قال رئيس هيئة الطاقة الذرية خالد طوقان ان الهيئة تسلمت اربعة عروض لبناء مفاعل نووي في البلاد تقدمت بها كل من روسيا وكندا وكوريا الجنوبية وكونسورتيوم فرنسي - ياباني يضم شركتي اريفا وميتسوبيشي.
وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد امس في المركز الثقافي الملكي"اننا حاليا نقيم العروض لاختيار افضل عرضين في نهاية شهر نيسان الحالي تمهيدا للدخول في مرحلة المفاوضات لبناء المحطة واختيار افضل عرض بعد سنة من الان" ، مبينا ان الهيئة تجري تقييما للموقع الذي اختارته لبناء المفاعل النووي الذي يبعد نحو 25 كيلومترا جنوب ميناء العقبة المطل على البحر الاحمر.
وأكد اهمية اقامة المحطة النووية الاردنية من خلال الاتفاقية التي تم توقيعها اول امس مع ائتلاف من جمهورية كوريا يضم معهد الطاقة الذري الكوري كيري وشركة دايو للهندسة والبناء بكلفة تصل الى 130 مليون دولار وسيتم المباشرة ببنائه في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا خلال العام الحالي ، يتم دفع 60 مليون دولار منها من موازنة الهيئة موزعة على خمس سنوات ، بينما سيتم دفع الباقي من خلال قرض ميسر من الحكومة الكورية على ثلاثين سنة وبفترة سماح تبلغ عشرة سنوات وبسعر فائدة 0,2 في المائة .
واضاف ان الدور الذي ستلعبه المحطة في ظل ازدياد الطلب على الطاقة وارتفاع اسعارها في توفير الطاقة الكهربائية وتحلية مياه الشرب التي يعاني الاردن من شحها لتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري من النفط والغاز الذي تفتقر المملكة اليه ، وتتضمن الاتفاقية بناء مركز تعليم وتدريب علوم نووية يشتمل على ثلاثة عناصر رئيسية هي مفاعل نووي بقدرة 5 ميغا واط ومركز للتعليم والتدريب ومرافق لانتاج النظائر الطبية المشعة من خلال المفاعل النووي تستخدم للاغراض الطبية والصناعية والزراعية .
وبين طوقان ان الاردن يعتمد على 95 % من مصادر الطاقة على الاستيراد وبتكلفة استيراد قدرها 4 مليارات دولار سنوياً ، وتوقعً ارتفاع الطلب على الكهرباء في المملكة الى 4700 ميغاوط بحلول العام 2020 ، مما يشكل ارتفاعا كبيرا في الفاتورة النفطية على حساب المشاريع التنموية الاخرى مما يستدعي ضرورة اقامة المحطة النووية لتخفيفها . ونوه طوقان الى ان الاردن ملتزم بالمعاهدة الدولية في مجال استخدام الطاقة النووية وان اقامة المفاعل ستقع تحت مظلة الاتفاقيات الدولية المعمول بها الان والتي تطبق في 32 دولة نووية .
وقدم طوقان تفاصيل وتطورات برنامج الطاقة النووية وعناصره المختلفة بخاصة ما يتعلق باستكشاف واستغلال موارد اليورانيوم الطبيعية والمواد المشعة الاخرى في مختلف انحاء المملكة والجهود القائمة لتطوير الموارد البشرية الاردنية المتخصصة في صناعة الطاقة النووية من خلال اعدادها وتاهيلها وتدريبها التي قدرها بنحو 500 مهندس من العمالة الاردنية ، بالاضافة الى ان جامعة العلوم والتكنولوجيا انشات العام 2006 قسما لتدريس تخصص الهندسة النووية يمنح شهادة البكالوريوس للخريجين كما وضعت الجامعة الاردنية وجامعة اليرموك وجامعة البلقاء التطبيقية برامج لشهادة الماجستير في الفيزياء النووية والفيزياء الطبية.
وحول الاثر البيئي لاقامة المحطة النووية اكد طوقان الجهود التي تبذلها الهيئة لضمان حماية الانسان والبيئة وعلى ان الدراسات المتخصصة والمكثفة التي تجري في الموقع المقترح لمحطة الطاقة النووية تعمل على توفير اعلى درجات الامن والامان والسلامة ولو كان على حساب الكلفة وان المحطة لن تعيد اي من مياه التبريد الى البيئة المحيطة بها او الى البحر.
واكد رئيس هيئة الطاقة الذرية ان الاردن يجرى مباحثات مكثفة مع الجانب الامريكي للوصول الى اتفاق بين الجانبين لدعم تكنولوجيا الطاقة النووية في المملكة حيث قدم الجانب الاردني كافة الوثائق المتعلقة ببرنامج الطاقة النووية للجانب الامريكي متوقعاً التوقيع على اتفاق بين الجانبين خلال فترة قريبة ، بالاضافة الى الدول الاخرى التي تم التوقيع عليها.