صحيفة العرّاب

جرش الحديثة اصبحت خرابا..الحفريات قلبت عاليها سافلها وعطلت الحركة التجارية

جرش المدينة الاكثر وسامة، والاشد حضورا، والاحلى جمالا، ام الخضار والبساتين والينابيع، التي كانت محجا للزوار، وقبلة للسياح، الباحثين عن الهدوء والاسترخاء والهواء النقي المفلتر باشجار الجوز واللوز واللزاب والحور.. 

 جرش جنة الامس صارت جهنم اليوم.. جرش الحديثة اصبحت خرابا، شوارعها شبه مغلقة، والاتربة تغلق الانوف، وتداهم المطاعم، وتتسلل الى البقالات لتغطي الالبان   والاجبان والمكسرات والاقمشة. جرش التي كانت ام الربيع بزهورها واشجارها وياسمينها غدت اليوم شبه مكرهة صحية روائحها تزكم الانوف، وحشراتها تقض مضاجع النيام، وفئرانها تجوب الشوارع، وصراصيرها تملأ البيوت. جرش اليوم قلبت الحفريات عاليها سافلها وعطلت الحركة التجارية فيها، وهبطت مبيعات التجار، وفي بعض الشوارع انقطعت عنها الهواتف ولا ندري هل عادت الحرارة اليها ام لا.
 
جرش المدينة اصبحت عبئا على المريض ولا بد من الاستعانة بالدفاع المدني للوصول الى المستشفى وقد شاهدت احدى الحفريات وقد حجزت سيارة اوبل كاديت رقم ٤٩٠٧٠ / ١٩ مدة عشرين يوما لم تستطع الحركة وحتى اللحظة. فوق كل هذا وذاك اصبحت الرحلة داخل جرش تسمى رحلة الضياع «التوهان» لا تعرف من اين تدخل اليها ولا من اين تطلع منها!!.
 
يقولون ان جرش تقع بين «خرابين» الخراب الاول الذي ضرب المدينة الرومانية، والخراب الذي يجري اليوم على قدم وساق. ولا ابالغ اذا قلت انها تقع بين محطتي تنقية واحدة تستقبلك عند القدوم اليها واخرى تودعك عند الرحيل عنها. وللوقوف على الموضوع اتصلت «المواجهة» بالمهندس مظهر فخري اسعد حازوقا/مدير منطقة جرش الذي قال: ان مشروع تطوير واحياء مدينة جرش ممول من الحكومة الاردنية بموجب قرض من البنك الدولي بقيمة «١١» مليون دينار اردني تقريبا وتعاقديا يمثل الطرف الاول وزارة السياحة والفريق الثاني مؤسسة اردنية وباشراف مكتب «دار العمران» التابع للفريق الاول.
 
واضاف المهندس اسعد ان البلدية ليس لها دور فعلي في الاشراف وانما هو تنسيقي لتذليل العقبات، ومن خلال متابعتي الشخصية لاحظت ان هناك بطئا في العمل والانجاز، وهناك سوء تنفيذ في التشطيبات، وفي بعض المواقع في البنية التحتية حيث ان حجر «الكندرين» الذي يستعمل في الارصفة غير صالح للاستعمال بسبب التشوهات الكثيرة فيه، وعدم قدرته على الصمود لمدة طويلة، وعدم احتماله على المقاومة وهذا ينسحب على عدد كبير من الارصفة.
 
اما من ناحية البلاط «انترلوك» يضيف مدير المنطقة جرش المهندس مظهر حازوقا فانه لم يراع اثناء التركيب الاغلاقات المطلوبة مما ادى الى وجود فراغات وتباعد بين البلاطة والاخرى، مما عمل على فقدان   جماليات الارصفة، وتباعد الربط بين البلاط مع وجود «تهبيطات» في مواضع متعددة مما يبين ان هنالك خللا في البنية التحتية. وقد لاحظنا اثناء الكشف وجود هبوط في مناهل الصرف الصحي ومناهل الامطار وعدم استوائها مع الشوارع اضافة الى وجود عيوب كثيرة في كحلة «الكندرين» ووجود خشونة في الخلطة الاسفلتية وتآكل في وجه الخلطة في بعض الشوارع. واضاف المهندس مظهر مدير منطقة بلدية جرش انه عند رش الشوارع بطبقة «M.C» الحافظة لم يتم مراعاة مواقع الكندرين حيث جرى رش هذا الحجر بتلك المادة مما افقده جمالياته. كما يوجد خلل في منطقة الـ «Toping» لم يتم تعبيدها بشكل سليم قبل الوصول للتعبيد.
 
وللاسف خلال فترات العمل كان يتم «طم» المناهل بالاتربة ولم يتم تنظيفها اولا باول حيث عانى المواطنون   من اغلاق الصرف الصحي والروائح الكريهة التي داهمت المنازل في وسط البلد. وتجدر الاشارة الى انه عندما تم تركيب حجر الكندرين لم يكن به عيوب ولكن من خلال الفك والتركيب وآليات المقاول اصبح به عيوب اضافة الى ان المشروع هو مشروع جمالي يجب ان تراعى فيه كافة الامور الجمالية الـ «Finishing». وتضيف المواجهة: ان المقاول قطع الخط الدولي المار من داخل جرش، كما انه اجرى الحفريات في الطرق الرئيسية دفعة واحدة وباستثناءات قليلة مما اربك حركة المشاة والناس والبضاعة وكل مرافق الحياة.