صحيفة العرّاب

نسرالفيصلي .. لماذا لم يحلق؟

كاد ان يكون نسر الفيصلي مهيض الجناح لو لم يكن للواعد خليل بني عطية هدف التقليص امام الصفاقسي الذي ظهر انه فريق مرشح للمنافسة على اللقب.

هذا من حيث النتيجة التي عاد بها الضيف الى تونس الخضراء محلقاً 3/2 في سماء عمان فيما كانت خسارة الازرق بيده لا بيد عمرو ! كيف؟
جاءت البداية للفيصلي تفتقر الى التوازن، الخطوط متباعدة، ومهاجم لا يقوى على العبور، والوسط يعتمد على لاعب جمع اوراق زملائه في تحركاته (عصام مبيضين) حيث غاب قصي في تأدية دوره، ولم يفطن حجي الى دوره في الرجوع عند انقطاع الهجمة او فقدانه الكرة، كما وجد الدفاع نفسه مشروخاً وكانت ميسرته مركز اطلاق للكرات العرضية من قبل المنافس رغم ان مطالقة الذي شغلها كان يتطلب منه التغطية الصارمة والانتقال عبر الشريط الى الهجوم وتوفير مثل هذه الكرات، وزاد الطين بله، ان العمايرة اكثر من الخروج عن مرماه، لتظل شباكه تحت التهديد.
ولكي تتكاثر الاخطاء، فان تمريرات اللاعبين جاءت مقطوعة وكأن اللاعبين سقطوا تحت عامل الضغط، وهو ليس كذلك، اذ كان بامكانهم ان يتعاملوا بالتمرير السلس ، ونقل الكرة الى ملعب المنافس ولو بالتمريرات الطويلة في مثل هذه ظروف، الا ان الفيصلي حشر نفسه في ملعبه، وهو يبني هجماته ببطء واحتفظ بالكرة على حساب الوقت والمساحة، حتى اذا ما جاءت محاولاته، كان تهديده من كرات بعيدة، لم تشكل التهديد الفعلي، قبل تحقيق التعادل الذي جاء من كرة ثابتة اجتهد فيها قائد الفريق وسددها بالعقل مع قوة القدم.
ومن الاخطاء التي ارتكبها الفريق، ان المحاولات التي كان يفترض ان يكتب لها النجاح على مشارف منطقة مرمى الصفاقسي، فانها افتقدت الى الحلول الفردية من المحارمة او ابوكشك ، وهذا ما ميز فاعلية وتأثير مهاجم الصفاقسي عن مهاجم الفيصلي.
الصفاقسي سخر مهاراته العالية لبسط سيطرته في منطقة الوسط بقيادة حمزة يونس وتبادل الادوار على مختلف المحاور مع النفطي وكواسي وسوما لينهي الهجمات على قدم الاخير او على رأس كواسي، حتى ان سوما كان ينتظر الفرصة من زميل او هفوة يتسبب فيها لاعب من الفيصلي، وهو ما حدث فعلاً لينفذ مهمة التسجيل بنجاح، في الوقت الذي كان دفاع الصفاقسي بقيادة رويد وبن عمر في حضور ذهني بعد ان ضمن التفاضل العددي عند تقدم لاعب او لاعبين من الفيصلي سواء المحارمة او ابو كشك فالهجوم منهما ظهر بصورة فردية ، فالاول لم يكن فاعلاً والثاني اكثر من المراوغة وهو يضع رأسه بالارض ولم نشاهده الا عند التسديدة التي اخذت يد الحارس خلوفي ولم تجد من يتابعها..
الصفاقسي سجل هدفه الاول من حالة خطأ كانت فيه الكرة مع الفيصلي ولأن الصفاقسي يجيد السرعة في نقل الكرة فقد كشف فيها انفتاح الدفاع الذي ظل يلعب على خط واحد ومعه انكشف مرمى العمايرة وعلى اتساعه.
كان من المفترض وقد حقق الفيصلي التعادل ان ينظم خطوطه وخصوصاً منطقة العمليات ويتدارك اخطاءه عند التمرير، وكان مطلوب منه ان يشدد مراقبته على مفاتيح اللعب في الفريق الصفاقسي الا ان منطقة الوسط ظلت تحت سيطرة الضيوف ولأنهم يمتلكون السرعة والخداع فقد كان سوما يتلاعب بمدافعي الفيصلي واضعفهم في هذه الفرصة الخروج المبالغ فيه من قبل العمايرة، وتكرر هذا المشهد سواء في الوهن الدفاعي الذي افتقر الى من يشكل معهم من لاعبي الوسط الدفاع المركب او تقدم العمايرة عن مرماه فكان النفطي في قمة ثقته ليؤزم موقف الفيصلي بالهدف الثالث.
الهدف الثاني الذي اتى به بني عطية لم يستثمر في الدقائق العشر المتبقية من عمر المباراة وهي كافية لاعادة كفتي الفريقين الى التوازن، فالهجوم هو اساس التسجيل للفيصلي بعد ان خمدت نار الصفاقسي ،لظن اللاعبين ان المنافسة قد حسمت في عمان، الا ان الفيصلي كان يقوم بأداء حماسي ليس الا وفيه كاد ان تمنى شباكه بهدف رابع لو لم يكن العمايرة استعاد شيئاً من ذاكرته وكيف يكون حارساً وان غلطة الشاطر ب عشرة .
بهذه النتيجة، فان المهمة ستكون على الفيصلي ثقيلة، اذ يحتاج الى فارق هدفين في مباراته المقبلة التي تقام في تونس 20الجاري، ولكنها مهمة ليست مستحيلة، فالفيصلي عليه ان يتذكر انه اخرج الزمالك المصري وعلى ارضه من هذه البطولة 2/1 وواصل مشواره الى النهائي، فهل يتذكر؟. الرأي-عبدالحافظ الهروط