صحيفة العرّاب

700 مليون دينار الدخل السياحي في الربع الاول من العام الحالي

حقق القطاع السياحي عائدا على الاقتصاد الوطني بلغت قيمته خلال الربع الاول من العام الحالي حوالي 700 مليون دينار.

 وارتفع هذا العائد بنسبة 3ر31 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي متجاوزا بذلك تداعيات الازمتين المالية والاقتصادية العالمية.
 
وقال مديرعام هيئة تنشيط السياحة نايف حميدي الفايز ان نجاح قطاع السياحة الاردني بتجاوز الازمة المالية العالمية مؤشر على قوته يستمدها في تنوع المنتج السياحي الوطني وهو ما يميز الاردن كوجهة سياحية فريدة ومتميزة.
 
واضاف الفايز في ندوة حوارية في وكالة الانباء الاردنية (بترا) ادارها مديرعام وكالة الانباء الاردنية الزميل رمضان الرواشدة اليوم ان الهيئة تستمد دعمها وقوتها من جلالة الملك عبدالله الثاني حيث اوعز للحكومات المتعاقبة بضرورة وضع تصورات وخطط مستقبلية للنهوض بالواقع السياحي في المملكة وتنفيذ حملات داخلية وخارجية للترويج للمناطق السياحية والاثرية والتاريخية والدينية لما للسياحة من دور في دعم اقتصاد المملكة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
 
وبين اهمية قطاع السياحة بالنسبة للاقتصاد العالمي بشكل عام والاردن بشكل خاص حيث تعتبر من اهم القطاعات التي ترفد الناتج المحلي الاجمالي للاقتصاديات في مختلف دول العالم بنسبة 15 بالمئة وتوفر فرص تشغيل للايدي العاملة في مختلف دول العالم بنسبة 11بالمئة من مجموع الايدي العاملة في القطاعات الاخرى حسب احصائيات منظمة السياحة العالمية.
 
واشار الى ان العام الماضي كان بداية الازمة المالية العالمية حيث بينت منظمة السياحة العالمية انه حصل تراجع بنسبة 6-7 بالمئة من زوار الدول بشكل عام ولكن الاردن استطاع الحفاظ على مستوى نمو بسيط يعتبر انجازا في هذه المرحلة الصعبة بشهادة منظمة السياحة العالمية، والتي اعتبرت الاردن من الدول القليلة التي استطاعت الحفاظ على مستوى نمو بزوار المبيت للمملكة بنسبة 6ر1 مقارنة بدول عديدة شهدت انخفاضا بعدد زوار المبيت بنسبة 4-6 بالمئة.
 
ولفت الفايز الى ان الاستراتيجية الوطنية للسياحة تهدف الى تحقيق مجموعة من الغايات الرامية الى تنمية الواقع السياحي وذلك من خلال مجموعة من السياسات والبرامج الرامية الى تعزيز البناء المؤسسي لقطاع السياحة وتحديث اجهزة الادارة السياحية وتزويدها بالكفاءات والمهارات التخصصية واستكمال اصدار وتحديث منظومة التشريعات السياحية اضافة الى تطوير المنتج السياحي وتهيئة مناطق سياحية واعدة لمواكبة متطلبات الانماط المختلفة للنشاط السياحي.
 
وقال ان الاستراتيجية الوطنية للسياحة تسعى الى تحفيز وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع بما يتوافق والزيادة في اعداد السياح، عدا عن الارتقاء بجودة الخدمات السياحية بما يتلاءم مع المواصفات الدولية وتقديم الخدمات اللازمة للسياح في المواقع السياحية والمحيط السياحي والعمل على زيادة عدد الموارد البشرية المؤهلة بما يتسق والزيادة في حركة الاستثمارات السياحية.
 
واكد ان الاستراتيجية حققت للقطاع السياحي الاردني نموا ممتازا، مبينا ان فرص النمو في هذا القطاع ما زال مفتوحا من خلال توفير البنية التحتية وتسهيل التشريعات التي تتواءم مع توفير بيئة مناسبة للاستثمار الواعد في المملكة.
 
وشدد على ان الهيئة ركزت من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة على النوعية لا على الكم فقط في استقطاب الزوار وهي نقطة مهمة خاصة ان المنتج السياحي متنوع، وبسببه تم التغلب على الازمة المالية العالمية محليا ما جعل الهيئة تتطلع الى استقطاب اسواق وفرص اخرى وزوار جدد عكس دول كبرى معروفة تراجعت سياحيا.
 
واكد الفايز ان القطاع السياحي وفر 40 الف فرصة عمل، متوقعا ان يخلق حوالي 20 الف فرصة خلال خمس سنوات قادمة.
 
ونوه الى ان القطاع السياحي في الاردن ينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا، مشيرا الى اننا شعب مضياف ولا فرق عندنا اذا كان الضيف في البيت والمطعم او في الفندق، فالمواطن يقف على رأس اهتمامات الزائر ويخدمه من لحظة وصوله الى لحظة مغادرته البلد.
 
واشار الى ان القطاع السياحي في الاردن كان يواجه ضعفا في توفير العمالة المحلية لوجود ثقافة العيب في العمل الفندقي السياحي الا ان النظرة تغيرت حاليا حيث اصبح اكثر العاملين في هذا القطاع من الشباب الاردنيين وهذا مؤشر ايجابي نتطلع اليه منذ سنوات.
 
وعن توجهات القطاع السياحي اكد الفايز ان وزارة السياحة والاثار تعكف الان على مراجعة الاستراتيجية الوطنية للسياحة والعمل على تحديث الارقام الاحصائية التي تعكس واقع السياحة الحالي، مشيرا الى ان الاستراتيجية الوطنية ستكون جاهزة للعرض على القطاع السياحي والمسؤولين في نهاية العام الحالي.
 
وبين ان موسم السياحة الرئيس في المملكة هو فصل الصيف كونه الاكثر استقطابا للسياح الاجانب والعرب، داعيا جميع الجهات ذات الاختصاص الى الاستعداد لاستقبال هذا الموسم، لافتا الى ضرورة تضافر كافة الجهود للعمل على انجاح الموسم وخاصة الاعلاميين الذين ينقلون الصورة الصحيحة عن هذا المنتج المتميز في الاردن.
 
واكد الفايز ضعف المخصصات المالية للهيئة التي تقدر بـ 7 ملايين دينار سنويا رافضا على هذا الأساس مقارنة الترويج الذي يحدث من قبل بعض الدول العربية للأماكن السياحية على أراضيها مع ما تقوم به الهيئة للترويج للأماكن السياحية الاردنية كون المخصصات المالية لديهم تقدر بعشرات الاضعاف، ومع ذلك فالهيئة لا تدخر جهدا في العمل بشكل دؤوب للترويج للمناطق السياحية والاثرية الاردنية.
 
ونوه الى انه بالرغم من الامكانات المحدودة للهيئة الا انها تعمل بطرق غير تقليدية واساليب جديدة ومستحدثة، فالموازنة لا تشكل سوى 10 بالمئة من موازنات دول الجوار للترويج السياحي لكننا نقوم بما بتقوم به دول كبرى ذات موازنات هائلة للترويج السياحي.
 
واشار الى ان الاستراتيجية الوطنية للسياحة حددت 2 بالمئة من الدخل السياحي في الاردن للترويج، مبينا ان دور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله كان كبيرا في تسويق الاردن في كافة المحافل العالمية والمؤتمرات الدولية.
 
وعبر الفايز عن امله بزيادة المخصصات المالية للهيئة من أجل التوسع في نشاطها، مبينا أن هيئة تنشيط السياحة تقوم بعمل يوزاي الدول المهمة سياحيا في المنطقة والتي تروج لأماكنها بشكل قوي لتنوع المنتج السياحي وجودته وتميزه، داعيا الى اعادة النظر بطريقة دعم الهيئة التي تعمل ليل نهار على الترويج للمملكة.
 
وفي معرض اجابته على اسئلة الحضور قال الفايز ان اسعار السياحة في الاردن مقارنة بدول الجوار جيدة فهي تقدم منتجات سياحية ومنشآت فندقية متكاملة وتفي بحاجة السائح، مبينا ان الاسعار هي مسألة عرض وطلب واحيانا يكون الضغط على المنشأة الفندقية خلال فترة محددة وهي نهاية الاسبوع وهي فترة ازدحام وبالتالي تكون الاسعار مرتفعة.
 
واشار الى ان الهيئة تعمل حاليا على الاستثمار في فنادق ثلاثة نجوم للتسهيل على المواطنين وتقديم اسعارمناسبة، وهذا لا يعني ان الفندق اقل اهمية من غيره حيث يلتزم بالنظافة والجودة الا ان فنادق الخمس نجوم تتميز بالخدمات الاضافية، مشيرا الى ان نظام المنشآت والفنادق والمطاعم السياحية الجديد يركز على النوع وليس الكم.
 
وحول الثقافة السياحية قال الفايز انها تبدأ منذ الصغر وتستمر في المدرسة والجامعة وليس في مراحل متقدمة، مبينا ان وسائل الاعلام المختلفة لها دور مهم في الترويج لكافة المنتجات السياحية الدينية والطبيعية والعلاجية والتاريخية والاثار وسياحة المغامرة وتسعى لاطالة مدة اقامة السائح في الاردن.
 
واوضح ان هناك نقلة نوعية في معدل اقامة الزائر بما يعادل 8ر4 يوم وبعض المجموعات تقضي ما بين 7- 10 ايام وهي نقلة نوعية في استقطاب السياح.
 
وكشف الفايز عن ان الهيئة تنسق مع الجهات المختصة باعتماد رقم مجاني لتلقي الشكاوى والاستفسارات لاستخدام السائح في حال وجود مشكلة في الاسعار والخدمات لتوفير الراحة والامان للسياح.
 
وعن مكاتب الهيئة في الخارج قال انه يوجد 11 مكتبا في انحاء مختلفة من العالم تابعة للهيئة وهي نوعان مكاتب تتبع مباشرة للهيئة يعمل فيها موظفين اردنيين ومكاتب تمثيلية تعمل بها شركات علاقات عامة وترويج مختصة ولا تتبع الهيئة مباشرة، مشيرا الى ان اغلب المكاتب متواجدة في اوروبا وامريكا مثل كندا والولايات المتحدة الامريكية وهي اسواق تقليدية.
 
وبين الفايز ان هناك اسواقا واعدة في الصين والهند تستقطب السياح من كلا الدولتين وهي اسواق كبيرة، لافتا الى ان الهيئة تعمل بالشراكة مع قطاعات مختلفة مثل الخطوط الجوية الملكية المباشرة التي تصل كوالالمبور مرورا بدول جنوب شرق اسيا مثل سنغافورة وجاكارتا وبانكوك وهونغ كونغ وهي خمسة بلدان واعدة ويوجد لديها امكانات كبيرة.
 
واشار الى ان السوق العربي من اهم الاسواق للسياحة في الاردن مثل لبنان وسوريا ودول الخليج العربي ومصر والمغرب العربي.
 
وقال الفايز ان سياحة الترانزيت في الاردن مهمة لاطالة مدة اقامة السائح حيث تعد له برامج تناسب مدة اقامته والتي تكون من يوم الى يومين يمر خلالها بعدة مدن اردنية ويعمل خلالها على التسوق وممارسة كافة النشاطات التي يرغب بها واسرته مرتادا السينمات والمسارح والمتنزهات والاماكن الترفيهية وهذا يمثل رديفا كبيرا للدخل السياحي في الاردن.
 
وفي نهاية اللقاء اكد الفايز ان هيئة تنشيط السياحة تعمل على تجاوز الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية من خلال تكثيف نشاطها التسويقي، وتولي اهتماما خاصا لأسواق جديدة مثل الهند والصين وهي أسواق كبيرة تشكل مصدرا كبيرا وهاما للسياحة العالمية، بالإضافة إلى الأسواق السياحية في القارة الأميركية الجنوبية.(بترا)