صحيفة العرّاب

بدعم من تشاد.. أنباء عن تخطيط متمردي دارفور لانقلاب ضد البشير

ذكرت مصادر سودانية أن حركة العدل والمساواة بدأت تحركات عسكرية مكثفة بالقرب من الحدود السودانية التشادية تمهيدا لانقلاب عسكرى جديد ضد نظام الرئيس البشير بدعم مباشر من نظام الرئيس التشادي إدريس ديبي .

 ونقل المركز السودانى للخدمات الصحفية عن تلك المصادر القول إن قوة من العدل والمساواة بقيادة التوم تورشين انطلقت من منطقتي برك والطينة التشاديتين ووصلت إلى مدينة أدري شرقاً على الحدود مع السودان.
 
وأضافت أن هذه التحركات تتزامن مع إعلان رئيس الحركة خليل إبراهيم عدم مشاركته في مفاوضات الدوحة مع الحكومة في حال عدم إعادة المنظمات الأجنبية التي طردتها الحكومة.
 
وكانت العاصمة السودانية الخرطوم تعرضت في 10 مايو 2008 لهجوم مباغت من متمردي دارفور للإطاحة بنظام حكم الرئيس عمر البشير ، إلا أن عناية الله أنقذت البلاد من المصير المظلم الذي كان ينتظره ، وذلك بعد نجاح الجيش في التصدي للهجوم وقتل قائده.
 
السودان وجه على الفور أصابع الاتهام لتشاد بالتورط في الهجوم ، حيث أعلن البشير أن أغلب القوات التي هاجمت مدينة أم درمان غرب الخرطوم تحركت من داخل تشاد وتحت إمرة قائد حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور خليل إبراهيم ، قائلا في تصريحات نقلها التليفزيون الحكومي :"هذه القوات مدعومة ومجهزة من تشاد وتحركت من داخلها تحت قيادة خليل ابراهيم ولذا قررنا قطع العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدولة" .
 
وفي السياق ذاته ، أعلن وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود أن الجيش السوداني وقوات الأمن تمكنت من القضاء على عناصر المجموعات المسلحة التابعة للحركة التي وصفها "بالمرتزقة القادمة من تشاد" ، مشيرا إلى أنه تم أسر تسعة من عناصرها وقتل قائد التمرد محمد صالح جربو وقائد استخباراته محمد نور الدين ، بالإضافة إلى تدمير أربعين عربة عسكرية والاستيلاء على مدافع ورشاشات كان متمردو العدل والمساواة يستخدمونها في هجومهم على أم درمان المحاذية للخرطوم.
 
غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني أعلن هو الآخر أن الهجوم كان مدعوما بالكامل من حكومة تشاد وأن هناك مؤشرات على أن قوة أخرى في طريقها قادمة من تلك الدولة ، لكنه عبر عن شكه في أن يجرب المتمردون القيام بمثل هذه الخطوة ثانية بعد ما حدث.
 
وفيما يبدو أنه تأكيد على تورط تشاد ، كشف مترف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية أن قوات الأمن فتشت السفارة التشادية في الخرطوم ، وأن الاتصالات التي تمت مراقبتها كشفت عن أن إحدى نقاط الاتصال بالنسبة لقيادة المتمردين كانت من داخل السفارة التشادية.
 
ويرى مراقبون أن اتهامات السودان لتشاد قد تكون صحيحة بنسبة كبيرة رغم نفي الحكومة التشادية ، وذلك بالنظر إلى الاتهامات المتبادلة المتكررة بين الخرطوم ونجامينا بدعم المتمردين في كلا الجانبين وإلقاء تشاد اللوم على السودان في الهجوم الذي شنه المتمردون هناك على العاصمة نجامينا في مارس 2008 والذي وصل إلى القصر الجمهوري للرئيس إدريس ديبي وكاد يطيح بنظام حكمه لولا تدخل فرنسا لنجدته .
 
ومع ذلك فإن هذا لاينفي أن هناك أصابع أمريكية وإسرائيلية تقف وراء هذا الهجوم ، ومن الدلائل في هذا الشأن أن تسلل المتمردين لمسافة تبلغ حوالي 600 كم بين دارفور والخرطوم وهذا الأمر لم يكن من السهولة تنفيذه إذا لم يتلق دعما جويا وتشويشا على الرادار ، بجانب أن حجم الهجوم يؤكد أن هناك من زوده بكميات كبيرة من السلاح ، حيث تكون الرتل من 130 عربة عسكرية ، وبالنظر إلى أن هذا الدعم الكبير يفوق إمكانيات تشاد ، فقد ثارت الشكوك حول تورط تشاد بشكل مباشر وأمريكا وإسرائيل بشكل غير مباشر.