صحيفة العرّاب

التدبير قبل التدمير ..؟! بقلم .المحامي الدولي فيصل الخزاعي

 قبل أيام قليلة أعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج إمتحان الثانوية العامة ، وأبنائنا الطلبة الذين لم يحصلوا على مجموع يؤهلهم لدخول الجامعات الأردنية وحتى الخاصة منها ، يلتجيء إلى سوق العمل الذي هو أصلا مغلق في وجوههم بسبب الأيدي العاملة الوافدة ، أو يلتجيء إلى أحد ( الدكاكين ) التعليمية المنتشرة في العالم الأن كانتشار النار في الهشيم ، وفي كل مكان ، فقد سمعت مؤخرا تقريرا من إذاعة بي بي سي أنهم اكتشفوا في بريطانيا للتو ما يزيد على 3 ألاف من أصحاب الشهادات المزورة يعملون في الطب والهندسة والمحاماة والتعليم ومجالات حساسة أخرى ، ويعتبر القانون الأنكليزي منتحل صفة الجامعي وممارسي المهنة مجرما ، يكون مصيرة السجن حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر ، لكن وأاه من كلمة ( لكن ) فعندنا الأمر يسير عكس هذا المنوال ، فالتعليم العالي وشهاداته وجودته تتدخل فيها غالبا المحسوبيات والعشائرية والعائلات وأصحاب السلطة والنفوذ والخواطر والشعوبيات ، وشراء الخواطر وعدم تزعيل أو تكدير خواطر فشلة هذا الزمان ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى ... أولها عدم تعيين أعضاء جدد في ( هيئة الأعتماد الأكاديمي ) وضمان جودة التعليم حتى الأن ، من أصحاب الخبرة والكفاءة .

هذه الهيئة تكتشف من حين لأخر جامعات عربية وغير عربية متخصصة بأستقبال ألاف الطلبة الأردنيين لتخريجهم من كليات حقوقها وغيرها من التخصصات ، هؤلاء الطلبة بشهادة مديري ومدرسي تلك الجامعات لا يداومون إلا قبل الإمتحانات ولمدة أسبوعين تعطى لهم كما - يقول الطلاب أنفسهم - محاضرات مكثفة لمواضيع الإمتحان ، ويبشروا بالنجاح ، لأن ما يهم تلك الجامعات هو (( قبض المقسوم السخي )) من هؤلاء الطلبة ومن دون أي عبء تدريسي أو مكاني ( قاعات ) في تلك الجامعات .
يا سادة يا كرام هذا النوع من الفساد في العملية التعليمية والممنهج كما لو أن وزارة التعليم العالي تتفرج عليه ... مع إنه سينحدر بالوطن إلى هوة سحيقة ، فتصوروا تبوؤ لمهنة الطب والهندسة والصيدلة والمحاماة أو حتى محاسب أو مدرس ...؟! كل ذلك ولا حياة لمن تنادي ، خوفا من زعل الآلاف الطلبة ممن كنا نطلق عليهم أيامنا (( الغشاشين )) ونسمعهم القول الخالد (( من غشنا فليس منا )) ... ومن الحكومات المتعاقبة التي كنا نتوقع منها على الأقل إنشاء هيئات مستقلة وغير مستقلة وهيئات مؤهلة وغير مؤهلة هلامية ليس لها أي إنتاجية كل أسبوع وكل شهر وكل سنة لمجرد الديكور وإرضاء وتطيب خواطر ومصالح مشتركة لبعض أصحاب النفوذ والسلطه ، أن الأوان الأن لحكومة الدكتور هاني الملقي أن تنشيء هيئة مستقلة (( للأعتماد الأكاديمي )) ترتبط بمجلس الوزراء مباشرة ... من دون مراعاة للخواطر والمحسوبيات ، كي لا يغزو هؤلاء الطلبة إلى سوق العمل بلمح البصر أو في يوم .. في شهر .. في سنه ونحن والمسؤولون في الدولة الأردنية نتفرج .. فهل من تدبير قبل أن يصلنا التدمير ... ؟! .

المحامي الدولي
فيصل الخزاعي الفريحات