صحيفة العرّاب

السنوار يؤكد أن حربا جديدة لسيت من مصلحة أحد

 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس عن تعزيز قوته في محيط قطاع غزة، بزعم "التخوف" من تصعيد فلسطيني، خلال مسيرات العودة التي من المفترض أن تكون اليوم الجمعة، في القطاع للأسبوع الـ 28 على التوالي. فيما قال زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، وتنشر كاملة في عدد الصحيفة الصادر اليوم الجمعة، "إن الحرب ليست من مصلحة أحد ولا من مصلحتنا". وقال إنه لم يتم حتى الآن بلورة اتفاق لوقف اتفاق النار.

وقالت مصادر جيش الاحتلال، إن قرار دفق قوات أضخم الى محيط قطاع غزة، جاء في أعقاب جلسة لتقييم الأوضاع، يرأسها رئيس أركان الحرب غادي أيزينكوت، وبناء على تقارير من جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، ووحدة الاستخبارات العسكرية.
وحسب ما أعلن في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال ارسل أعدادا من قناصة جيش الاحتلال، بهدف واضح، وهو قتل أعداد أكبر من المقاومين الفلسطينيين العزّل في المسيرات الشعبية.
من ناحية أخرى، فقد اجرت الصحفية الإسرائيلية فرانشيسكا بوري، التي قالت إنها مكثت في قطاع غزة 5 أيام، مقابلة مع زعيم حركة حماس في القطاع، يحيى السنوار. وقالت إنها اجرت مقابلة مطولة في عدة أماكن، ولكن بشكل خاص في مكتبه في مدينة غزة.
وردا على سؤال، لماذا وافق على اجراء المقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية، قال السنوار، "لأنني الآن أرى فرصة حقيقية للتغيير". 
ثم قال، إن "حربا جديدة ليست من مصلحة أحد. بالتأكيد ليست مصلحتنا. لمن توجد الرغبة في الصدام بأربعة مقاليع مع قوة عظمى نووية؟".
واكد السنوار انه سيبقى يقاتل، لكنه في الوقت نفسه لا يريد مزيدا من الحروب، مطالبا برفع الحصار عن غزة، ومشددا على العمل لاجل مصلحة شعبه والدفاع عن حريته وكرامته".
وعن الأوضاع المعيشية السيئة في قطاع غزة قال السنوار، إن "المسؤولية هي على من اغلق الحدود، وليس على من يحاول فتحها من جديد. مسؤوليتي هي التعاون مع كل من يمكنه أن يساعدنا لوضع حد للحصار. في الوضع الحالي، الانفجار محتم".
وقال السنوار، إن وقف اطلاق النار يعني "هدوءا مطلقا. ووقف الحصار". وسئل، إن كان الحديث عن "هدوء مقابل هدوء"، رد السنوار، "لا. الهدوء مقابل الهدوء ومقابل نهاية الحصار. الحصار ليس هدوءا".
وردا على سؤال حول ما إذا لم يتم التوصل الى اتفاق اطلاق نار، قال السنوار، إن "الاتفاق ليس موجودا بعد. حماس وكل المنظمات الفلسطينية تقريبا، مستعدة لأن توقع عليه وتحترمه. ولكن حاليا لا يوجد إلا الاحتلال. من المهم الايضاح: إذا تعرضنا للهجوم، سندافع عن أنفسنا. مثلما كان دوما. وستكون لنا حرب اخرى. ولكن عندها، بعد سنة، ستكونين مرة اخرى هنا، وأنا سأقول لك مرة اخرى إنه بواسطة الحرب لا يتحقق أي شيء".
وحول وجود مواطنين إسرائيليين اثنين وجثتي جنديين في قطاع غزة، وطلب إسرائيل تحريرهم، شدد السنوار، على الحديث على تبادل أسرى، وقال بالنسبة لمطلب تحرير الأسرى الفلسطينيين، إن "هذه ليست مسألة سياسية، هذه مسألة اخلاقية، أنا أرى في هذا واجبا. سأفعل كل شيء كي أحرر كل من ما يزال في السجن".
وتعليقا على مقابلة السنوار، مع الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرنوت"، قال المحلل العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان، إنه "رغم أن المؤسسة الأمنية في اسرائيل لا بد ستتعاطى مع الأمور باستخفاف، فهذا اخطار استراتيجي. من فوق رأس القيادة الإسرائيلية التي تتجاهله وتدحره الى الزاوية، يبث يحيى السنوار بين السطور، للجمهور الإسرائيلي: لا يمكنني أن أسلم بالفوضى المحتدمة في قطاع غزة. إذا استمر الجمود في الحوار، لا أنا ولا حركة حماس سننجو من الرأي العام الداخلي. ولهذا فأنتم لا تتركون لنا أي خيار، باستثناء الحرب. اذا لم تنقذوا غزة من المجاعة، فسأحرص على أن تعانوا أنتم أيضا".
وتابع فيشمان كاتبا، "في المقابلة يعرض السنوار بديله للحرب. فهو يخشى الدمار الذي ستخلفه جولة عسكرية في القطاع سيكون هدفها المركزي، والسنوار يعرف ذلك، الابادة الجسدية للذراع العسكري، والتي ستنطوي ايضا على مس شديد بالسكان المدنيين والبنى التحتية. وحسب فهمه فإن الاسرائيليين يرون فيه مجنونا، متعطشا للدماء، متلاعبا، كل طريقه هو الارهاب والرغبة في ابادة اسرائيل. أما الآن فهو يحاول اطلاق رسالة لم يسمعها المواطن الإسرائيلي العادي من لسانه مباشرة، وكفيلة بأن تستقبل في اوساط جزء من المجتمع الاسرائيلي كمنطقية. ربما هكذا ينشأ ضغط جماهيري على الحكومة للحديث معه".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "هآرتس"، إن دولة قطر ستمول شراء وقود ستستخدمه في المحطة التي تولد الكهرباء في القطاع. وأن الاتفاق الذي سيدخل حيز التنفيذ في الأيام القريبة القادمة، ما سيمكن من زيادة تزويد الكهرباء لسكان القطاع بدرجة كبيرة. وحسب الصحيفة، فإن الحديث عن رفع التزويد من 4 ساعات يوميا الى 8 ساعات.
وقالت "هآرتس"، أن الاتصالات بهذا الشأن جرت في الأشهر الأخيرة، تحت قيادة مبعوث الأمن العام للأمم المتحدة للمنطقة، نيقولاي ملادينوف. قطر مثلها مندوبها في مناطق السلطة محمد العمري. ومن الجانب الاسرائيلي تولى هذا الأمر بالأساس رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات. الاختراق تحقق في الأسبوع الماضي في لجنة الدول المانحة للفلسطينيين، والتي عقدت في نيويورك على هامش مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة.