صحيفة العرّاب

مستشار هنية السياسي: لن نقبل رئاسة سلام فياض للحكومة الفلسطينية

نفى مساعد لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس أمس الاثنين أن تكون حماس تقدمت باقتراح للتوافق مع حركة فتح على تأجيل موعد الانتخابات الفلسطينية المقبلة في حوار القاهرة، معلنا رفض الحركة لترشيح سلام فياض لرئاسة حكومة التوافق المقترحة.

 وقال يوسف رزقة المستشار السياسي لإسماعيل هنية في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "إن حماس أو الحكومة في غزة لم تجر أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة لتقديم اقتراح بشأن موعد الانتخابات المقبلة".
 
كما أكد رزقة أنه "لا حديث حاليا في أروقة حركة حماس أو الحكومة في غزة بشأن الموعد المفترض لإجراء الانتخابات المقبلة خاصة أن إحدى لجان المصالحة في القاهرة ستكون مكلفة ببحث هذا الملف والتوافق بشأنه"
 
وكانت تقارير صحافية تحدثت عن طلب حماس عبر وسطاء تأجيل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتوافق في حوار لجان المصالحة الذي ينطلق غدا الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة.
 
وشدد رزقة على أن القانون الأساسي الفلسطيني ينص على ضرورة أن تجرى هذه الانتخابات في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل وأنه "لا جديد في هذا الموضوع دون هذه التاريخ والأمر منوط ببحث لجان المصالحة".
 
وأعلن رزقة أن حماس والحكومة في غزة "لن تقبل على الإطلاق بتكليف سلام فياض (الرئيس المستقيل للحكومة الفلسطينية) لرئاسة حكومة التوافق الوطني المقترحة في حوار القاهرة".
 
وقال رزقة "لن نقبل به (فياض) على الإطلاق ليس فقط لأنه ارتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني والمقاومة في الضفة الغربية بل لأنه لا يجوز أساسا لحركة فتح وعباس ترشيح الشخصية المكلفة برئاسة الحكومة المقبلة".
 
وتابع قائلا: "ترشيح رئيس أي حكومة توافق أو غيرها هو من اختصاص كتلة حماس البرلمانية التي تحظى بالأغلبية البرلمانية في التشريعي الفلسطيني ولن نقبل بأي تجاوز لهذا الأمر من أي كتلة أخرى في التشريعي".
 
وأكد رزقة على تمسك حماس بـ"الحق الكامل" في ترشيح رئيس وزراء الحكومة المقبلة التي قال إن لجان المصالحة في القاهرة والتوافق المنتظر سيحدد طبيعتها "لكن وفق برنامج الثوابت الفلسطينية".
 
وفي هذا السياق قال رزقة إنه من السابق لأوانه الحديث عن إعادة ترشيح حماس لرئيس الحكومة المقالة هنية من أجل رئاسة حكومة التوافق "حتى لا يفهم بأنه اشتراط أو له تأثير سلبي عشية حوار القاهرة".
 
لكنه عبر عن موقف هنية "الدائم" باستعداده للتخلي عن رئاسة الحكومة في أي وقت في حال التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية "لأن العبرة لديه ليست في الكرسي والمنصب بل بالتمسك ببرنامج المقاومة والثوابت"
 
 وقد رفض مستشار هنية التعبير عن حالة من التفاؤل بشأن التوصل إلى توافق فلسطيني عبر حوار اللجان التي شكلتها الفصائل الفلسطينية، معتبرا أن الأجواء "ليست مهيأة بالشكل المطلوب لانتظار توافق ميسر".        
 
وقال رزقة "في الواقع إن المشكلة الفلسطينية الداخلية معقدة وتفاصيلها كثيرة وأجواء الحوار ماتزال غير مهيأة لضمان نجاح الحوار في ظل استمرار الاعتقالات في الضفة الغربية والتنسيق الأمني مع الاحتلال عدا عن فرض الاشتراطات".           
 
كما اعتبر رزقة أن الموقف المصري "لا يساعد بالشكل الكافي في تهيئة أجواء الحوار". وقال "التشدد المصري في موضوع فتح معبر رفح البري هو أحد المؤشرات السلبية لأجواء حوار القاهرة".         
 
وتابع "الوسيط المصري واقعيا لم يقدم بين طرفي الحوار ما يضمن نجاح الحوار وهو اكتفى بوضع المتحاورين في إطار زمني ضيق لإنجاز اتفاق قبل قمة الدوحة رغم أن الأمر الحقيقي يؤكد الحاجة لوقت طويل من أجل إنجاز القضايا الكثيرة الشائكة والمعقدة".