صحيفة العرّاب

الأمم المتحدة تتفاوض مع دمشق لإدخال مساعدات للركبان

 في الوقت الذي مكنت فيه المساعدات الأممية التي سمح الأردن بادخالها اخيرا إلى مخيم الركبان للاجئين السوريين داخل الحدود السورية، من حل أزمة سكان المخيم الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تؤكد بعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمان أن الأمم المتحدة "ستسعى وراء الموافقة السورية لادخال شحنات مساعدات جديدة للركبان من دمشق".

وكانت الموافقة الأردنية الاستثنائية ولمرة واحدة على ادخال المساعدات الغذائية للركبان قبل اسابيع قد عملت على احتواء أزمة انسانية بين سكانه كانت تفاقمت بعد أن امضوا ستة أشهر دون وصول مساعدات غذائية وصحية، بعد أن سعت الأمم المتحدة للحصول على موافقة دمشق على ادخال تلك المساعدات للركبان دون جدوى. 

الموقف الأردني ازاء أزمة الركبان واضح وثابت، عبرت عنه مصادر حكومية لـ"الغد" بالقول: إن "موقفنا إنساني وتاريخي وكبير ازاء أزمة اللاجئين السوريين الذين يحتضن الأردن منهم نحو 1.3 مليون انسان، منذ بدء الأزمة السورية العام 2011".

وجددت المصادر التأكيد على أن مسؤولية سكان الركبان من اللاجئين هي "مسؤولية سورية دولية، وليست أردنية"، وقالت إن "قاطني التجمع سوريون ومتواجدون على أراض سورية، وتستطيع الأمم المتحدة تلبية احتياجاتهم من داخل الأراضي السورية"، لافتة إلى أن الأمم المتحدة والجهات الدولية "تقر بأن الظروف الأمنية والميدانية تتيح تقديم المساعدات إلى تجمع الركبان من داخل سورية، ما يجعل طلب ايصالها عبر الحدود الأردنية إجراء استثنائيا".

بدوره ثمنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، على لسان الناطق الرسمي باسمها في عمان محمد الحواري بتصريح لـ"الغد" مواقف الأردن الاستثنائية، مؤكدا أن الأمم المتحدة "ستسعى وراء الموافقة السورية لادخال شحنات المساعدات إلى مخيم الركبان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".

وأشار إلى أن المفوضية "استنفذت الكرم الأردني ولا تستطيع مطالبته مجددا" بادخال مساعدات جديدة للركبان. لافتا إلى أن المخيم "مؤمن حاليا وحتى الأشهر الثلاثة المقبلة بالمواد الغذائية".

وقال الحواري إلى أن الأمم المتحدة "كانت استأنفت تسليم المساعدات إلى ما يقدر بـ50 ألف سوري (10 آلاف أسرة) ما يزالون عالقين في منطقة الركبان"، بالقرب من الحدود الأردنية الشمالية الشرقية مع سورية.

وأشار الحواري إلى انه في أيلول (سبتمبر) الماضي قدمت الأمم المتحدة طلبا إلى الحكومة السورية للحصول على إمكانية الوصول إلى المحتاجين على الساتر الحدودي، "وبينما ما تزال السلطات السورية تنظر في هذا الطلب، سعت الأمم المتحدة إلى الحصول على موافقة الحكومة الأردنية على الوصول العاجل إلى السوريين".

ولفت إلى أن الموافقة الأردنية "نصت على تسليم استثنائي للمعونة الإنسانية، من خلال توفير المواد الغذائية ومواد الإغاثة في فصل الشتاء حيث أن الظروف تزداد صعوبة".

وأكد على ان موافقة الحكومة الأردنية "حظيت بتقدير عميق من قبل الأمم المتحدة، والتي تعمل منظماتها حاليا على إيصال استثنائي للأغذية والمواد الإغاثية الأساسية، والتي من شأنها مساعدة السكان المتضررين على مواجهة ظروف الشتاء القاسية".

ووفقا للحواري بدأ توزيع المساعدات التي ادخلت استثنائيا عبر الأردن في الثامن من كانون الثاني (يناير) الماضي، وتضمنت 59 شاحنة محملة بالمساعدات.

وبالإضافة إلى هذا العمل الاستثنائي -يقول الحواري- فقد سمح الأردن مؤخرا لشركاء الأمم المتحدة بإجراء الجولة الثانية من حملة تطعيم شلل الأطفال وفيتامين (أ) ما بين قاطني منطقة الركبان، وذلك في الفترة ما بين 9 - 22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. 

كما أنه يتم حاليا إجراء واعطاء اللقاحات الروتينية للحصبة والكزاز في العيادة الصحية للامم المتحدة على الساتر الترابي. ومن خلال التعاون مع القوات المسلحة الأردنية. كما تواصل الأمم المتحدة توفير المياه للسكان عبر خط الأنابيب من الجانب الأردني.

وخلص الحواري الى انه وعلى المدى القصير، فإن "القرار الإيجابي للأردن سمح للأمم المتحدة بانقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة المباشرة التي عانى منها هؤلاء لفترة طويلة".

وشدد الحواري على أن الأمم المتحدة تتطلع في العام الحالي للبدء بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم من دمشق، مؤكدا الحاجة الملحة إلى حل دائم طويل الأمد لهؤلاء القاطنين بالركبان، والذين تقطعت بهم السبل، لا سيما بالنظر إلى الوضع الأمني المتقلب والظروف المعيشية التي ما يزالون يواجهونها.