صحيفة العرّاب

بعض الدول العربية هلكوني بالضغوط..عطوان : جئت إلى لندن بسبب هامش الحرية وجواز السفر

رفضت عرضا أردنيا لتحويل القدس العربي الى فضائية

 الصحافة لا يمكن ان تعيش وتزدهر في ظل الوفاق بين الدول العربية
 
عندما تسير في شارع كينغز رود في العاصمة البريطانية. حيث تنتشر المحلات التجارية والمطاعم وحيث درب الملوك يضج بالحركة والحياة رغم الركود الاقتصادي, لا يمكن ان يخطر على بالك ان تكون مكاتب صحافية عربية تبحث عنها مختفية وراء هذه الواجهة اللندنية..
 
وعندما تدخل من ذلك الباب البني العتيق وتعبر الى داخل مكاتب القدس العربي لا يمكن ان تصدق ان هذا الصوت الذي يصل الى مكان بعيد في العالم ينطلق من هنا,من هذه المسافة المحدودة التي تدخلك في حالة من الصراع مع الانطباع الأول,حيث تعرف كم المشهد متواضعا أمام ما تنفق الصحف المهاجرة الأخرى على مكاتبها ومراسليها...
 
لكن رئيس التحرير عبد الباري عطوان يجدها ميزة فريدة لصالح القدس العربي التي أخذت شيئا من صفاته الحادة وطبعه المشاكس, حتى بتنا ننتظر ظهوره على شاشات الفضائيات كلما وقع حادث او بدأت حرب في المنطقة, بكل ما يمثل من موقف حاد أو بكيله الاتهامات العلنية التي تخلو من أي مجاملة...
 
في هذه المساحة الضيقة التي تشغلها صحيفة عربية واسعة الانتشار, رحب عبد الباري عطوان ب¯ العرب اليوم ووصفها ب¯ الجريدة الصامدة وأنه يقرأها من على موقعها مع فنجان قهوة الصباح كل يوم... وقال مبتسما استقبلكم في هذا المكتب المتواضع رافضا نصيحة محمد دحلان عندما زارني مرة وقال لي ان هيبتك في الخارج كبيرة جدا أنصحك أن لا تستقبل أحدا في الجريدة.. خلي هيبتك كبيرة فهذا المكتب يقلل من هيبتك... فكان ردي : هيبتي من هذا المكان...
 
توجهت العرب اليوم الى عبد الباري عطوان بأسئلة عن مسيرته وموقفه ومواجهاته ومحطات في حياته فماذا قال?
 
* لماذا اخترت الصحافة المهاجرة وهل وجودك في لندن يعطيك هامشا اوسع من الحرية, وما هي العقبات التي تواجهها صحافة المهجر او المنفى?
 
- أشكرك لأنك أنت أول شخص يقول ان وجودي في لندن أعطاني هامش حرية اكبر, دائما يقولون انك جالس في لندن كما لو ان لي قلعة في الوطن العربي وتركتها أو إقطاعيات ودولة وجواز سفر وتخليت عنه وجئت إلى لندن.. هلكوني.
 
أتساءل كيف أعود إلى غزة فلا المصريون أو الإسرائيليون يعيدونني..
 
في لندن هناك شيء اساسي اسمه القانون.. في هذه البلاد دولة اسمها دولة القانون وطالما انت ملتزم بالقانون لا احد يضايقك أو يتعدى عليك.
 
 مثلا الحكومة السعودية هددت بالغاء صفقة اليمامة التي قيمتها 80 مليار دولار اذا لم تتدخل الحكومة البريطانية أو تسلم المعارض السعودي محمد المساري ولم تستطع وحاول ميجر وبلير توضيح ان هذا لا يجوز الا بالقانون. القضاء المستقل هنا حامينا.
 
في لندن لا يمكن سحب جواز سفري أو اعتقالي أو تعذيبي أو منعي من الدخول أو السفر مثل الدول العربية لا يوجد عندي جواز سفر وانما وثائق لا اخذ فيزا عليها أخذت الجواز البريطاني حتى اتحرك كالبشر, وهذا اعطاني حرية وثقة وقدرة.. أنا محمي بالقانون.
 
هناك مضايقات نشرتها في كتابي مثل تفجيرات مدريد فقد استلمت بيانا من القاعدة اعترفت فيه بمسؤوليتها ونشرت الرسالة ولو جبنت لما جاءت الحكومة الاشتراكية ولا زال ازنار حليف بلير وبوش, يومها صادرت الحكومة الكمبيوتر الخاص بي لكن بالقانون.
 
اعاني من مضايقات من دول عربية بعضها حاول ممارسة نفوذه باغلاق جريدة القدس العربي وحتى انهم مارسوا ضغوطا على التلفزيون البريطاني حتى لا يستضيفني لانني مؤيد للإرهاب وحاولوا منعي من الظهور على شاشة BBC لكن هنا يوجد هامش اعلامي.
 
بعض الدول العربية حاول منع طباعة القدس العربي فتقدمنا بطلب في المغرب وفي اخر لحظة تدخلت السعودية وتم الغاء القرار كما منُعنا من الطبع ايضا في المنطقة الحرة في دبي... ووجدنا انها ليست حرة.. نتفاجأ من حجم المضايقة التي نواجهها وكلما تحدثت للصحافة يجتزئها الموساد ويضعها على Utupe وينعتني بأنني إرهابي.. سألتني محطة لبنانية NBA لو ضربت ايران اسرائيل قلت سأخرج وسأرقص فوضعوها على Utupe بانني ارهابي اريد تدمير اسرائيل باسلحة نووية.
 
* كثيرون ينتظرون ظهورك على شاشات التلفزة في الازمات, لماذا تكون متوترا دائما, وهل فكرت في امتلاك فضائية أو الانتقال من الصحافة المكتوبة إلى الإعلام المرئي?
 
- أنا ابن مخيم, توفي والدي وحملت مسؤولية واحد من 10 اخوة مبكرا. عملت في مصنع للبندورة في ماركا وسائق سيارة نفايات في امانة العاصمة على تراكتور رش و توزيع حلويات ناشد اخوان أنا قادم من الشارع.. من قاع المجتمع. اذا لم اهتم بقضايا ومشاعر الناس واتعاطف معهم مع من اتعاطف?! مع البرجوازيين!! لا يمكن ان اكون غير ذلك.
 
يأخذون علي انني انفعل كثيرا...كيف لا? الست بشرا وانا اشاهد قتل الاطفال والدمار?!
 
وبالنسبة للقدس العربي فقد قدمت عروضا كثيرة وافتخر أن الجزيرة بنت أسلوبها على القدس العربي ونجاحها وتجربتها من الأسباب التي أخذتها الجزيرة والرأي والرأي الآخر وقد تم تقديم عرض لي من خلال شخص قيمته 150 مليون دولار لتحويل تجربة القدس العربي ل¯ محطة فضائية.
 
وأنا لا احتاج إلى الشهرة ماذا اصنع بها فانا لست ممثلا ولا مطربا حتى استمتع بالشهرة, والوضع المادي مستور ولدي ما يكفيني وأولادي درسوا وتخرجوا وهم الان يعملون ولي عشرون عاما في الصحيفة فماذا ستضيف لي الفضائية?.
 
طموحي أن أتخلص من المسؤولية في الجريدة وأنا محظوظ ولدي تاريخ عمل وربنا وفقني بمجموعة وفريق عمل لم يتغير من 20 عاما وليست لدينا أسرار في الصحيفة ونفتخر بان تجربتنا مختلفة في عالم الصحافة, ليست سيئة ولا جيدة وإنما مختلفة, وفي نيسان المقبل نحتفل بالعام العشرين للصحيفة وندخل في العام الواحد والعشرين.
 
* بداية اردت القدس العربي صحيفة تعنى بالشأن الثقافي واعلنت استثناء الشعر العمودي.. سؤالي لماذا هذا الاستثناء?
 
- لقد جنني الشعراء فهؤلاء الشعراء شيع واحزاب.. والله يرحم درويش الصديق العزيز الذي كان يسميهم تحالفات الخمس دقائق.
 
عندما أسسنا جريدة القدس العربي كان طموحي التركيز أكثر على القسم الثقافي لأننا حين بدأنا عام ,1989 كان هناك نوع من التضامن العربي والوفاق العربي ومن المعروف ان الصحافة لا يمكن ان تعيش في ظل الوفاق خاصة في بلداننا العربية والعالم الثالث, فنحن متعودون على المعارك, الخلافات والصدامات. كان العرب منسجمين ولم تكن هناك معسكرات. كرئيس تحرير أريد للصحيفة ان تنجح لا أريد حياة فخمة.. أنا مدمن نجاح وأحب النجاح في حياتي, ففكرنا بالموضوع الثقافي وصديقي وزميلي امجد ناصر وهو رفيق رحلة فتحمس ان نكون ثوريين في الثقافة وحداثيين وهو بلا شك انسان حداثي وعنده رؤية جيدة وجلسنا في احدى محطات القطار تخطط ونفكر بالمشروع الجديد.
 
علاقتي بالثقافة والشعر بالذات ليست قوية واكتفيت برسالة حب لبنت الجيران وانا صغير فلم تعجبها ومنذ ذلك اليوم اعتزلت الشعر.
 
كان امجد مع القصيدة الحرة وضد الشعر العمودي وعندهم موقف منه ومثل محاربة اليهود حاربوا القصيدة العمودية ولم اتدخل في منهجهم واسلوبهم وانا اثق بهم.. رغم انني تربيت على شعر المتنبي وبحور الشعر لكنني احسست ان الشباب متحمسون فأنا مع التغيير ولم اكن ضد الشعر العربي ولكنني وثقت في قرارهم.
 
وكانت النتيجة اعداء كثر.
 
* قلت ان القدس العربي تدين إلى الشهيد صدام حسين واسامة بن لادن, هل توضح لنا ذلك?
 
- لا يوجد شخص أسيء فهمه قصدا في هذه الحياة الثقافية العربية أكثر من عبد الباري عطوان لان هناك اناسا يتعمدون ان يروا فقط كلمة من حوالي 2000 كلمة فيضخمونها ويأخذونها خارج السياق, وهذه مشكلتي.
 
في عام 1990 بعد اجتياح الكويت كنا من الصحف العربية القلائل التي وقفت ضد المشروع الأمريكي وتبنيها له. كان الخليج كله ضدنا.. دول تملك النقود والإعلام.
 
لقد وقفت مصر باعلامها الرائع وتاريخها ضدنا, وكذلك سورية بتاريخها الثوري كله والقومي.. وقفت ضدنا. كان تحالفا رهيبا تحالف المال من دول الخليج والسعودية الدولة العملاقة ماليا واسلاميا في نفوذها. تحالف الثورة في سورية للتاريخ القومي العريق ومصر التراث والثورة والثقافة. جميعها وقفت ضدنا.
 
وكنا جريدة لا زالت في بدايتها, كنا مساكين وفقراء ومعدمين. كان حالنا يائس والجبهة التي معنا يائسة.. ضعيفة لا مال ولا نفوذ ولا إعلام.. لهذا السبب أسيء لنا.. وتضخيم ولي عنق وإخفاء حقائق عنا.
 
لكن نحن كجريدة القدس وكعبد الباري عطوان على وجه التحديد من يجرؤ ان يتحدى مصر ومن يجرؤ ان يتحدى السعودية ومن يجرؤ ان يتحدى سورية التي كانت التراث ووقفت مع المشروع الأمريكي. من يجرؤ ان يقول لمصر.. مصر عبد الناصر انك الان تخونين تراثك تخونين تاريخك وتقفين مع المشروع الأمريكي ضد بلد عربي قومي.
 
من يجرؤ ان يقول لدول الخليج التي تملك المال والنقود...لو كنت انتهازيا لذهبت إلى هذه الدول لو اردت ان ارتاح كما ارتاح غيري لذهبت إلى صف هذه الدول.. ولم يكن عندي هذا المكتب المتواضع الذي ترين.. ولكان عندي 10 سيارات وحرس.
 
اما موضوع صدام وابن لادن فكان لي حديث مع فضائية روتانا حول حياتي بعد صدور كتابي وطن من كلمات قلت يومها مازحا: من الصدف ان هناك اثنين ادين لهما بنجاح جريدة القدس وليس المقصود انهما دفعا لي اموالا او انني ايدت بن لادن. ما قصدته انه في سنة 1990 كنا نحن جريدة صغيرة امام إمبراطوريات الحياة والشرق الأوسط حدث الاجتياح للكويت ووقفنا ضد المشروع الأمريكي لان بوصلتنا تحتم علينا ان نقف دائما ضد أمريكا وإسرائيل فنهضت الجريدة بعد ان كانت توزع 1000 نسخة أو 2000 نسخة مثلا و قفز توزيعنا إلى أكثر من 2000% لأننا نمثل وجهة نظر أخرى فتوجه الناس لنا فقلت الفضل لصدام حسين لأنه لولا الاجتياح لما نجحت الجريدة.
 
اما قصة اسامة بن لادن فبعد لقائي معه الذي لعب دورا كبيرا في حياتي نقلني من صحافي محلي عربي إلى صحافي عالمي دولي ومن ثم احداث 11 أيلول فكان هناك 40 كاميرا تلفزيونية تنتظرني امام الصحيفة كما اصدرت كتابا عن القاعدة طبع 3 مرات في بريطانيا فقط وترجم إلى 20 لغة في العالم.
 
هذا ما قصدته بكلامي انهما لعبا دورا في حياتي. الاول رفع توزيع الجريدة وابن لادن نقلني إلى العالمية وجعلني اصدر كتبا, لكن المغرضين لم يأخذوا من كل هذا الحديث سوى هذين السطرين من مقابلة امتدت ساعتين.
 
هذه مشكلتي انهم يأخذون كلامي خارج السياق بغرض الإساءة لا الموضوعية ومن يرد الإساءة لانسان يجد الوسيلة دائما.
 
* هل عرضت عليك أية دولة ان تنتقل اليها?
 
- اتمنى ان اعود إلى أية دولة عربية لكنني أريد قضاء مستقلا.. اعطني قضاء مستقلا اعود غدا. ليس من المعقول ان القضاء فاسد وأنظمة فاسدة وديكتاتوريات قمعية ومخابرات تحكم, كيف يمكن ان اشعر بالراحة وانا أعرف انهم سيعتقلونني أو سيسحب جواز سفري أو يمنعونني من السفر. كنت أتمنى ان تطبع جريدتنا في دولة عربية, لكننا نحارب كل يوم وتحجب مواقعنا. لكنني أسجل للأردن انه ومنذ 15 عاما لم يحجب موقعنا, وهذا الفضل يعود إلى الملك الحسين رحمه الله. فعندما منعتنا دائرة المطبوعات, تدخل شخصيا وقال منذ اليوم لن تمنع جريدة أو تغلق.
 
* كيف تصف الساحة الفلسطينية الآن وهل هناك امل بالتوصل الى حل للانقسام القائم ام ان هناك نهجين متعاكسين لا يلتقيان أبدا?
 
- تقديري, إننا نشهد في الساحة الفلسطينية انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة, الساحة الفلسطينية دائما قادرة على تجديد نفسها مثل اي شيء آخر.. مثل جسم الانسان.
 
عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية ايام احمد الشقيري عام 1964 كانت مواصفاتها تتناسب مع مواصفات الوضع العربي انذاك, حيث كانت انظمة عربية رسمية تريد انظمة فلسطينية ذات جيش, فكان الانطباع ان الجيوش وحدها هي القادرة على تحرير فلسطين لا المقاومة.
 
لكن مع تغير المفهوم بعد حرب 1968 أو بعد معركة الكرامة وظهور حركات المقاومة أصبح مفهوم الجيش الكلاسيكي لتحرير فلسطين يتآكل ويتراجع امام العمل الفدائي وكان طبيعي ان يتغير جلد وقلب منظمة التحرير الفلسطينية.
 
ازيح الشقيري وجيء بحمودة عام 1969 ثم ياسر عرفات رئيسا للمنظمة, التي اصبحت ترتكز على المقاومة لا على الجيوش الكلاسيكية وانتقل الاعتماد في التحرير من الانظمة إلى حركات المقاومة اي ان الفلسطيني هو الذي يأخذ زمام الامور بنفسه.
 
تغيرت الساحة الفلسطينية الان وحركة فتح اختارت المفاوضات والحل السلمي, واعتقدوا ان الحل السلمي هو الافضل وان المقاومة خيار غير مناسب مثلما قال عباس في أكثر من مناسبة ووصف العمليات الاستشهادية ب¯ حقيرة وان الصواريخ عبثية وان خيار السلام هو الوحيد.
 
الان خيار السلام فشل خاصة بعد الانتخابات الإسرائيلية وظهور اليمين في الانتخابات حيث كان اليمين ينافس يمينا.. وعمليا تغيرت الصورة وانهارت عملية السلام واصبح من المستحيل عمل سلام مع ليبرمان الذي ربما يكون وزير دفاع في الوزارة الجديدة أو مع حكومة ائتلافية تضم متشددين مثلا.
 
عمليا خيار السلام انتهى.. الان يجب ان يراجع عباس كل تاريخه إما ان يعود إلى المقاومة أو ان يقول السلام عليكم, فشل مشروعي.
 
في الماضي كان الضغط على حماس وحركات المقاومة اما الان فعليها ان تنضم للسلطة أو تخفف من تطرفها وتعتدل وتدخل المشروع السياسي الفلسطيني الذي يقوم على التقارب. والآن أصبح هذا الخيار غير موجود بالعكس اصبح على السلطة ومن بقي منها ان يرجعوا إلى ارضية حماس لا العكس. الساحة الان مقدمة على اختيار قديم, والاشكال القديمة سقطت.. العملية السلمية سقطت وكبير المفاوضين سقط انتهى.. لا مفاوضات إما ان يعتمدوا الان المقاومة أو يتركوا الساحة لمن يريد ان يقاوم.
 
* هل انتهت أوسلو وهل أنت متفائل بالمستقبل?
 
- كنت دائما ناقدا لها واختلفت مع عرفات بعد توقيع اوسلو, كنت قريبا جدا منه باحترام وليس بتبعية.. كانت بيننا خلافات وعندما وقع اتفاقات اوسلو قلت له لن تنجح ولن يعطوك شيئا وسوف يستخدمونك, وعرض علي وزارة في السلطة من خلال موفده جبريل الرجوب واعتذرت وعرض بشكل شخصي واعتذرت لانني لم اكن مقتنعا بكل هذا المشروع.. الان الصورة تغيرت بدليل ان ياسر عرفات لم يكن مقتنعا بأوسلو.
 
اذكر عندما افترقنا, لكن بقيت علاقة وهمية واستمر ادب الاختلاف رغم انني انتقدته بشدة وقسوت عليه لكنه كان يتحملني.
 
اخذني مرة من يدي ومشينا في الشارع لأنه يخشى من التنصت في مكاتبه قال لي: اعرف انك ضد اوسلو ومعك حق لكن أريد ان اقول لك شيئا لا تكتبه الا بعد موتي, سترى الإسرائيليين يهربون من فلسطين ومشروعهم بدأ العد التنازلي لوجودهم. لذلك عندما اقسو عليه كان يقول يا عبد الباري أنا على العهد, فاهمني?!. أقول له فاهمك...
 
انا افتخر في شيء انني ساهمت في افشال مفاوضات كامب ديفيد أو ساعدت عرفات على افشالها عندما ضغطوا عليه ان يتنازل فاستغل عرفات فترة الاستراحة وطلب من ابو مازن فضح الطابق.
 
فقد منعوا الموبايلات والاتصالات عن المشاركين الا ان ابو مازن خرج للمشاركة في زواج ابنه في لندن وارسل لي رسالة بان الذين يضغطون على عرفات هم من داخل الوفد ونشرتها وكان من اسباب تخفيف الضغط على عرفات. عمليا أنا متفائل لان عندي ثقة في قدرة الشعب والامة العربية لم اكن يوما اقليميا, وافتخر بأصدقائي في الاردن, منهم عبد الكريم الدغمي وممدوح العبادي وخالد محادين وفارس النابلسي ومحمود الكايد. أنا انسان عروبي عندي عمق اسلامي وايمان وثقة بالامة, سننتصر.. المشروع الإسرائيلي لا يمكن ان ينجح لأنه مشروع عنصري طائفي.. وهذا واضح في الانتخابات حيث نجح المتطرفون وهم ضد السلام وضد التعايش.
 
* وماذا عن المشهد العراقي?
 
- عقدني المشهد العراقي.. وحيرني وصدمني.. عندما دخل العراق الكويت لم نكن مع الاجتياح وكتبت افتتاحية قلت ان هذا العمل خطأ ولكن عندما جاء نصف مليون جندي أمريكي فان اصغر طفل فلسطيني يدرك بانه ليس من المعقول ان يأتي الأمريكان لخدمة الأمة والكويت.. وانما هناك مشروع وكتبت اننا نحب الكويت لكننا نحب العراق أيضا.
 
واينما هو الخندق الأمريكي فنحن في الخندق المقابل, نحن الان ندافع عن ايران وحقها في امتلاك مشروع نووي.
 
أيدنا حزب الله ولم نكن طائفيين بعكس بعض العراقيين الذين اعتقدوا أننا ندعم صدام لأنه سني.
 
الذي صدمني بالعراق حجم الطائفية في هذا البلد العلماني الذي كان يقدم نموذجا بالتعايش بين الناس.. صدمني حجم الكره الطائفي واستغلاله من قبل بعض الاطراف.. وما صدمني أكثر أن الناس يتحولون إلى اداة في المشروع الأمريكي ضد بلدهم. أنا في لندن اراهم كلهم اسرهم في بريطانيا وكانوا عايشين على الضمان الاجتماعي اصبحوا مليارديرية كان يتحدث هؤلاء عن الفساد في عهد صدام وعن اولاد صدام والان انظري اليهم صدمت عندما حاولت العربية ان تسيء لصدام وتظهره في حفلات عيد ميلاد ابنته حلا فهناك اناس عاديون يحتفلون بشكل اضخم وافخم.
 
انظري إلى سيارات ابنائهم وممتلكاتهم وبيوتهم في لندن.
 
المقاومة العراقية العريقة التي دمرت امريكا في العراق والتي افشلت المشروع الامريكي في العالم.. وكما كانت أفغانستان وراء انهيار الاتحاد السوفييتي.. فالعراق هو بداية انهيار الإمبراطورية الأمريكية, ليس صدفة أن الرئيس يطلب 700 مليار دولار من الكونغرس من اجل إنقاذ الاقتصاد فهذا حجم خسارتها في العراق ومن الذي جعله يخسر هذا المبلغ.. هي المقاومة العراقية البطلة.
 
وما صدمني أيضا أن يأتي أناس كانوا يحاربون مع القاعدة ومستعدين لتفجير أنفسهم مع القاعدة ومع المقاومة العراقية ايضا ان تشتريهم امريكا ب¯/ 300 دولار وعددهم 800 الف.. وليحاربوا ضد المقاومة التي تقاتل من اجل بلدهم لا تريدون القاعدة نفهم! اما ان تحاربوا المقاومة العراقية فهذا ما لم نفهمه.
 
ثم هؤلاء الذين يتباكون علي العراق واستقلالية العراق.. ولكن ألم تعلموا ان ايران تقوي نفوذها في العراق.. الطبيعة ترفض الفراغ وعندما أصبح فراغ في العراق ملأته ايران...
 
والقوات التي دخلت إلى العراق انطلقت من ارض عربية.. تدمرون العراق ثم تقولون ايران استولت عليه!!
 
لا زلت مؤمنا بعروبة العراق وبالانسان العراقي البطل المبدع صاحب سبعة آلاف سنة حضارة اعتقد انها فترة مؤقتة فيها سلبيات وان الشعب العراقي بمعدنه سيتجاوز هذه المرحلة.
 
افتخر بأن صدام أرسل موفدين 3 مرات وعرض التمويل لكنني لا أريد أن يحسب أنني أقف مع صدام بسبب التمويل. جاءني مظفر أمين آخر سفير للعراق في لندن والموجود في عمان حاليا, وعرض عليّ تمويلا ورفضت لان موقفي مع العراق أخلاقي أنا افتخر أنه قبل أن يعدم ويستشهد صدام جاءني محاميه?? وكنت آخر من التقاه قال لي عندي أمانة من صدام وأحب أن أوصلها وقال أن الرئيس جلس 3 ساعات وأوصاني أن اتصل بعطوان واقول له صدام يفتخر بك ويعتز ويشكرك على كل مواقفك أنت عربي أصيل وأمة بها عطوان لا تهزم وانه حين خروجه قال له لا تنس توصل الأمانة.
 
هذه عندي بالدنيا.. جلدوني بسبب موقفي أنا وقفت مع عروبة وشرف العراق الذي هو شرف الأمة العربية.
 
الآن يقولون ان إيران خطر على الأمة العربية ولكن أليس الشهيد صدام من عمل توازنا في المنطقة العربية.. أليس من يشكون من التغول الإيراني هم من دمروا العراق والذين اخلوا بالتوازن التاريخي والاستراتيجي?!
 
* هل هناك تغيير حقيقي في الوضع الدولي بالنسبة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية, ام الذي حدث هو مجرد تغيير لون الرئيس في البيت الابيض?
 
- هناك عدة جوانب في قصة انتخاب اوباما, اولا لنعترف بأن الديمقراطية سمحت لابن مهاجر افريقي مسلم ان يصبح رئيسا لأكبر دولة في العالم.. هذا لا يمكن ان يحدث في دولة عربية إلا في انقلاب عسكري لا بشكل طبيعي وديمقراطي لأنه لا يوجد ديمقراطي ولو كان اوباما ولد في دولة عربية لما حصل على جواز سفر وبقي عبدا...
 
للأسف نحن عنصريون أو فينا الكثير من العنصريين, النظام سمح لشخص ان يتطور وينال الدكتوراه من هارفارد ويرأس تحرير المجلة القانونية التي تصدر عن ihnthnv School low. أصبح رئيسا لأنه دخل في النظام والنظام كان مهيأ لأن يأتي رئيس مثله اي جاءت لحظة تاريخية سمحت ان يأتي رئيس اسود إلى الحكم لماذا لان الموضوع كله فشل لان امريكيا تورطت في حربين: العراق وأفغانستان وفشلت وخسرت ومن حسن حظه انه لما بدأ ينافس المرشح الجمهوري انهار الاقتصاد وظهرت نتائج المغامرات العسكرية الفاشلة على دافع الضرائب لان الغرب لا يفهم الا جيبته.
 
الإنسان البريطاني - وبخبرة 30 سنة- لا يفهم سوى ماذا يدخل إلى حسابه آخر الشهر لا يهمه الكرامة وعزة النفس والشهامة.. هذه امور جانبية وثانوية, المسألة الأساسية ماذا يكسب منا وماذا يخسر, فعندما حدثت الأزمة الاقتصادية صار الناس يريدون التغيير وهذه اللحظة سمحت بحضور اوباما.اذا نجح نقول النظام الذي جعله كذلك واذا فشل نقول المجتمع الاسود.
 
* وماذا عن موقف اوباما من الشرق الأوسط?
 
- معظم السود يحبون العرب ويقفون ضد الاستعمار الأبيض الذي أذله.. وحوله إلى العم توم. اوباما ادرك ان العراق مغامرة فاشلة وانه لن ينتصر في أفغانستان راسخة, لكنه يعرف انه يعمل في اطار مؤسسي ويحكم, وهذه المؤسسة راسخة وليست أشخاصا. حدثت معي قصة غريبة أثناء حرب العراق 2003 فقد عقدت جامعة أكسفورد مجموعة محاضرات لأتحدث مع برجيت كندل محررة السياسة في BBC عن الإعلام والحرب.. تحدثت بطريقتي وقلت ان بلير ورط بريطانيا في حرب وهدد مصالحها في الشرق الاوسط ويعرضها للخطر ويمكن ان تهددها القاعدة.. وبعد الانتهاء التقيت رئيس الجامعة فقال لي: أعجبني حديثك والعاطفة التي تملأ كلامك لكنني أحب أن أقول لك انك يجب ان تعرف ان من كان رئيس وزراء في بريطانيا سوف يأخذ قرار بلير ان كان محافظا أو عماليا لأننا نحن الذين نأخذ القرار نحن نحدد السياسة ورئيس الوزراء عليه ان يتبع.نحن كمؤسسة أخطأنا عام 56 بغزو السويس من دون ان ننسق مع امريكا ومن دون رضاها فدفعنا ثمنا غاليا إذ خسرنا إمبراطوريتنا ومنذ ذلك التاريخ اخذنا قرارا أن نقف مع امريكا ومهما تفعل سواء صحيحا أو خطأ ام غير مقتنعين قررنا ان نقف مع امريكا, ونحن نعرف ان قرارانا قد يكون غير صحيح.
 
أمريكا مثلها مثل بريطانيا فيها مؤسسة, وفي مجلس الشيوخ لوبي السلاح ولوبي النفط والجامعات كلها تشكل مؤسسة هذه لا تجعل اوباما ينفرد في القرار ويجب عليه ان يراعي هذه المؤسسة لذلك علينا ان نتعلم كثيرا و أن نسلم أن امركيا أوصلت اسود إلى الرئاسة كدليل أن الديمقراطية أصلح أنظمة الحكم.
 
* وماذا عن موقف اوباما من العراق?
 
 - اوباما أدرك أن خسارة أمريكا الاقتصادية والحرب في العراق والصرف كان له دور كبير في الأزمة فقد خسرت في الحرب 700 مليار دولار حتى الان في العراق ولا يزال العداد يحسب فقد أدرك أن الوجود الامريكي في العراق خسارة وهو يعلم أن الزمن يتغير, مثلا الان يتحسن الوضع الأمريكي وقد حصلت الانتخابات, وقد تحسن الوضع الأمني في العراق لأنهم رشوا بعض القوات العراقية وعملوا قوات الصحوة, وعملوا حواجز وقطعوا بغداد كجدران بابلية وكرسوا التقسيمات الطائفية فيها وزادوا عدد القوات الامريكية ب¯ 20 إلف جندي وحققوا نجاحا لكن هل يدوم هذا النجاح, واوباما يدرك أن هذا النجاح قد لا يدوم, بمعنى ما حصل في أفغانستان في تشريين اول 2002 بتدمير القاعدة كليا وطالبان والان بعد سبع سنوات رجعت القاعدة وطالبان وهي تحتل 80% من أفغانستان, وهذا يمكن أن يحدث في أي مكان وترجع القاعدة وغير القاعدة, واوباما يدرك بان هذه المعركة خاسرة ويجب أن يسحب القوات الأمريكية ويتخلص منها ولماذا يستمر في الخسارة هذا بالنسبة للعراق وبالنسبة لأفغانستان فهو خطأ فادح, هو يعتقد أن زيادة القوات في أفغانستان ستحل المشكلة لكن للأسف هو ليس قارئا جيدا للتاريخ, أنا عملت كتابا عن أفغانستان
 
 ولا يمكن ان تتشكل قوات سلام قوات صحوة لأنها موجودة فالقبائل التي ضد البشتون بالمحصلة مع كرزاي وقد فشلوا ولم يصنعوا شيئا وهذه المسالة الأولى والمسالة الثانية أن الشعب الأفغاني وبالذات قبائل البشتون القبيلة الأكبر ومنها طالبان لديهم مبدأ كان موجودا في البادية لدينا فمن يلجأ لقبيلتهم هو آمن حتى ولو كان قاتلا واكبر عار عندهم تسليم شخص, وبالتالي لا يمكن ان يعملوا شيئا ضد القاعدة مثلا كما عملوا في العراق والقاعدة ارتكبت أخطاء فادحة في العراق من أمور تكفير الناس وقطع يد السارق لكن في أفغانستان لا يمكن طرد القاعدة فقد قاتلوا معهم من اجل بلدهم, والملا عمر رفض تسليم ابن لادن للأمريكان أو السعوديين لأنه لجأ لهم ولا يمكن أن يكسروا هذه القاعدة والنقطة الثانية أن 5% فقط من أفغانستان متعلمون فهي منطقة بدائية جدا وكله شعب متطرف والأفغان يدينون بالمذهب الحنفي وهو اخطر من المذهب الوهابي.
 
ونجاح اوباما في أفغانستان هو شبه مستحيل إذا ما كان مستحيلا أصلا.
 
ونعود للشأن الفلسطيني فقد خيب اوباما آمالنا وأنا شخصيا ففي مجازر غزة لم يظهر التعاطف وهو اسود واتى من قاع المجتمع الامريكي واسم والده حسين, كل العالم حتى البريطانيين ذوي الدم البارد اظهروا تعاطفا وأدانوا المجازر واخذوا موقفا ليس بالسيئ وهو مثل أبو الهول, ويقارن أطفاله السود بأطفال إسرائيل ولماذا لا يقارنهم بأطفال فلسطين, ومع هذا من الصعب الآن إصدار الأحكام.
 
 وبالنسبة للعراق فهناك بعض المغرضين الذين يقولون إذا انسحبت اميريكا من العراق ستقوم الحرب الطائفية والمستفيد من هذا الكلام هو المستفيد من الاحتلال, والحزب الإسلامي في العراق هم من جهة التوافق من داخل البرلمان وهؤلاء المستفيدون من الاحتلال فلولاه لا وجود لهم ولا كان من الممكن أن يصبحوا نوابا ولحاكمهم الشعب العراقي, فالاحتلال خصهم وجعل لهم المنطقة الخضراء وهم دولة داخل دولة وهم يعلمون تماما انه لو انسحبت القوات الأمريكية من العراق سينهار هذا المشروع أو سيكون معرضا للانهيار وسترفع عنهم مظلة الحماية الأمريكية.فقد هددوا المالكي بالتوقيع من اجل الإجراءات الأمنية وبعدها وقعوا صاغرين وبصموا بحوافرهم وأصابعهم لأنهم أصبحوا مهددين ومعظمهم لا يؤيد الانسحاب, حماية 145 الف جندي امريكي لهم بحجة أنهم يحمون العراق والمنطقة الخضراء, وللآن بعد 5-6 سنوات من الاحتلال طريق بغداد المطار ليس آمنا ولا يأتي رئيس أجنبي للعراق إلا بزيارة مفاجئة من دون التصريح والإعلان عنها, ونفاجأ بزيارة ساركوزي وزيارة بوش للمنطقة الخضراء,
 
والانسحاب سيتم ليس حرصا على استقلال العراق وإنما حرص على مصالح اميريكا التي لم تعد قادرة على تحمل الخسائر المترتبة على وجودها في العراق.
 
* كتابك الاخير وطن من كلمات سيرتك الذاتية ومسيرتك المهنية ولكن هناك قراء كثر لا يعرفون من هو عبدالباري عطوان, من اين جاء ولماذا اختار مهنة الصحافة ولماذا كان توقيته الان وماذا يوجد بعد وطن من كلمات?
 
- ليست هوايتي تأليف الكتب ونشرها, واعتقد بان اجراء مقابلة مع محطة إل¯ CNN يشاهدها 500 مليون مشاهد افضل من تأليف كتاب, اما كتابي الأول القاعدة يتحدث عن التاريخ السري للقاعدة. وكنت اقيم محاضرات في الجامعات وكان يأتيني الطلاب والأساتذة يسألونني هل لديك كتب وكل من كتبوا عن القاعدة هم كتاب أجانب وأنا أول عربي مسلم كتب عن القاعدة.
 
وكانوا يجرون معي حوارات عن القاعدة ويسجلونها ففكرت لماذا لا اكتب كتابا عن القاعدة ففوجئت وصعقت من حجم النجاح غير العادي ففي سنة ونصف طبع الكتاب 6 مرات من قبل شركة بريطانية وتلك شركات لها مصداقية ولا تزاود في العمل وقد ترجم إلى 20 لغة وطبع في أمريكا ثلاث مرات وفي استراليا هو الكتاب الأكثر مبيعا, ومتوفر في معظم جامعات العالم وهو مرجع أساسي وأكاديمي.
 
بيعت 300 ألف نسخة وكل سنة يأتي عليه ترجمات وبالمناسبة وصلت طبعة الى البرتغال والبرازيل.
 
حياتي فيها الوان كثيرة وفيها احداث ومغامرات وليست حياة سهلة, من مخيم إلى لندن.وكانت تلك الحياة تلح علي بالكتابة ففي الغرب يكتبون وهم شباب وتجربتي غنية وموجهه للأجيال و للفلسطينيين في المهجر وبقيت تلح علي فكتبت فصلا عن فلسطين ولكن بطريقة مختلفة وإنسانية بكل أبعادها المضحكة والمبكية وقدمت المخيم بصورة مختلفة والكل فيه متساو, حتى العلاقات الغرامية ولكن بطريقة خجولة, قصص كثيرة غريبة وحتى المجانين في المخيم ومن استشهدوا وتحدثت عن رحلتي في الأردن وعملي في مصنع البندورة الذي يجتمع فيه قادة المقاومة ويصبح مكانا للاجتماعات السياسية وتحدثت عن مصر ومرحلة الغليان التي سبقت حرب أكتوبر والسادات. وكنت اكتب من التجارب الشخصية وتحدثت عن الأردن والمقاومة ومعركة الكرامة, و عن قضية الختان, وعن أوروبا المنفتحة وما هي الصعوبات للتأقلم مع المجتمع.
 
وتحدثت عن زوجتي العربية الفلسطينية من الكويت وقصة لقائي فيها, وتحدثت عن ياسر عرفات والعديد من الجوانب الإنسانية وفصل كامل عن حق العودة وبدأت فيه عندما عدت لفلسطين أول مرة بعد 40 عاما ورأيت البلد.
 
الكتاب ليس فيه إساءة لأحد ويصف جذور الصراع, لكن بطريقة إنسانية والغرب متعاطف معنا وسيترجم بعد الانتهاء من الطبعة الثانية عن القاعدة وقمت بإضافة فصلين وعملت لها مقدمة جديدة وسيبدأ ترجمته لأنه مكتوب للغرب لأعطيه نكهة عربية, ولم أتحدث فيه عن القدس إلا صفحة واحدة وربما في الطبعة العربية يكون هناك فصلان أو ثلاثة ونوسع الأشياء لكن الترجمة فليس لدي وقت, وأركز حاليا على الجانب الأكاديمي وقد أحسست انه يفيد أكثر بوجود باحثين ورسائل ماجستير والجانب الجماهيري مغطى من خلال الفضائيات.
 
ثم هناك نسخة عربية ستترجمها دار النشر لضيق الوقت من كتابة وطن من كلمات وسأشارك في كتاب عن القاعدة وأفغانستان سيصدر عن جامعة سانت اندروز الشهر المقبل.0 العرب اليوم