صحيفة العرّاب

جرش 39… هنا الأردن ومجده مستمر

 

في كل عام، تفتح مدينة جرش أبوابها على التاريخ والمستقبل معًا، لتستقبل مهرجانها الذي أصبح تقليدًا وطنيًا وثقافيًا ينتظره الأردنيون والعرب بشغف واعتزاز. مهرجان جرش للثقافة والفنون، بنسخته التاسعة والثلاثين، ليس مجرد احتفال موسمي، بل هو نبض الأردن الثقافي، وإرثه المتجدد الذي يثبت للعالم أن الحضارة لا تنطفئ، وأن المجد الأردني مستمر.

عبق التاريخ ووهج الحاضر

حين تُذكر جرش، تتداعى إلى الذاكرة أعمدة المدينة الرومانية، شوارعها الحجرية، ومسرحها الجنوبي الذي صمد قرونًا ليروي قصص حضاراتٍ مرّت من هنا. وفي مهرجانها السنوي، تعود تلك الأحجار لتنبض بالحياة، ويعلو صوت الفن على مدرجات التاريخ، حيث تختلط إيقاعات الموسيقى بصدى الزمن العريق.

منصة للإبداع الأردني والعربي

على مدار سنواته، احتضن مهرجان جرش كوكبة من نجوم الفن العربي، وكان منصة للإبداع المحلي، وفرصة لاكتشاف المواهب الجديدة. وها هو "جرش 39" يستكمل المسيرة، جامعًا بين الطرب الأصيل والعروض الحديثة، وبين الفنون الشعبية والتراثية والمعاصرة، في مزيجٍ فريد يعكس تنوع المشهد الثقافي العربي، وروح الأردن الجامعة.

رسالة حضارية

أكثر من مجرد احتفال، يحمل مهرجان جرش رسالة حضارية راسخة: أن الأردن، رغم كل التحديات، يبقى منارة للفن والحوار، وموئلًا للإبداع والسلام. فهو مهرجان يتجاوز الفكرة الترفيهية، ليكون تعبيرًا عن الهوية، وعن تمسك الأردنيين بثقافتهم، وإيمانهم بأهمية الفن في بناء الوعي وتعزيز الانتماء.

ختامًا

"جرش 39" هو امتداد لمسيرة بدأت قبل عقود، وهو وعد بأن الأردن سيبقى حاضرًا على خريطة الفعل الثقافي العربي والدولي. هنا الأردن… وهنا جرش، حيث يلتقي المجد القديم بالإبداع الجديد، وتُكتب قصة مستمرة عنوانها: "الفن حياة… والمجد مستمر."