في لحظةٍ امتزج فيها الفن بالعاطفة، والوطن بالألحان، أطلّ الفنان نايف أبو الزايد على المسرح الرئيسي ليقدّم واحدة من أروع أمسياته الغنائية، وسط حضور جماهيري غفير توافد بشغف ليعيش ليلة مفعمة بالفخر والانتماء.
بصوته الصادق ونبراته التي تفيض حبًا، قدّم أبو الزايد باقة من أجمل الأغاني الوطنية التي لامست الوجدان وألهبت مشاعر الحضور، فترددت كلماتها في أرجاء المكان كأنها أنشودة جماعية تُغنّى من القلب. كل أغنية كانت رسالة، وكل نغمة كانت وعدًا بالولاء والانتماء، وكل لحظة كانت احتفالًا بالعراقة والهوية.
أبدع أبو الزايد في تجسيد روح الوطن، وهو ينتقل بسلاسة بين الأغاني التي تروي تاريخه، وتحتفي بأمجاده، وتستحضر بطولات أبنائه. كانت الأغاني تتدفّق كأنها صلاة حبّ للأرض، تُشعل في النفوس شعلة لا تنطفئ من الفخر.
هذه الليلة لم تكن مجرّد عرض فني، بل كانت موقفًا وطنيًا بامتياز، اجتمع فيه الفن مع الإحساس الصادق، ليؤكد أبو الزايد أنه لا يغنّي فقط، بل يُجسّد الوطن بصوته وأدائه.