صحيفة العرّاب

بسبب انتقاده إسرائيل.. الولايات المتحدة تقاطع مؤتمرا لمناهضة العنصرية

قررت الولايات المتحدة الأمريكية عدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية الذي يعقد في جنيف بسويسرا في أبريل/نيسان المقبل والذي من المتوقع ان يوجه انتقادات حادة لإسرائيل، عقب مشاورات أجراها وفد أمريكي مع وفود أكثر من ثلاثين دولة في جنيف بشأن صياغة الوثيقة النهائية التي سيصدرها المؤتمر.

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" عن المسؤول الامريكي قوله إن بلاده لن تشارك في المؤتمر معتبرا أن صياغة الوثيقة لاتتفق مع السياسة الأمريكية.
وبذلك تصبح الولايات المتحدة ثالث دولة تقاطع المؤتمر بعد كندا وإسرائيل، ويقول معارضو المؤتمر انه من المنتظر ان يتم توجيه انتقادات شديدة إلى إسرائيل خاصة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، ويذكر ان البيان الختامي للمؤتمر في العام الماضي وجه انتقادات حادة لاسرائيل .
وأفادت أنباء ان واشنطن اشترطت إزالة أي إشارة إلى إسرائيل أو موضوع إزدراء الأديان من وثيقة المؤتمر.
وأكد المسئولون الأمريكيون أن حضور وفد أمريكي الأعمال التحضيرية للمؤتمر جاء في إطار وعود الرئيس الأمريكي باراك اوباما بمزيد من المشاركة الدبلوماسية والتعاون مع الأمم المتحدة.
واعتبر الأمريكيون أيضا أن بعض الفقرات الواردة في الوثيقة الختامية تتعارض مع الحرية الدينية وحرية التعبير.
وكان الوفدان الأمريكي والإسرائيلي قد انسحبا من أول مؤتمر لمناهضة العنصرية الذي عقد في ديربان بجنوب أفريقيا عام 2001، وذلك بسبب ما سمياه باللغة المعادية لإسرائيل.
واحتجت إسرائيل والولايات المتحدة وقتها على محاولة تمرير قرار في المؤتمر يعتبر الصهيونية حركة عنصرية.ويشار إلى ان مؤتمر جنيف يعتبر استكمالا لمؤتمر 2001 ولذلك يسمى احيانا"ديربان 2 ".
وكانت الولايات المتحدة قد اعترضت أيضا على الميزانية الأساسية للأمم المتحدة لأنها شملت نفقات تنظيم مؤتمر مناهضة العنصرية.
يذكر ان مصادر إسرائيلية كانت قد اعلنت عن خشيتها من مشاركة الإدارة الأمريكية في المؤتمر، وتدأب وزارة الخارجية الإسرائيلية على إحباط محاولات من قبل مسؤولين في إدارة أوباما لإقناع وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، إعلان الولايات المتحدة مشاركتها في المؤتمر والذي يتوقع أن يدين إسرائيل بالعنصرية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" إن رسائل سرية وصلت من سفارات إسرائيل في واشنطن وجنيف والأمم المتحدة، حذرت من نية الإدارة الامريكية الجديدة تغيير سياساتها بشأن مؤتمر "ديربن2 " وحضوره.
وتضيف الصحيفة" أن مسئولين أمريكيين نصحوا نظرائهم باسرائيل للعمل بشكل عاجل لإحباط هذا التوجه الجديد. وايضاح الموقف الإسرائيلي الرافض لمشاركة الولايات المتحدة في مؤتمر دربن2 أو الانضمام لمجلس حقوق الإنسان، لأن ذلك من شأنه أن يمنح الشرعية للعداء للسامية، والعداء لإسرائيل" على حد قولهم.
وكان مؤتمر ديربان الأول عقد عام 2001 برعاية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبمبادرة جنوب أفريقيا ووجه المتحدثون فيه انتقادات شديدة للممارسات والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ووصفوا إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري "أبرتهايد"، والحركة الصهيونية بأنها عنصرية.
كما نعت المؤتمر الاستيطان الإسرائيلي بأنه تطهير عرقي وأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. مما حدا بالممثلين الإسرائيليين والأمريكيين إلى الانسحاب من المؤتمر قبل اختتام أعماله بأربعة أيام.