صحيفة العرّاب

الملك :العالم يواجه أزمات سياسية واقتصادية وثقافية تتطلب إجراءات فاعلة لمواجهتها

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان العالم يواجه اليوم أزمات عديدة سياسية واقتصادية وثقافية ومن المهم ان نتخذ اجراءات مناسبة ونعمل بشكل فاعل لمواجهتها والتغلب عليها، وأضاف جلالته في كلمة له خلال مأدبة العشاء الرسمية التي اقامها فخامة الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا والسيدة عقيلته في قصر الرئاسة في لشبونه مساء امس الأول تكريما لجلالته وجلالة الملك رانيا العبدالله والوفد المرافق لهما، ان الاردن والبرتغال شريكان في مواجهة مثل هذه الازمات والتحديات، وعبر جلالته في هذا الاطار عن ارتياحه لتطور العلاقات بين البلدين وازدياد حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بينهما بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص الاردني والبرتغالي، مشيرا جلالته الى ان شعبي البلدين يربطهما قيم ومصالح مشتركة، كما ان البلدين يتصفان بالاعتدال ويتطلعان باستمرار الى التعاون مع دول الجوار.

واعرب جلالته عن تقديره لدعم البرتغال المستمر للاردن، واستعرض الامكانات العديدة لانشاء شراكات بين البلدين، كما عبر عن أمله ان تسهم زيارته الحالية الى البرتغال في ايجاد آليات جديدة للتعاون على المستوى الرسمي وبين القطاع الخاص في البلدين اللذين تربطهما صداقة قوية ستساعد على ترسيخ روابط وعلاقات اعمق بين اوروبا والشرق الأوسط، وعلى صعيد الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط، اعاد جلالة الملك عبدالله الثاني التأكيد على ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا يزال يشكل تهديدا رئيسيا للامن العالمي، مبينا جلالته ان الشعب الفلسطيني يمر بمعاناة كبيرة وبخاصة في اعقاب العدوان على غزة، ومن المهم ان يستمر المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الانسانية له، وأكد جلالته أهمية العمل معا سعيا لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية تستند الى حل الدولتين، وهذا يعني للفلسطينيين دولة فلسطينية مستقلة، تمكنهم من تأمين مستقبلهم ومستقبل اطفالهم، وللاسرائيليين أمن حقيقي يتأتى من القبول من قبل جيرانهم والعالم.

واكد جلالته اهمية تعظيم القيم المشتركة والقبول المتبادل، معبرا عن اعتزازه بانطلاق رسالة عمان من الاردن التي تؤكد وتبرز دعوة الاسلام للتسامح وتعزيز التفاهم والحوار بين شعوب العالم، وأشار جلالة الملك الى أن الاردن مصمم على الاستمرار في خلق الفرص للشباب وتأمين المستقبل الافضل لهم، لافتا الى ما ينجز على طريق تحقيق الاصلاحات في شتى القطاعات مع التأكيد على عنصري الابداع والتميز، من جهته رحب الرئيس البرتغالي بالزيارة الرسمية الاولى التي يقوم بها جلالة الملك وجلالة الملكة الى البرتغال. واستذكر الزيارة التي قام بها وعقيلته الى الاردن العام الماضي، مبينا ان هاتين الزيارتين ساهمتا بشكل كبير في تطوير علاقات التعاون بين البلدين الصديقين، وأشار الى الدور الذي يمكن ان يقوم به رجال الاعمال والمستثمرون البرتغاليون في تدعيم علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، من خلال تكثيف الاتصالات مع نظرائهم الاردنيين لاقامة استثمارات مشتركة.

وتطرق الى العلاقات القوية التي تربط البرتغال بدول جنوب البحر المتوسط وما يجمعها بها من روابط تاريخية وثقافية "فهذه الروابط الخاصة تقربنا اكثر من العالم العربي، وتعزز المصالح المشتركة بين الاردن والبرتغال"، اللذين يعملان بشكل وثيق على تقوية الشراكة الاورو- متوسطية، وأشار الى ان البرتغال تتفق مع الاردن بأن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اولوية ذات بعد استراتيجي ليس فقط لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ولكن ايضا لضمان الامن والاستقرار العالميين، وعبر عن تقديره للجهود التي يبذلها الاردن بقيادة جلالة الملك لدفع عملية السلام واعادة إطلاقها، وقال "ان حكمة جلالة الملك وما يتصف به الشعب الاردني من اعتدال وانفتاح على الحوار والتفاني لتحقيق السلام مصدر للامل في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها عملية السلام حاليا"، مؤكدا ان الاردن شريك مهم للبرتغال لتحقيق تفهم وتقييم افضل للوضع في المنطقة وفي العمل على حل مشكلاتها. بترا