرة. (ا ف ب)