صحيفة العرّاب

سعيد: قرار مقاطعة الانتخابات غير قابل للنقض إلا إذا زالت الأسباب

اكد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور همام سعيد ان قرار الحركة الاسلامية مقاطعة الانتخابات النيابية غير قابل للنقض إلا إذا زالت الأسباب، وأولها تعديل قانون الانتخاب، وإيجاد هيئة مستقلة، وصيانة جدول الناخبين، وحل مشاكل المعلمين وعمال المياومة.

جاء ذلك خلال كلمة لسعيد في حفل الافطار السنوي الذي اقامته الحركة الاسلامية في قاعة مطعم جبري مساء اليوم ،وشارك فيه شخصيات وطنية متنوعة الاطياف .
واشار الى ان خطوة مقاطعة الانتخابات النيابية لعام 2010 اتخذت بعد مشورة واسعة ودراسة عميقة، شارك فيها آلاف الرجال والنساء وطلاب الجامعات وأهل الحل والعقد، كما شارك فيها أنصار الجماعة ومحبوها، وأخذت هذه المشورة بعين الاعتبار الرأي العام ونبض الشارع الأردني ،مشدداً على ان المقاطعة ليست مقصودة لذاتها، بل لما وراءها من تحقيق مصالح هذا الشعب الذي تقلبت عليه مواسم انتخابية، كان كل موسم منها ينحت من هيبة الشعب وحقوقه، وكانت ثالثة الأثافي، بعد قانون الصوت الواحد، انتخابات 2007 حيث تم تدمير العملية الانتخابية بالتزوير المفضوح والجداول الانتخابية التي فقدت ثباتها ومصداقيتها، وها نحن اليوم نسمع عن مئات الآلاف من الطعون الكفيلة بحجب كل اعتبار عن العملية الانتخابية.
واعرب المراقب العام في الحفل الذي تولى ادارته نائب امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي عدنان المجالي عن اسفه لـ"تراكُمِ الأزمات"،مشيراً الى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن ، ومواجهة عمال المياومة في قوتهم وقوت عيالهم، وقمع المعلمين في مطالبهم العادلةو أزمة القضاة التي أنتجها القانون المؤقت، ثم أزمة المواقع الإلكترونية، وأزمة المياه
وذهب الى ان الحكومة التي تولد الأزمات بسياساتها هي بحد ذاتها أزمة.
وشدد سعيد على ان جماعة الإخوان تمد يدها إلى أيدي الوطنيين ليبقى الأردن حراً عزيزاً منيعاً وليبقى الشعب الأردني شعب حشد ورباط.
ودعا في الحفل الذي استهل بتلاوة للقران الكريم بصوت مقريء المسجد الاقصى محمد رشاد الشريف الى مواجهة اليهود، الذين قال انهم يسعون جاهدين لإكمال مخططاتهم باتجاه الأردن على سياسة القضم بعد الهضم، والتسلل إلى الأردن بالتدريج، كما تسللوا إلى فلسطين بالتجارة والسياحة والشركات والمصانع والعلاقات والسفارات والسكك الحديدية والطرق السريعة، وإضفاء الشرعية على احتلالهم، بشطب كلمة فلسطين من أفواه السياسيين ومناهج الدارسين،منتقداً الدعم الأمني الذي يقدمه الأردن للسلطة الفلسطينية.
واعتبر المراقب العام المفاوضات المباشرة المزمع اطلاقها بواشنطن في الثاني من ايلول جريمة ،ودعا السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن هذه المفاوضات، كما دعا الأردن الرسمي، ومصر الرسمية، أن لا يوفرا غطاءً لهذه المفاوضات، لأنها تعتبر احتلالاً جديداً.
وتابع "ما أخذه اليهود في المفاوضات بعد مدريد أهم وأعظم مما أخذوه قبل مدريد، ففي الضفة الغربية مئات المستوطنات ويسكنها قرابة مليون يهودي مغتصب متطرف على شاكلة ليبرمان".
وحذر سعيد من مغبة تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن شعباً وأرضاً،مؤكداً على أن الرفض الحقيقي للوطن البديل يكون بتهيئة الشعب للدفاع عن أرضه وإلغاء جميع العهود والمواثيق مع اليهود، وهي مواثيق مرفوضة.
وكذلك من خلال الوقوف مع المجاهدين لا مع المستسلمين، والوقوفِ مع غزة وجهادها، والعملِ على رفع الحصار عنها.
وتحدث في الحفل النائب السابق الدكتور عودة قواس ،مشدداً على ضرورة تكاتف الوطنيين الاردنيين في وجه التحديات الجسيمة المحدقة بالاردن .
وقال قواس في كلمته ان دعوة الاخوان للافطار تؤكد على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في الاردن مشيرا الى ان ابناء الاردن وفلسطين من المسيحيين لن يتخلوا عن القدس ولا الدفاع عنها مستذكرا ابناء القدس من المسيحيين المدفونين في مقبرة مأمن الله التي تتعرض الى عملية تجريف وتغيير معالم .
وقال ان ما يحصل لاهل القدس في هذه الايام من تهجير وابعاد وهدم للبيوت يفرض علينا جميعا الوقوف صفا واحد من اجل دعمهم والوقوف بجانبهم والدفاع عنهم .
كما تحدث في الحفل عن الشخصيات الوطنية الشيخ محمد خلف الحديد معرباً عن وداعاياً الى جبهة وطنية لمواجهة التحديات والازمات.
وقال الحديد ان القضية الفلسطينية تمر الان بمنعطف خطير وان رئيس السلطة محمود عباس غير "مؤتمن عليها" وغير مسؤول عن النضال الفلسطيني .
واشار الى ان هناك قيادات فلسطينية مسؤولة عن النضال في فلسطين وترفض المساومة مشددا على ضرورة دعم المقاومة وفصائلها . البوصلة