صحيفة العرّاب

"التربية" تضع برنامج لتنفيذ ما ورد في خطاب الملك

اكد وزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم بدران ان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الاخير ركز بشكل مباشر على اهمية الدور التربوي والتعليمي في معالجة العديد من الموضوعات التي تهم الوطن والمواطن.

واشار الى ان خطاب جلالته اتسم بالوضوح والقوة والرغبة باحداث تغيير جذري باتجاه التطوير والتحديث والقضاء على بعض الظواهر الغريبة على مجتمعنا الاردني موضحا ان كل فقرة تحدث بها جلالته لها مدلولات تربوية.
وقال ان الوزارة وضعت برنامجا لتنفيذ ما ورد في خطاب جلالته بشقيه التربوي والتعليمي وسيتم عقد لقاء للتربويين في الوزارة في مثل هذا الوقت من العام المقبل لتقييم ما تم انجازه في هذا الاطار مؤكدا ان الاحتفال بالمناسبات الوطنية يجب ان لا يكون احتفالا بالتاريخ فقط وانما حافزا للعمل من اجل المستقبل ووضع الخطط اللازمة لتحقيق المزيد من الانجازات التنموية في شتى المجالات. واضاف بدران في حوار مع اسرة وكالة الانباء الاردنية (بترا) اداره مديرها العام الزميل رمضان الرواشدة ان جلالة الملك حينما تحدث عن الوحدة الوطنية فان ذلك يستدعي من منظور تربوي التركيز على تنشئة الطلبة على مفهوم الوحدة الوطنية وتحصين افكارهم ومعتقداتهم وثقافتهم من دعوات التفرقة واباطيل الانقسام وتوعيتهم ضد من يحاول النيل من اللحمة الوطنية باسلوب واع وعقل متفتح يدرك هذا المفهوم بابعاده المختلفة.
وقال ان الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المملكة كسائر دول العالم على اثر الازمة الاقتصادية العالمية كما اوضح جلالته تتطلب من الاسرة التربوية تبصير الطلبة بهذه الاوضاع وكيفية مواجهتها باعتماد العلم والتكنولوجيا كاسلوب لتحقيق التقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتهيئة البيئة التربوية المحفزة للابداع والتميز والابتكار باعتبار ان طلبة المدارس هم صناع القرار في المستقبل الذين تتوقف عليهم قيادة عجلة التنمية في مختلف المجالات. وبين "ان حديث جلالة الملك عن الواسطة والمحسوبية وعدم التهويل والمبالغة في الحديث عنها يعني لنا في المؤسسة التربوية رسالة تربوية بان نعمل على اسس العدالة كرافعة حقيقية لدفع الجميع للعمل وغرس روح الاعتماد على الذات في نفوس الطلبة وتحقيق الاطمئنان النفسي لديهم بان نتائج جهودهم واعمالهم ومثابرتهم ستحقق لهم المستقبل المشرق" لافتا الى ان جلالة الملك اكد ان معيار المواطنة والانتماء مرتبط بمقدار العطاء لهذا الوطن الذي سيتجاوز كل الصعوبات بهمة ابنائه.
 
وقال الدكتور بدران ان تركيز جلالته على موضوعات الوطن البديل والدور الاردني المزعوم في الضفة الغربية هي مسائل ينبغي ان يتفهمها الطلبة من خلال ثوابت الموقف الاردني بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني واستمرار الدعم لهم ما يسهم في تحصينهم فكريا وتربويا ضد هذه المزاعم. واضاف ان حديث جلالته عن انتشار ظاهرة العنف الغريبة على مجتمعنا الاردني المعروف بقيم التسامح والوسطية يقتضي من الاسرة التربوية غرس قيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر في نفوس الطلبة وتعويدهم على الحوار كاساس لحل المشكلات وعدم اللجوء الى العنف الذي لا يولد الا المزيد منه. وقال ان المعلم حظي باهتمام خاص في حديث جلالته الذي وصفه بالاب وصانع الاجيال لان المعلم ليس مجرد موظف وانما صاحب رسالة نبيلة تتمثل بتشكيل عقلية الطلبة وتوجيه سلوكهم، وهذه بحسب بدران مسؤولية كبيرة تتطلب من المعلمين الكثير من العمل والجهد الدؤوب لصناعة المستقبل المشرق للاردن والاردنيين. وفيما يتعلق بخطة الوزارة التطويرية اكد بدران انها تنطلق من المدرسة باعتبارها وحدة التطوير الاساسية وقاعدة للتغيير مشيرا الى عدم جدوى أي عمل ينفذه المركز ولا تنعكس نتائجه على الطالب والمعلم والمدرسة بشكل عام.
 
وقال وزير التربية والتعليم ان الخطة تتضمن تطوير المدرسة بعناصرها الاربعة المعلم والطالب والادارة والبيئة المدرسية وزيادة المحتوى النوعي الذي تقدمه المدرسة للطالب ليكون قادرا على التواءم مع متطلبات المجتمع وتزويده بمهارات الحاسوب والاتصال والمهارات المهنية والاكاديمية والريادية التي تمكنه من انشاء مشروعه الخاص ليكون اضافة نوعية للاقتصاد الوطني وليس مجرد باحث عن الوظيفة.
واوضح ان الوزارة تعمل حاليا على تطوير التعليم المهني وتعزيزه ليصبح تعليما نوعيا تكنولوجيا متقدما جاذبا للطلبة ومقبولا عند اولياء الامور مشيرا الى ان التعليم المهني يضم20 بالمئة من مجموع الطلبة في المملكة مقارنة بـ50 بالمئة في الدول المتقدمة مبينا ان الوزارة تسعى الى الوصول لهذه النسبة وفق الخطة المعدة لذلك.
واشار الى ان الوزارة تسعى الى ازالة الامية الحاسوبية من خلال تمكين الطلبة من امتلاك مهارات الحاسوب وتاهيل المعلمين واشراكهم في دورات (اي سي دي ال) و(ورلد ليتكس) و(انتل)وربط المدارس بشبكة الانترنت الداخلية مقدرا عدد المدارس المربوطة عليها بنحو ثلاثة الاف من اصل3600 مدرسة حكومية الى جانب التوسع في انشاء مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز بواقع مدرسة في كل محافظة.
وقال ان الوزارة بدأت تنفيذ برنامج للتواصل مع المعلم من خلال البريد الالكتروني والرسائل القصيرة وتمكينه اقتصاديا ومهنيا وثقافيا مشيرا الى العلاوات الاخيرة التي اقرتها الحكومة لتحسين المستوى المعيشي للمعلم والتي ستصل مع نهاية العام الحالي الى90 بالمئة من الراتب الاساسي ومئة بالمئة في1/1 /2012 .
واضاف ان توجهات الحكومة بعدم ترحيل المشكلات والهموم الوطنية ومعالجتها اولا باول انطلاقا من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ادى الى اتخاذ حزمة من القرارات والاجراءات الرامية الى النهوض بالعملية التعليمية والتربوية وتوفير سبل العيش الكريم للقائمين عليها.
وعلى الصعيد الاداري قال الدكتور بدران ان البعثات الدراسية والوظائف الادارية في الوزارة اصبحت متاحة لجميع المعلمين وتم انشاء برنامج للسلف القصيرة الطارئة فضلا عن وجود برنامج لتاهيل المعلمين قبل دخولهم الى الغرفة الصفية يتضمن تدريب المعلمين لمدة ستة اشهر وبواقع700 ساعة تدريبية بالتعاون مع الجامعات الحكومية والخاصة.
وبين ان الوزارة بصدد تشكيل لجنة استشارية تضم42 شخصا منهم30 معلما و12 مديرا بحيث تتولى اللجنة متابعة امور المعلمين من خلال عقد لقاءات منتظمة مع الوزير لاطلاعه على ابرز الهموم والقضايا التي تواجههم في الميدان التربوي ووضع الحلول العملية لها اولا باول.
وفيما يتعلق بتطوير المناهج اوضح بدران انها عملية مستمرة تسير وفقا للتطورات العلمية والتكنولوجية العالمية المتسارعة مؤكدا ان الوزارة تعتمد في عملية التطوير على مجموعة من الخبراء والمختصين الاردنيين خصوصا من الجامعات الاردنية باعتبارهم القادرين على اداء عملهم الوطني بكفاءة واقتدار ولكنهم في ذات الوقت منفتحين على التجارب العالمية الناجحة في مجال تطوير المناهج للافادة منها واكتساب الخبرات اللازمة في هذا الاطار.
واضاف ان بعض المناهج تضم بعض المعلومات غير المتجانسة ما يستدعي اجراء عملية مراجعة لاعادة التماسك للمنهاج والتركيز على جوهر الفكر الذي يحمله باسلوب يجعل الطالب قادرا على التفكير بالموضوع الذي يدرسه ويمكنه من استخدام العلم في حياته العملية وصولا الى الطالب الذي يستطيع حل المشكلات واكتساب المهارات وليس الطالب القادر على حفظ المعلومات فقط.
 
وقال ان المناهج يجب ان تبنى بشكل يمكن الطلبة من امتلاك مهارات اللغة العربية بشكل تام الى جانب اللغة الانجليزية معتبرا ان استعمال اللغة في التخاطب اليومي امر سهل في حين يجب التركيز على جعل اللغة جزءا من ادوات تفكير الطلبة ما يستدعي تطوير المنهاج ليكون علميا رصينا يسهم في ايجاد حالة من التفكير والتفاعل لدى الطالب وليس مجرد منهاج مليء بالمعلومات.
وعن التربية الصحية والبدنية للطلبة اشار الدكتور بدران الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني وزع قبل نحو اسبوعين الجوائز على المشاركين في جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية اذ بلغ عدد الطلبة المشاركين فيها نحو450 الف طالب وطالبة، موضحا ان خطة الوزارة خلال العامين المقبلين تتضمن زيادة عدد المشاركين في الجائزة الى نحو700 الف طالب وطالبة.
وقال ان الوزارة ستنفذ بالتعاون مع وزارة البلديات وامانة عمان والثقافة العسكرية برنامجا لاقامة معسكرات رياضية وثقافية للطلبة خلال العطلة الصيفية في المدارس تدعمها لاول مرة وزارة البلديات بحيث تتبنى كل بلدية مدرستين او ثلاث مدارس الطلبة فيها نشاطات رياضية وثقافية متنوعة.
وفيما يتعلق بانشاء جسم تمثيلي للمعلمين مثل اتحاد المعلمين، قال بدران ان مجلس الوزراء سيعمل كل ما يعود بالنفع على المعلم في اطار القانون والدستور.
وعن استعدادات الوزارة لاجراء امتحان الثانوية العامة، اكد ان كوادر الوزارة انهت جميع الاجراءات الادارية والفنية المتمثلة بالمراقبين ورؤساء القاعات وتحديد القاعات ومصححي الامتحان والمدققين ومدخلي البيانات وتوفير القرطاسية والادوات اللازمة الى جانب اجراء فحص للبرمجيات والاجهزة المتعلقة بالامتحان من قبل فريق متخصص في اختبار نوعية البرمجيات داعيا اولياء الامور الى تخفيف العبء النفسي عن ابنائهم ليتسنى لهم التقدم للامتحان براحة وطمأنينة.
 
وردا على سؤال حول تغيير آليات اجراء امتحان الثانوية العامة، قال الدكتور بدران ان جميع دول العالم لديها امتحان عام اذ تدل الاحصاءات العالمية ان85 بالمئة من نتائج الطلبة في المدارس تكافئ نتائجهم في الامتحان العام ما يدل على قدرة الامتحان العام على تقييم مستوى الطلبة مبينا في الوقت ذاته ان تخفيف العبء النفسي عن الطلبة يتطلب تخفيف عدد المواد التي يمتحنون فيها.
واضاف في هذا الاطار ان الوزارة تدرس امكانية اعادة ترتيب عدد المواد التي يمتحن فيها الطلبة شريطة دراسته لجميع المواد المقررة بحيث يتقدم لثلاث او اربع مواد اجبارية واربع مواد يختارها الطالب بحسب رغبته في الدراسة الجامعية وبذلك يدرس الطالب جميع المواد التي تقررها الوزارة ويتقدم للامتحان بالمواد التي يريدها.
وعزا بدران تعيين امين عام ثالث للوزارة الى طبيعة مهام الوزارة وتركيبتها وحجمها اذ يبلغ عدد موظفيها نحو80 الف وعدد المدارس الحكومية نحو3600 مدرسة وعدد الطلبة نحو مليون ومئتي الف طالب فضلا عن وجود40 مديرية تربية وتعليم يتطلب التواصل معها عن كثب وجود شخص متخصص لمتابعة مشروعاتها وتقييمها والوقوف عليها اولا باول.
وفيما يتعلق بالتسرب المدرسي اكد بدران ان الوزارة ستعالج هذه المشكلة عبر ثلاثة محاور اولها انشاء علاقة جيدة بين المعلم والطالب تستند الى الاحترام والتقدير والثاني تحسين البيئة المدرسية داخل المدرسة لتكون اكثر جاذبية للطلبة والثالث اشراك المجتمع في حل مشكلات الطلبة وجعل المجتمع المحلي شريكا رئيسيا في العملية التدريسية والتربوية.
وكشف وزير التربية والتعليم عن انشاء جائزة للتفوق الطلابي في الآداب والعلوم يعلن عن الفائزين فيها في حفل يقام بالتزامن مع عيد الجلوس الملكي. بترا