الخشمان: كلمة الملكة رانيا جسدت الموقف الأردني في نصرة فلسطين
ثمّن رئيس كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية، النائب الكابتن زهير محمد الخشمان، الكلمة التي ألقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في مقر الأمم المتحدة خلال الاجتماع رفيع المستوى لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد «إعلان ومنصّة عمل بكين»، مؤكّدًا أنّ الخطاب شكّل لحظةَ مواجهةٍ أخلاقية مع ازدواجية المعايير الدولية، ورسالةً سياسية واضحة تُحمّل العالم مسؤولية حماية النساء في مناطق النزاع، وفي القلب منها غزة.
وقال الخشمان إن جلالتها خاطبت ضمير العالم بعبارة قاطعة: «الصمت رسالة بحد ذاته، ورسالة خطيرة تفيد بأن بعض النساء يُستحق الدفاع عنهن، وأخريات لا»، وهو توصيف يفضح صمتًا طال أمده حتى «بلغ مداه في غزة»، ويحوّل التغافل الدولي إلى تواطؤٍ مع معاناة النساء والفتيات تحت الحرب والحصار.
وأضاف أنّ الخطاب لم يكتفِ بالتعاطف، بل قدّم وقائع صادمة تُلزم بصنع القرار؛ إذ أكدت جلالتها أن حرب إسرائيل على غزة خفّضت متوسّط عمر المرأة هناك بنحو ثلاثين عامًا، وهو رقم يلخّص حجم الكارثة ويكشف أثر العنف المسلّح على الحقّ في الحياة والكرامة. كما استشهدت بصور ميدانية: عمليّات قيصرية على ضوء المصابيح ومن دون تخدير، وأمهاتُ حديثات الولادة لا يملكن القوت ولا الحليب لإرضاع أطفالهن. هذه الشهادات تنقل النقاش من العموميات إلى مسؤوليةٍ قانونيّةٍ محدّدة.
وأكد الخشمان أنّ خطاب جلالة الملكة امتدادٌ طبيعي لثبات الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في نصرة فلسطين ورفض الجرائم والانتهاكات، وأنّ الجبهة الأردنية الموحّدة تضع كرامة الإنسان في صدارة الأولويات، وتعيد تعريف دور الأمم المتحدة من منصّة بيانات إلى جهةِ فعلٍ ومساءلة.
ودعا رئيس الكتلة المجتمع الدولي إلى ترجمة النداء الملكي إلى إجراءاتٍ فوريةٍ عملية:
1. وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات بلا عوائق، وتوفير الحماية الخاصة للنساء والفتيات في مناطق النزاع؛
2. تفعيل آليات المساءلة الدولية بحقّ منتهكي القانون الدولي الإنساني؛
3. تمويلٍ مستدام لبرامج المرأة في الأزمات، بوصفها خطّ الدفاع الأول عن الأسرة والمجتمع؛
4. مراجعة منظومات الإنذار والحماية في الأمم المتحدة بما يمنع تكرار فجوة الاستجابة التي كشفتها حرب غزة. هذه المطالب تنسجم مع دعوة جلالتها إلى «تحرّكٍ حاسم» لا يزن حقوق النساء بميزان المصالح السياسية.
واختتم الخشمان بالتأكيد أن ما جاء في خطاب جلالة الملكة يمثل خريطة طريق سياسية وأخلاقية، وأن الكتلة ستعمل على تحويل هذه الرسائل إلى مواقف رسمية وقرارات برلمانية، مشدداً على أن الأردن سيبقى رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين وصون حقوق النساء في وجه الظلم والعدوان.