الملك في البلد   ..
 
لعل في هذا العنوان اجابة موضوعية على تلك الهمسات والتساؤلات غير البريئة حول غياب الملك ضمن برنامج زياراته الخارجية  .
فالملك تجول وسط البلد والقى التحية على من صادفه هناك وقبل ذلك التقى بجمع من شخصيات كركية انتقته اللجان المختصة لمثل هذا النوع من الزيارات ، ووجه رسائل وطنية مهمة من قلب المحافظة الجنوبية .
حضور الملك عامل حيوي في طمأنة الاردنيين اذ  يشكل ضمانة لاستقرار الدولة وقدرتها على الاستمرار في حماية امن شعبها الاقتصادي والسلمي والمادي والمعنوي ، وهو حضور يسمو على كل العنعنات السياسية والاجتماعية ، ويجعل منه مركز التغيير ومرجع الثقة حين تخفق الحكومات وتتردد المسؤوليات. 
 
اما برنامج جلالته الخارجي فهدفه الحقيقي هو حضور الاردن : الخطاب  والموقف والطموح ، ودافعه  المعنوي هو الحركة المستمرة والتأثير الايجابي لتحقيق تفاعل دولي افضل مع قضايا الوطن وطموحاته .
  وذلك هو اساس التواصل الذي انشأه الملك المؤسس عبد الله الاول فوضع امارة شرق الاردن على الخارطة الدولية وصولا الى انتزاع الاعتراف الدولي باستقلال الدولة ، و كرسه جلالة المغفور له الملك الحسين في مرحلة طويلة من  بناء الدولة، وعززه حفظه الله جلالة الملك عبد الله الثاني منذ توليه سلطانه الدستورية  فرسّخه بكل عزم واقتدار .
 
جلالة الملك في البلد .. و في كل مكان من اجل البلد ،  حيث يلقى  القبول "في كل ميدان" ، وحسبي ان السر في ذلك  ادراكه لعظم الامانة التاريخية تجاه شعبه وامته .
 
فلا تعنيني شعارات الحكومة الانشائية لوصف نفسها بحكومة الميدان ، ولا يعنيني الخوض في فعالية  زياراتها الميدانية ، لكنني ما زلت اعجب ممن عمل عقودا في كنف الملك ولا يمتلك حتى "خيط قبس" من حضوره الشعبي والانساني في البلاد .
 
الملك في البلد ، وفي الميدان ،  بحضور القائد الذي يخدم قبل أن يُخدم، ويعطي قبل أن يأخذ، ويحمل همّ شعبه قبل همّ نفسه، يزرع الثقة والامل ويحترم كرامة الناس ويقيم  العدل ،  صادقا مع نفسه كما يصدق مع شعبه .