صحيفة العرّاب

أيهما "أغلى سعرا" عالم فيزيا ذريّة أم طالب في مدرسة خاصة بعمان؟

  لقمان إسكندر – بعد أن تحول العلم في هذا العصر إلى 'سلعة' يباع ويشترى، مثل كل القيم، لا تستغرب أن شابا أو شابة كلّف تعليمهما المدرسي أموالا طائلة تزيد عن تعليم عشرين عالما في 'الفيزياء الذرية'.


كناقة شاردة تركت بعض مدارسنا الخاصة الثرية من دون رقيب ولا حسيب، أو هذا هو الظن، وكأن هذه المدارس استطاعت 'ضبع' وزارة التربية والتعليم.

صحيح أن مسؤولي وزارة التربية والتعليم صاروا اليوم 'كيوت'، يجتهدون في إضحاكنا، ونشعر معهم بالألفة، ونحب ان نأخذ 'سيلفي' معهم، لكن هذا أمر، وحال بعض مدارسنا الخاصة أمر آخر.

لنسلّم أن العلم سلعة. وهو ليس كذلك، لكن هل يمنح طالب دفع ذويه على تعليمه آلاف الدولارات عليه، جودة موازية لـ 'السلعة المشتراة' - 'العلم'؟


الفكرة نفسها التي تخرج بها سيدة للسوق، وترفض أن تشتري سلعة رخيصة الثمن، استنادا على ثقافة طبقية، هي ذاتها التي يجري فيها التعامل مع 'العلم'، بعد أن صار سلعة.

هنا ليست وزارة التربية وحدها المسؤولة. وليست المدرسة الخاصة أيضا. بل بعض الأهل كذلك.

يافطات تخشى من شهرتها، ثم إذا رأيت ما يفعلون بطلبتنا قلت: 'تسمع بالمعيدي خير من أن تراه'. والمعيدي هنا النظريات التعليمية والتربوية التي تسمعها من فيه مسؤولي وزارة التربية والتعليم، وهذه المدارس.