صحيفة العرّاب

الفايز يدعو لصناعة جيل من الشباب الأردني ينبذ السلبيات ويتمسك بالقيم الوطنية

  شدد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز على ضرورة صناعة جيل جديد من الشباب الاردني، تغرس فيه منذ مراحله الدراسية الاساسية الاولى قيم الانتماء والولاء، ونبذ الظواهر والسلوكات السلبية، مفضلا تسميته بـ"جيل عبدالله الثاني"، اقتداء بمنهج الملك.

واشار خلال حوار مفتوح، اليوم الاثنين في جامعة عمان العربية، الى التحديات المحلية والاقليمية والدولية بواقعية وشفافية، إن قوة ومنعة الاردن رغم الظروف الصعبة " انبعثت من أربعة عوامل وهي: القيادة السياسية القوية، والموقع الجيوسياسي، وقوة اجهزتنا العسكرية والامنية، ووعي الشعب الاردني".

وأضاف في الحوار الذي حضره رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عمر الجازي، وأداره رئيس الجامعة الدكتور ماهر سليم، وحضره نواب وممثلون عن المجتمع المحلي، واعضاء هيئة التدريس والطلبة أن "مستقبل الوطن يشي بالتفاؤل، فنظامنا قوي، وشعبنا قوي وهما صمام الامان لضمان قوة ومنعة الوطن"، محذرا من العابثين بالوحدة الوطنية وداعيا لمقاومتهم ومقاومة مروجي خطاب الكراهية.

وعرج الفايز خلال الحوار، على القضايا المحلية، وبين ان التحديات الاقتصادية عواملها متراكمة وأسبابها خارجية في ظل الظروف الاقليمية التي فرضت واقعا اقتصاديا صعبا، داعيا لطرح حلول تحد من الفقر والبطالة ومنها دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص العمل ، وتشجيع الاستثمار.

وفي هذا الصدد، أيد الفايز القرار الذي يقضي بمنح المستثمر الجنسية الأردنية لقاء إنشاء مشاريع استثمارية وخلق فرص عمل والمساهمة في الحد من البطالة ، وقال إن هذا القرار "الموجود في كثير من دول العالم المتقدم، يسهم في رفع قيمة احتياطيات البنك المركزي من العملات الاجنبية أيضا".

وبين ان الاردن كغيره من الدول العربية عانت من أثار الربيع العربي، الذي يفضل ان يسميه بـ "الرمد العربي"، كونه خلف أضرارا على دول المنطقة وراكم تحديات اقتصادية تضررت منها الدول العربية.

وحول الاصلاح السياسي، أكد رئيس مجلس الاعيان انه من الضروري أن يكون "ثابتا ومتدرجا وإن احتاج إلى وقت طويل دون تجاهل طبيعة المجتمع الاردني الذي تعتبر العشيرة فيه المكون الرئيسي وان تساهم هذه العشيرة في تكريس الايجابيات لا السلبيات في الاصلاح"، مؤكداً اعتزازه بالعشائر الأردنية كافة ودورها في بناء الدولة الأردنية، مبيناً ضرورة التفريق بين العشيرة كمكون رئيسي في المجتمع الأردني وبين العشائرية.

وفي هذا السياق، بين الفايز أن الحكومة البرلمانية كمصطلح سياسي قانوني " موجود في الاردن، فبمجرد ان تحوز الحكومة على ثقة النواب فهي حكومة برلمانية، غير أن الحديث عن الحكومة البرلمانية الحزبية هي التي لا توجد في النظام السياسي الاردني لأننا لا نملك أحزابا قوية، ومجتمعنا عشائري بل إن الاحزاب القوية تعتمد على العشيرة عند الانتخاب".

وجدد الفايز تأكيده على ضرورة تغيير المزاج العام الاردني في نبذ السلبيات وتفجير الطاقات الايجابية فيه، عبر ثقافة تعلي من شأن المواطنة والهوية المنتمية والمسؤولة والرافضة للعنف بجميع اشكاله، مبينا أهمية دور العشيرة في تكريس هذا المنهج.

وفي هذا الصدد، حذر من أثار شيوع خطاب إقصائي على مواقع التواصل الاجتماعي يضر بتماسك المجتمع ولحمته في مواجهة التحديات الاقليمية.

وحول القضايا الاقليمية، بين الفايز ضرورة ان تضطلع الدول العربية بأدوارها ومسؤولياتها تجاه دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بما يحمي المقدسات من خطر التهويد ويعيد الحقوق لأصحابها وعدم ترك الاردن وحده في هذه المواجهة التي لم ولن يقصر فيها الاردن في نصرة الاشقاء من منطلق وحدة المصير بين الشعبين، والوصاية الهاشمية على المقدسات".

أما بالنسبة للوضع العربي الراهن، فدعا الفايز لضرورة بلورة موقف عربي موحد يحمي المصالح العربية في المنطقة ، مشيراً الى وجود قوة إقليمية كإيران وتركيا تدافع عن مصالحها في منطقتنا ونحن كعرب لا نملك هذا الموقف العربي الموحد الذي ندافع به عن مصالحنا

واستهل الفايز حديثه بعرض موجز عن تاريخ بناء الدولة الاردنية رغم التحديات، منذ عهد جلالة الملك عبدالله الاول، و"ابو الدستور" الملك طلال، والملك الباني الملك الحسين ، طيب الله ثراه، حتى عهد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين. وبين ان أكثر الاسئلة التي صاحبت عملية البناء الاولى هو كيف تبنى المؤسسات، والهوية الوطنية الجامعة، في مجتمع كانت القبيلة فيه قوية والانتماء لها أولوية.

وقال إن "الاردن أثبت انه قادر على صنع المعجزات منذ البناء الاول وحتى الان.. وسيظل كذلك".

بدوره قال رئيس مجلس امناء الجامعة الدكتور عمر الجازي إن الجامعات ليس مجرد مبان بل هي صروح أكاديمية ومستودع للخبرات التي تستطيع ان تسهم في توفير الدراسات والابحاث لصانع القرار، وصقل الجيل الصاعد الذي يذود عن الوطن بأفكاره وطموحاته على شتى الصعد ، مشيرا لمسيرة الجامعة التي ولدت كفكرة عربية نموذجية لم تكن اسما فقط بل نهجا ورسالة ومتخصصة بالدراسات العليا ولذلك كان اسمها جامعة عمان العربية للدراسات العليا عام 1999، لكنها توسعت عام 2009 لتضم برامج البكالوريوس الان بالإضافة لبرنامج الماجستير.

ويأتي الحوار المفتوح الذي تنظمه جامعة عمان العربية، ضمن الاسبوع الثقافي المقام في إطار التواصل والتشبيك مع القيادات الوطنية، حيث أكد رئيس جامعة عمان العربية الأستاذ الدكتور ماهر سليم اهمية هذ النوع من اللقاءات في التأسيس لبناء جيل واع بحجم التحديات وعظيم المنجزات للمشاركة في البناء وتحمل المسؤوليات.

وقال إن الجامعة ومن منطلق أيمانها برؤيتها كجامعة رائدة في التعليم والتعلم وخدمة المجتمع المحلي محليا وإقليميا ودوليا، تعمل على المشاركة في دعم المواقف الوطنية على كافة الصعد، ولهذا قرر مجلس العمداء تدريس مساق لدعم الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس بعنوان "القدس والوصاية"، بهدف رفع وعي جيل الشباب بحجم التحديات وأهمية الوصاية.

وشهد اللقاء حوارا شفافا بين رئيس مجلس الاعيان والحضور، تناول قضايا الوضع الراهن المحلية والاقليمية والعالمية وحول التحديات السياسية والاقتصادية وطرح حلول واقعية منتجة لها.