صحيفة العرّاب

جودة: إسرائيل عوضت الأردن عن تلوث مياه نهر اليرموك

خلفت أزمة تلوث مياه نهر اليرموك، التي ما تزال تتفاعل حتى الآن، شكوكا واسعة بين سكان مناطق الغور حول صلاحية أسماك قناة الملك عبدالله النهرية للاستهلاك البشري.

 وبينما يواصل صيادو الأسماك النهرية أعمالهم لاعتبارات تتصل بكونها مصدر رزقهم الوحيد، يبدي سكان في الغور الشمالي تخوفات من أن تكون تلك الأسماك ملوثة ما ينعكس سلبا على سلامتهم، مطالبين الجهات المعنية وفرق الصحة الميدانية بـ"إخضاعها إلى فحوصات مخبرية تقطع الشك باليقين".
 
وكانت مياه القناة تعرضت منذ حوالي أسبوعين لملوثات تسربت من الجانب الإسرائيلي، وحملت سلطة المياه إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجتها عبر التخلص منها في أودية تصب في البحر الميت.
 
وبعيدا عن رقابة الأجهزة المعنية توزعت البسطات المحملة بالأسماك بين الأحياء السكنية وعلى أرصفة الشوارع، من دون أن "تحرك الجهات المعنية ساكنا"، وفق سكان في المنطقة.
 
أكد رئيس قسم الصحة العامة في اللواء الدكتور بلال بني هاني أن "مراقبي الصحة يعملون في الميدان على مدار الساعة لضبط المخالفين وتطبيق القانون بحق الصيادين والباعة من خلال تحويلهم إلى الحاكم الإداري المخول باتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
 
وفي الأثناء، تتواصل تداعيات أزمة "تلوث اليرموك"، وترك رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية وصفي الرواشدة الباب مفتوحا للاحتمالات كافة، ومن بينها تشكيل لجنة تحقق نيابية في القضية.         
 
وقال الرواشدة، في تصريحات صحافية أمس، إن لجنته ستعقد اجتماعا لها يوم غد، لمناقشة موضوع التلوث من كافة جوانبه والوقوف على تفاصيل زيارة أعضاء في اللجنة لمنطقة وادي الأردن والاطلاع على واقعة التلوث بتفاصيلها.
 
وفي الموضوع ذاته، قال وزير الخارجية ناصر جودة ردا على استفسارات نيابية أمس، إن سلطة وادي الأردن قامت بمعالجة الأمر فيما يتعلق بالتلوث، مشيرا إلى أن الأردن حصل على حصته من المياه من الجانب الإسرائيلي بشكل كامل.   
 
وأضاف أن السفارة الأردنية في تل أبيب تابعت القضية من كافة جوانبها، وأبلغت الإسرائيليين احتجاج الأردن على التلوث، الأمر الذي أدى لإعادة ضخ كميات إضافية من المياه النظيفة كتعويض على الكميات المهدورة.   
إلى ذلك، باتت صياغة اتفاقات "بيئية" ودراسة مشتركة بين الجانبين الأردني والإسرائيلي لحماية مصادر المياه المشتركة من التلوث، مطلبا ملحا يعول عليه وزراء مياه سابقون وخبراء للحؤول دون التسبب بالتلوث فيها مستقبلا.  
 
ويؤكد هؤلاء على ضرورة وضع "حد" لما يصفونه بـ"تعمد" الجانب الإسرائيلي إسالة المياه من برك تربية الأسماك والتماسيح باتجاه مياه نهر اليرموك، موصين بمعالجة هذا الأمر عبر اللجنة الأردنية الإسرائيلية المشتركة للمياه. الغد