في كل مؤسسة – شركة - أو وزارة، يظهر شخص واحد تتكرر ملامحه في كل مكان…
ذلك الذي يقدم نفسه على أنه “المنقذ” — بطل اللحظات الحرجة الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
يتحرك بثقة، يتحدث بصوت عال، ويقنع الجميع بأن المؤسسة على وشك الانهيار...
وأنه وحده من يملك مفاتيح النجاة.
لكن الحقيقة أن هذا “المنقذ” هو من يصنع الفوضى أولًا،
ثم يعود ليطفئها فيصفق له الجميع.
يخلق المؤامرات و الأزمات … ليظهر بعدها في صورة البطل.
هو من يقنع أصحاب القرار أن الخطأ ليس فيهم،
ولا في الإدارة، بل في الآخرين “في كل من يعمل بصدق وهدو”ء.
ومع الوقت يبدأ بتهميش الكفاءات الحقيقية
ويزرع الشكوك حولهم:
“فلان محسوب على فلان”.
“فلان لا يفهم.”
“علان يسبب المشاكل.”
“أنا الوحيد اللي عارف شو بصير.”
“انا الصادق الامين و بخاف على مصلحتك سيدي”
حتى يصبح هو المرجع الوحيد،
بينما يتحول الباقون إلى مجرد ديكور إداري.
هذه الشخصية لا تزدهر إلا في بيئة يغيب عنها الوضوح و الشفافيه والمساءلة،
حيث يقاس النجاح بالصوت العالي احيانا او بالمراوغة او بالتملق و النفاق الزائد لا بالإنجاز الحقيقي.
فترى “المنقذ” ينتقل من مكان لآخر،
يبيع الوهم.. ويزرع الخوف..
ويُقنع الجميع بأنه “الضرورة التي لا يمكن الاستغناء عنها”.
لكن الخطر الأكبر… حين يتسلل هذا النموذج إلى مواقع صنع القرار.
عندها لا يضر المؤسسة فحسب .... ولك ان تتخيل ابعادها.
يا أصحاب القرار:
احذروا من “المنقذ المزيف” الذي يزرع الفوضى ليُحكم السيطرة،
ويُبعد الأكفاء ليبقى وحيدًا في المشهد.
راقبوا النتائج لا الضجيج، والحقائق لا الحكايات ولا ترتجفو باتخاذ قراراتكم.
فـ المنقذ الحقيقي لا يحتاج الى خلق المؤامرات و حبك الحكايا ليطيل وجوده في المكان ويقصر فترة وجودك ،
بل يرفع الأداء.
ولا يبني مجده على إسقاط الآخرين،
بل يرفع الجميع معه