- شهدت الأيام الماضية تزايدًا في شكاوى مواطنين من أعراض التسمم الغذائي، كالإسهال والاستفراغ، عقب تناولهم البطيخ، بحسب ما أفاد به عدد من شهود العيان لـ عمون.
عمون وجهت سؤالا لمدير إدارة المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور عماد أبو اليقين، حول رصد ارتفاع في حالات التسمم الغذائي، وعما إذا كان للبطيخ أو الفواكه الصيفية الأخرى أي علاقة بهذه الحالات.
الدكتور أبو اليقين أكد لـ عمون، أن البطيخ بحد ذاته ليس بالضرورة مُحمَّلًا بفيروسات أو بكتيريا، وإنما هو بطبيعته يحتوي على ألياف وكمية عالية من السوائل والسكريات، مما قد يؤدي إلى الإسهال لدى بعض الأشخاص عند تناول كميات كبيرة منه، وفي الحالات التي يكون فيها البطيخ غير ناضج تكون أكثر شيوعًا.
وأوضح أن هذا مشابه لما يحدث لدى بعض الأشخاص عند تناول الوجبات السائلة من الشوربات والشوربات الخضراء، حيث يشعرون بأعراض في الجهاز الهضمي ليست بالضرورة ناتجة عن تلوث، بل بسبب طبيعة الطعام وكميته وتشكل إسهالًا فسيولوجيًا.
وفيما يتعلق بالبطيخ على السكين، شدد الدكتور أبو اليقين على أن ذلك قد يكون مصدرًا للعدوى إذا لم يتم غسل البطيخة من الخارج، أو تعقيم السكين، أو غسل أيدي البائع، مؤكدًا ضرورة التأكد من نظافة الأدوات والأيدي عند شراء وتناول البطيخ.
كما أشار إلى أن وجود الحشرات، خاصة الذباب، يلعب دورًا في نقل البكتيريا إلى الفواكه المكشوفة، مما قد يؤدي إلى التلوث.
مراقبة التسمم الغذائي والأمراض الموسمية
وأشار الدكتور أبو اليقين إلى أن الوزارة لم ترصد أي ارتفاع غير معتاد في حالات التسمم الغذائي خلال الفترة الحالية، مؤكدًا أن النشاط المسجل ضمن المعدلات الموسمية المتوقعة لهذه الفترة من السنة.
وبيَّن أن الأمراض الموسمية في الصيف تشهد عادة نشاطًا في نوعين رئيسيين من الحالات: التسمم الغذائي الناتج عن تناول طعام ملوث أو غير مطهو جيدًا أو فاسد نتيجة تعرضه لعوامل بيئية، والالتهابات المعوية الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية، التي تنتقل عبر وسيط أو عبر تلوث مباشر أو متقاطع، مثل تلوث الطعام أو الأيدي أو أدوات الطعام.
وأضاف أن هناك قسمًا مختصًا في الوزارة يتابع ويرصد الحالات ويجري الاستقصاءات اللازمة عند وجود حالات لها عوامل مشتركة، خاصة إذا كانت مرتبطة بمطعم أو مصدر واحد أو وجبات مشتركة سواء كانت خضارًا أو فاكهة أو طعامًا. كما أن الممارسات الصحية الشخصية لها دور كبير في الوقاية.
إجراءات الوقاية وأهمية النظافة
وأكد أن غسل الفواكه جيدًا قبل تناولها، واستخدام أدوات نظيفة ومعقمة عند تقطيعها، وحفظها في الثلاجة بشكل مغطى، كلها إجراءات أساسية للوقاية.
وأشار إلى أن البطيخ وغيره من الفواكه مثل الشمام والعنب والفراولة والمشمش، تعتبر حساسة للحرارة وقد تتلف بسرعة إذا لم تُحفظ بالشكل الصحيح، مما يزيد احتمالية تلوثها.
ولفت أيضًا إلى أن صحة الأمعاء لدى الإنسان تلعب دورًا مهمًا في مقاومة العدوى، فالأشخاص الذين يتمتعون بجهاز هضمي صحي وعادات غذائية سليمة قد لا يتأثرون بسهولة بكميات صغيرة من البكتيريا، على عكس من لديهم مشكلات صحية في الأمعاء.
واختتم الدكتور أبو اليقين بالتأكيد على أن الممارسات الصحية السليمة، سواء في غسل الفواكه والخضروات، أو في تعقيم الأدوات، أو في حفظ الطعام في ظروف مناسبة، هي الأساس في الوقاية من التسمم الغذائي والالتهابات المعوية
عمون