صحيفة العرّاب

مذكرة اعتقال البشير جاهزة.. أوكامبو : "سنقبض عليه حال مغادرته السودان"

بدأت وتيرة الأحداث تتسارع في دهاليز وملفات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وقالت مصادر قريبة من المحكمة امام (آرام) ان مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير صارت جاهزة ونحن اللمسات الأخيرة ومحتمل اصدارها يوم الاربعاء الموافق الرابع من مارس/آذار 2009 .

وكان المدعي العام في المحكمة لويس مورينو أوكامبو طلب إصدار مذكرة اعتقال للبشير في يوليو/تموز الماضي، ليصبح بذلك أول رئيس دولة يوجه إليه اتهام من قبل المحكمة الجنائية الدولية بعد رئيس ليبيريا تشارلز تايلور ورئيس يوغسلافيا السابقة سلوبودان ميلوسوفيتش.
 وقد أكد البشير أكثر من مرة أنه غير معني بقرار المحكمة ويرفض التعامل معه، ويعده جزءا من مؤامرة تحركها بعض القوى الدولية بهدف عرقلة جهود السلام في دارفور والسودان عامة
وعلى هذا الصعيد، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في مقابلة مع فضائية (الجزيرة) القطرية إنه إذا أصدر قضاة المحكمة مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير فإنه "سيعتقل حالما يتجاوز حدود السودان".
 وقال أوكامبو في رده على سؤال عن كيفية إثبات التهم ضد الرئيس البشير، إن لدى المحكمة أكثر من مائة شاهد على ما سمّاها انتهاكات الجيش السوداني بحق سكان دارفور.
 وفي الخرطوم جدد الرئيس السوداني رفض بلاده للضغوط الخارجية قبل يومين من صدور قرار متوقع من المحكمة الجنائية الدولية بشأن توقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور.
 وقال البشير إن الدول الغربية تتحدث عن العدالة الدولية في ظل انتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها هذه الدول. وأضاف لدى مخاطبته ملتقى لقيادات من شرق السودان "نحن ضد سياسات الهيمنة والاستعمار والظلم الحاصل في العالم".
 وتساءل الرئيس السوداني عن العدالة الدولية عندما "هاجمت القوات الأميركية العراق بكذبة"، مشددا على أن ما وصفها بالتحديات "لن تزيدنا إلا قوة ولن تزيدنا إلا صلابة".
بدوره قال وزير الدولة للشؤون الإنسانية إن بلاده غير معنية بالقرار المقدم من المدعي العام للجنائية الدولية.
 وجدد أحمد هارون في تصريحات للجزيرة رفضه تسليم نفسه للمحكمة التي تتهمه أيضا بارتكاب جرائم حرب في دارفور. كما وصف القرار المرتقب بشأن البشير بأنه توطين للأزمة بالإقليم، وتشجيع للحركات المسلحة على رفض الانضمام لمسيرة السلام.
 في هذه الأثناء تشهد العاصمة الخرطوم حراكا دبلوماسيا قبيل صدور قرار الجنائية. وقد دعا مبعوث الاتحاد الأوروبي توريين بيريل بعد لقائه وزير الخارجية دينق ألور الخرطوم إلى ما أسماه ضبط النفس لتحقيق السلام بدارفور.
 كما وصل الخرطوم الأحد عبد السلام التريكي مبعوث الزعيم الليبي معمر القذافي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، للبحث مع المسؤولين السودانيين سبل مواجهة التحديات القادمة.