صحيفة العرّاب

هل تتخلى حماس عن المقاومة أم تنضم "فتح" إلى السلاح؟

  لقمان إسكندر - ما زال الناس يضعون أكفهم على صدورهم مما يجري في غزة، ويخشون حتى من التفاؤل نفسه. وهم في ذلك يملكون كل الأسباب الكامنة، أولاها تجارب المصالحة السابقة، وثانيها أن مشروعي 'حماس والسلطة' متصادمان بصورة يجب معها طرح التصوّر التالي: إما ان حركة حماس تريد التخلي عن مشروع المقاومة أو أن السلطة الفلسطينية ومن خلفها حركة فتح أفاقت فجأة واقتنعت بمشروع المقاومة المسلحة.


في المشهد أن حماس هي من كانت المبادرة في 'المصالحة'، ما يعني أنها من تريد إحداث منعطف ما في المشهد الغزاوي. 

لا ادري إن كان السؤال عن ظروف حصار القطاع الذي حشر الحركة في الزاوية، وضيّق عليها مساحة المناورة وجيها، لكن حتى هذا السؤال يمكن استبعاده في ظل مراقبة المشهد الحمساوي بكليته. فانعطافة حماس بانفتاحها على مصر والسلطة ليست الوحيدة، ، فقد شهدت الساحة مؤخرا انعطافات حادة اخرى بالتوجه نحو إيران والنظام السوري. 

فماذا يعني كل ذلك؟

ندرك أن البعض يتناول سياسة حركة حماس بوصفها عقيدة، إن اقتربت منها اقتربت من الكفر والخيانة، لكن يحق لنا نحن المراقبون السؤال باستمرار فيما إذا كان من يدير سياسة الحركة بوصفها في مقدمة المشروع المقاوم يخطئ اليوم في قراراته ام لا.

أريد أن اذكر أن من يقوم بإدارة الحركة هم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون. وأريد أن اذكر في المقابل أننا لا نستطيع الحكم بدقة، حول الاسباب الكامنة وراء انعطافة حماس، ونحن أولا لا نمتلك المعلومات ولا نخضع للظروف المماثلة التي خضعت لها الحركة طوال فترة الحصار الطويلة في القطاع.

علينا ان نتذكر ايضا ما يجري في الاقليم من انعطافات حادة، وخاصة على الساحة السورية، وحركة حماس تدرك هذا، وتتعامل معه، لكن كل ذلك لا يعني ان السؤال عما يجري في قلب القطاع حرام شرعا.

تأمل الأوساط الحمساوية إعادة إنتاج التجربة اللبنانية في القطاع، بما يعني أن تقود حكومة رام الله البلد سياسيا، فيما تضع الحركة أذرعها في بطن السياسة والاقتصاد والاجتماع الفلسطيني، وبالطبع كذلك المقاومة المسلحة. حزب الله يفعل ذلك. على ان الاعتقاد بقدرة حماس على ذلك سذاجة وسخف، فالغائب الحاضر في كل ما يجري 'اسرائيل' وهي اليوم لا تقعد متفرجة. بالتأكيد لديها اليوم ما تفعله، وسيكون لديها في الغد، كذلك أجندات وعمل. هذا يعني أن حماس ستكون قد أوقعت نفسها في شرك قد لا تخرج منه سليمة.

وفي مقابل آمال اعادة انتاج التجربة اللبنانية هناك ايضا من يخشى بأن يكون ما يجري هو الجزء الغزاوي الخاص بصفقة القرن، التي يراد منها اختصار 'فلسطين' بغزة، وجزء من سيناء، وبذلك يتحول الفلسطينيون إلى هنود حمر في رمال سيناء.