ونشرت اللجنة صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، للتصميمات النهائية للملعب الذي سيستضيف مباريات كأس العالم حتى الدور ربع النهائيّ من البطولة.

ويتميز الملعب بالابتكار والجرأة؛ لكونه سيبنى من حاويات الشحن البحري، بالإضافة لمواد قابلة للتفكيك تشمل الجدران والسقف والمقاعد.

ومن المفترض أن تجتمع هذه المكونات معاً لتُشكّل تصميماً حديثاً لمكعب منحني الزوايا ذي إطلالة مميزة، يُسهم في تقديم تجربة لا تُنسى للاعبين والمشجعين على حد سواء عام 2022.

قطر 2

ويتولى تنفيذ الملعب المكتب الهندسي الإسباني "فينويك إريبارن أركيتكتس" وهو أحد المكاتب المعمارية الرائدة عالمياً؛ إذ قام بتصميم بعض أشهر استادات كرة القدم في المنطقة والعالم؛ منها استاد مؤسسة قطر، واستاد كازابلانكا في المغرب، والاستاد الجديد لنادي فالنسيا بإسبانيا، والاستاد الوطني النرويجي وغيرها الكثير.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، سيتم تفكيك استاد راس أبو عبود بالكامل بعد البطولة؛ وذلك نظراً لكون كل مكونات الاستاد قابلة للتفكيك، وستتم الاستفادة من حاويات الشحن البحري والمقاعد القابلة للتفكيك، وكذلك السقف في تشييد مشاريع أخرى.

أسطورة الكرة الإنجليزية يرشح بلاده للفوز بمونديال قطر

وتستخدم الكثير من أجزاء الملعب في إقامة منشآت رياضية جديدة وأخرى غير رياضية في دولة قطر وخارجها، الأمر الذي سيُسهم في إيجاد إرث كبير من شأنه توسيع نطاق الاستفادة من منشآت كأس العالم لكرة القدم في شتى المجالات الرياضية والثقافية وغيرها.

وسيؤدي توظيف المكونات القابلة للتفكيك في إنشاء الاستاد إلى استخدام مواد بناء ومياه أقل، وهو ما سيخفّض تكلفة إنشاء الاستاد والانبعاثات الكربونية الناتجة عن ذلك.

ومن المقرر أن يتم بناء الاستاد في وقت قياسي يصل إلى ثلاث سنوات فقط، كما سيحصل الاستاد على شهادة تقييم الاستدامة العالمية من فئة الأربع نجوم.

وفي تعليقه على إطلاق تصميم استاد راس أبو عبود، قال حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العُليا للمشاريع والإرث: "لطالما شكل الابتكار عنصراً أساسياً في في خططنا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022".

وأضاف في تصريحات صحفية: "لعل تصميم استاد راس أبو عبود هو أصدق دليلٍ على هذا التوجّه؛ إذ إنّ التصميم المميز الذي يعتمد على مواد قابلة للتفكيك سيكون الأول من نوعه في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، مقدماً مثالاً جديداً على الدور المهم الذي تؤديه هذه البطولة في تشكيل مستقبل الأحداث الرياضية".

وتابع: "سيعزز تصميم الاستاد جهودنا الرامية إلى ضمان أن تترك البطولة إرثاً رياضياً وثقافياً طويل الأمد لدولة قطر والعالم، وذلك من خلال الأبنية التي ستنشأ من مكونات الاستاد بعد تفكيكه، وإلى جانب الإرث العالمي للاستاد الذي سيُسهم في تغيير الطريقة التي تُصمم بها المنشآت الرياضية لتكون أكثر ابتكاراً وأقل تكلفة اقتصادية وبيئية".

بدوره، قال فيديريكو أديتشي مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد الدولي لكرة القدم: "تُحقق قطر نتائج مذهلة في مجالي الابتكار والاستدامة، وذلك يظهر جلياً في تصميم استاد راس أبو عبود".

ومنذ اليوم الأول، يضيف أديتشي، "كانت الاستدامة أحد الأسس التي انطلقت منها دولة قطر للتحضير لاستضافة بطولة كأس العالم، وانعكس ذلك في حرصها على أن تتوافق منشآت كأس العالم كافة مع المعايير الصارمة لنظام تقييم الاستدامة العالمي GSAS في مراحل التصميم والبناء والتشغيل".

وأضاف: "نظام تقييم الاستدامة العالمي GSAS يُعد النظام الأكثر شمولاً في مجال تقييم الاستادات؛ فهو لا يقيم فقط التصميم والبناء؛ بل أيضاً العمليات التشغيلية للاستاد بعد إنجازه. وقد كان لهذا النظام بالفعل أثره على عملية اختيار الدولة المنظمة لبطولة كأس العالم 2026".

وبحسب مسؤول الاتحاد الدولي، فقد بات لزاماً على كل الدول المتقدمة لاستضافة البطولة أن تبدي التزاماً بمعايير الاستدامة في مراحل التصميم والبناء والتشغيل للاستادات الجديدة كافة"، مضيفاً: "هذا الأمر يعكس التأثير الإيجابي لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 على البطولات المستقبلية منذ الآن".

ويأتي الإعلان عن تصميم استاد راس أبو عبود بعد ثلاثة أشهر فقط من الكشف عن تصميم استاد الثمامة، وبعد ستة أشهر من تدشين استاد خليفة الدولي بعد تجديده.

ويؤكد الكشف عن تصميم الاستاد أن سير العمل في مشاريع كأس العالم لكرة القدم تسير وفق الخطة الزمنية المقرة مسبقاً، ما يعني انعدام آثار الحصار المفروض على الدولة منذ ستة أشهر، بحسب المهندس هلال جهام الكواري، رئيس المكتب الفني في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث.

ويعد استاد راس أبو عبود أحد الاستادات الثمانية المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم والتي يجري العمل على بنائها في الوقت الحالي بمراحل مختلفة.

يُذكر أن اللجنة العليا استكملت بناء استاد خليفة الدولي في مايو الماضي على بُعد أكثر من خمس سنوات من بطولة كأس العالم لكرة القدم، وقد استضاف الملعب المذكور أكثر من 40 ألف مُشجع في نهائي كأس الأمير لكرة القدم عام 2017.