على الرغم من الرفض الأردني الصريح للرواية الإسرائيلية والاتهامات المصرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالوقوف وراء صواريخَ أطلقت الأسبوع الماضي من سيناء في اتجاه العقبة جنوبي البلاد وإيلات، تبقي مصادر أردنية على القاعدة وحماس في دائرة الاتهام.
وأكد الأردن أن الصاروخ –وهو من نوع غراد وقتل أردنيا وجرح أربعة- أطلق من سيناء، وهو ما نفته السلطات المصرية بداية، قبل أن تعود وتقر بأن الصواريخ أطلقت من أراضيها.
ونقلت مصادر مطلعة عن محققين في الأجهزة الأمنية أن الأردن يرفض بشدة الرواية الإسرائيلية التي تتهم حماس بالحادث، ولا يلتفت لما تورده وسائل إعلام مصرية عن أن جماعة تابعة للحركة أطلقت الصواريخ.
وتلفت المصادر التي تحدثت للجزيرة نت إلى أن الأردن لا يزال يتهم بإطلاق الصواريخ ما يعرف بـ"التوحيد والجهاد" أحد أفرع تنظيم القاعدة ووقعت بينه وبين حماس مواجهة في غزة العام الماضي.
لكن المصادر تستدرك بالقول إن "التحقيق لا زال جاريا وهناك معطيات يمكن أن تشير لحماس وهي أن الصاروخ من نوع غراد كما أن منطقة الإطلاق من مناطق نفوذ الحركة في مجالات التهريب والتخزين للأسلحة رغم أن المتهم الرئيس هو تنظيم القاعدة".
وحذّر كتاب ومحللون بارزون قبل أيام الأردن من الالتفات لما تنشره وسائل إعلام مصرية وإسرائيلية تتهم حماس في غزة بأنها وراء الصواريخ.
يقول الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان إن موقف الأردن يخضع لاعتبارات "فنية ومهنية" لا تدخل فيها الحسابات المصرية إزاء حماس وغزة.
وقال للجزيرة نت إن ما يهم الأردن التأكيد على أن مصدر الصواريخ سيناء وليس العقبة لنفي الصفة المحلية عن الحادث.
وتابع "الأردن لم يشترك في تحقيقات مصر التي تتحدث وسائل إعلامها عن اتجاهها لاتهام حماس أو مجموعات منشقة عنها".
ويرى أن الأردن رفض اتهام حماس مبدئيا ويدرك تماما أبعاد إسرائيل في الزج بحماس في دائرة الاتهام، ويضيف "لكن الأردن أبلغ مصر أنه سيفحص أي أدلة تؤيد اتهام حماس".
ويشير أبو رمان إلى أن ما يقلل الحماسة لاتهام حماس والتصعيد ضدها "عدم وجود حدود للأردن مع مناطق نفوذ حماس في قطاع غزة، وأنه ملتزم بدوره في تأهيل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية".
وزاد "لا توجد علاقات بين حماس والأردن، والطرفان حريصان على بقاء العلاقات في المنطقة الرمادية على الأقل وعدم انتقالها لمرحلة العداء، خاصة أن الأردن حسم أمره مبكرا بالمراهنة على السلطة الفلسطينية وحركة فتح".
حماس بدورها أبدت استعدادها للتعاون مع أي طرف عربي لاسيما مصر والأردن في التحقيق.
وقال التشريعي يحيى موسى النائب عنها في المجلس إن تحقيقات الحركة أكدت ألا علاقة لها بالصواريخ.
وأبلغ الجزيرة نت هاتفيا من غزة أن "منهج حماس واضح في أن معركتها مع العدو الصهيوني داخل أرض فلسطين وهي ترفض الدخول في أي أزمة مع دولة أو نظام عربي، وترى بأن الواجب ادخار جهود الأنظمة والشعوب العربية لصالح القضية الفلسطينية".
واستغرب محاولات البعض للزج بحماس في القضية "وتبني الرواية الإسرائيلية"، وقال "الجميع يعرف أن العدو لا يدخر جهدا في إيقاع الفتنة بين قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والأنظمة العربية" .
(الجزيرة نت)