صحيفة العرّاب

طالبة قي الصف الرابع تحاول الانتحار هربا من صعوبة الدراسة

لم تجد رهام 9 سنوات وسيلة للهروب من صعوبة الدراسة وأعباء الامتحانات غير محاولة الانتحار عن طريق تناولها كميات كبيرة من الحبوب المنومة كان والدها معتادا على أخذها قبل نومه.

 وتقول أم رهام إن ابنتها كانت تهدد كثيرا بـ الانتحار بسبب صعوبة المناهج المدرسية والامتحانات المتوالية والواجبات المتكررة لكنها لم تكن تعر كلام ابنتها أي اهتمام لانها كانت تستبعد لجوءها لمثل هذه الوسيلة البشعة للهروب من شبح الدراسة.
 
لكن رهام التي تدرس في الصف الرابع في إحدى مديريات عمان ألاولى نفذت تهديدها اخيرا ليتفاجأ أهلها - تقول أم رهام - بسقوط ابنتهم على أرضية المنزل مغشيا عليها بعد ان تحول وجهها الى اللون الاصفر وتزرق شفتاها فتم على الفور اسعافها الى أحد المستشفيات القريبة ليصعق الأهل بتقرير الطبيب الذي يؤكد ان إبنتهم تناولت كميات كبيرة من الحبوب المنومة, لتعود أم رهام بذاكرتها الى ما هددت به ابنتها في الايام الماضية.
 
وتقول إحدى معلمات رهام لـ العرب اليوم انها لم تكن تلحظ عليها اية شكاوى من الدراسة غير ان ما نقلته والدة رهام كان صاعقة على أسرة المدرسة بأكملهما, مؤكدة ان مدرستها تفتقد الى وجود مرشدة تربوية تساعد الطالبات على تجاوز الأعباء النفسية التي قد تواجههن أثناء دراستهن.
 
ويقر أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الفنية والتعليمية الدكتور فواز جرادات بصعوبة المناهج الدراسية هناك مفاهيم صعبة لا يستطيع بعض الطلبة فهمها مؤكدا ان هذا النوع من الدروس وضعت لتناسب جميع مستويات الطلبة من حيث القدرات العقلية فهناك الضعيف والمتوسط والمتفوق.
 
ولا يخفي الدكتور جرادات أيضا ان هناك خللا في مقدرة بعض المعلمين على تدريس الطلبة بالطرق الحديثة التي تساهم في التخفيف من الاعباء النفسية عندهم الى جانب إصرار أولياء أمور الطلبة على ان يصل ابناؤهم لمستويات دراسية عالية لا تتناسب وقدراتهم العقلية في ظل تنافس محموم مع أقرانهم وهو الامر الذي يشكل ضغطا نفسيا كبيرا على هؤلاء الطلبة..
 
ويأتي اقرار الدكتور جرادات هذا رغم وجود توصية سابقة من قبل اللجنة الملكية لتطوير التعليم العام بضرورة إعطاء الأهمية القصوى لتأهيل وتدريب المعلمين وبخاصة الجدد منهم بعد تغيير أسس ومعايير الاختيار وهذا يتم من خلال إنشاء مركز مستقل لتأهيل وتدريب المعلمين بيد ان وزارة التربية والتعليم لم تنشئ مثل هذا المركز لغاية الآن.
 
واضاف: المناهج الجديدة لا يناسبها الاسلوب القديم في التعليم مشيرا ان تقيد المعلمين بالادلة التدريسية التي تشرح كيفية تدريس المناهج المطورة أمر من شأنه تخفيف الضغوط النفسية.
 
وقالت إحدى معلمات المرحلة الأساسية رفضت الكشف عن اسمها ان مناهج اللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم للصف الأول الاساسي لا تتناسب مع قدرات الطلبة حتى المتفوقين منهم, وحتى التقارير التي يتم رفعها الى مديرية التربية عن صعوبة المناهج لا يتم الأخذ بها مشيرة ان ادارة المدرسة تلقت شكاوى عديدة من قبل الأهالي عن صعوبة المناهج.   
 
وتستدعي هنا الذاكرة قضايا مماثلة حتى وان لم تصل الى درجة محاولة الانتحار في المدارس فلا تغيب عن الأذهان حالات عديدة في صفوف طلبة التوجيهي رفضوا مواصلة دراستهم بسبب صعوبة المناهج الجديدة, وبعضهم راجع أطباء نفسانيين للهروب من إلارهاق الذي تتركه المنهاج على نفسياتهم, فيما اخرون وجدوا أنفسهم مضطرين لتناول الحبوب المهدئة والعقاقير المسكنة للتخلص من أعباء الدراسة المتواصلة.
 
ولا يمكن هنا فصل ما كشفت عنه وزارة التربية والتعليم مؤخرا من تسرب 5 الاف طالب من مدارسهم العام الماضي عن هذا السياق حتى وان لم تحدد الأسباب الحقيقية وراء تركهم مدارسهم في وقت تحاول فيه إرجاعهم اليها عبر مختلف الوسائل. العرب اليوم
 
تزايد حالات القلق والارباك النفسي في صفوف طلبة المدارس تنذر بخطر كبير ان لم تسرع وزارة التربية والتعليم في اجراء مراجعة شاملة للمناهج الدراسية, فاذا نجت رهام هذه المرة من الانتحار فهل سينجحوا زملاء لها في المرات المقبلة.