تبذل وزارة التربية والتعليم جهودا كبيرة للسيطرة على نقص المعلمين الذي تشهده معظم المدارس الحكومية لا سيما في التخصصات العلمية, غير أن الشكوك لا زالت تحوم حول قدرة الوزارة على استقرار العام الدراسي بعد تنامي وتيرة الشكاوى بشأن ذلك.
في وقت حذرت أوساط تربوية من فراغ تعليمي في بعض المدارس لا سيما البعيدة منها بسبب إستنكاف المعلمين عن الالتحاق بمدارسهم رغم الحوافز المالية المشجعة التي تقدمها وزارة التربية والتعليم.
وتأتي هذه التحذيرات بعد إرتفاع وتيرة الشكاوى من نقص معلمي اللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء وعلوم الأرض في مدارس الوسط والجنوب, حيث أكد مدراء مدارس طلبوا عدم نشر أسمائهم أن مديريات التربية والتعليم لا زالت عاجزة في توفير معلمي بعض التخصصات العلمية وأخرى مثل اللغة العربية والفيزياء ضمن فئة الإناث.
وأكدوا ل¯ العرب اليوم أنهم تقدموا بطلبات الى مدراء التربية والتعليم لسد النقص الحاصل لديهم في هذه التخصصات من دون فائدة مبينين أن بعض الطلبة صاروا يتغيبون عن حصص المباحث التي تشهد نقصا.
وقد أعدت وزارة التربية والتعليم خطة متكاملة لمواجهة النقص الحاصل في الكوادر التدريسية المتعلقة بهذه التخصصات تحديدا في فئة الذكور تشمل عدة سيناريوهات ابرزها طلب المعلمين للتعيين مباشرة في الوزارة من خلال الاعلان المفتوح بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية إضافة الى استثمار الكوادر التعليمية في المرحلة الاساسية من حملة البكالوريوس في التخصصات العلمية ونقلهم ضمن المديرية الواحدة للتدريس في المرحلة الثانوية او الاساسية العليا ودراسة امكانية تزويد المدارس بحملة التخصصات العلمية العاملة في الوظائف الادارية في المدارس والمديريات لمواجهة النقص ان وجد في بعض المدارس.
وعلى أهمية هذه الخطة الا أن هناك عددا كبيرا من المدارس بحاجة الى معلمين لبدء العام الدراسي ووقف تسرب الطلبة قبل انتهاء الدوام بسبب نقص المعلمين كما أكد مدراء مدارس ل¯ العرب اليوم مبينين أن هناك نقصا في تخصصات اللغة العربية والحاسوب والكيمياء والفيزياء إضافة الى صعوبات التعليم.
كما تضمنت الخطة اشراك معلمي التخصصات المطلوبة بين المدارس الثانوية ضمن المديرية الواحدة بحيث يلتحق المعلمون باكثر من مدرسة وتوفير مواصلات لهم ضمن المديرية وتكليف المعلمين باعطاء حصص اضافية فوق النصاب مقابل مكافاة مالية الى جانب تكليف مساعدي مديري المدارس والمشرفين التربويين لاعطاء حصص مقابل مكافآت مالية, وهو ما أكده أمين عام الوزارة للشؤون الفنية د. أحمد العياصرة في تصريح ل¯ العرب اليوم مشيرا أن هناك نقصا كبيرا في بعض مدارس محافظة العقبة تمت السيطرة على تفعيل دور معلمين لا يدرسون كامل أنصبتهم الدراسية.
ومن بين هذه السيناريوهات سيتم تجميع طلبة المدارس المختلفة في منطقة واحدة ليتسنى اعطاؤهم حصصا لمواجهة النقص في الكوادر التدريسية اذا لزم الامر ومخاطبة وزارة التعليم العالي لتوجيه الاهتمام والتركيز على التخصصات العلمية التي تحتاجها وزارة التربية الى جانب اللجو الى اتباع جميع الوسائل المؤدية الى تأمين الطلبة بمعلم لكل حصة صفية.
وقد رفدت وزارة التربية والتعليم الميدان التربوي العام الحالي بنحو 1714 معلما ومعلمة استكملوا اجراءات التعيين من اصل 2200 معلم ومعلمة طلبتهم الوزارة من ديوان الخدمة المدنية في مختلف التخصصات, فيما طلبت دفعة جديدة من التعيينات تضم 1732 معلما و700 معلمة لتتمكن الوزارة من استكمال اجراءات تعيينهم في مختلف المديريات بحسب الأمين العام للشؤون الإدارية والمالية الدكتور سامي المجالي.
وأبلغت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم العرب اليوم أن نسب إستنكاف المعلمين عن الالتحاق بالمدارس بازدياد مستمر حيث وصلت الى 19%.
وأكدت المصادر ذاتها أن ارتفاع أعداد الطلبة المنتقلين من المدارس الخاصة الى الحكومية هذا العام ارتفع الى أكثر من 25 الف طالب وطالبة على مستوى مدارس المملكة الأمر الذي ضاعف من أزمة نقص المعلمين.