صحيفة العرّاب

خلاف الأغنياء والفقراء يعرقل انتخاب خليفة للبرادعي

اخفق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التوصل الى اتفاق على من يخلف المدير العام للوكالة محمد البرادعي الجمعة بعد إجراء خمس جولات من التصويت مما يفتح المجال امام مرشحين جدد قد ينجحون في انهاء الانقسامات بين الدول الغنية والفقيرة.

 وتحرص الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تجنب اي تأجيل طويل في تعيين مدير جديد في الوقت الذي تواجه فيه تحديات متزايدة منها مواصلة ايران انشطة نووية مثيرة للجدل قد ينتج عنها قنابل ذرية ونقص الموارد المالية اللازمة لدعم مهمة الوكالة في منع الانتشار النووي.
 
وكان يوكيا أمانو سفير اليابان لدى الوكالة أقوى المرشحين ولكنه اخفق بفارق صوت واحد في الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة في الانتخابات التي استمرت يومين خلال اجتماعات خاصة لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة.
 
وجرت ثلاث جولات تصويت غير حاسمة تفوق فيها أمانو (61 عاما) على منافسه عبد الصمد مينتي من جنوب افريقيا (69 عاما) في اقتراع شهد تنافسا شديدا لكن أمانو لم يحقق هامش الفوز المطلوب.
 
وتنقسم الاصوات الى حد كبير بين اتجاهين يمثل احدهما الدول الغنية والاخر الدول الفقيرة. وتدعم الدول الصناعية أمانو في حين تؤيد الدول النامية مينتي.
 
وقالت السفيرة الجزائرية طاووس فيروخي رئيس مجلس محافظي الوكالة ومقره فيينا للصحفيين "قائمة المرشحين تعتبر خالية."
 
وسيكون امام المرشحين الجدد ومنهم عدة اشخاص من أميركا اللاتينية 28 يوما اعتبارا من الاثنين القادم لدخول السباق ويعقب ذلك اقتراع اخر لمجلس محافظي الوكالة خلف ابواب مغلقة في مايو/ايار.
 
وابلغ مسؤول بوزارة الخارجية اليابانية الصحفيين اليابانيين بان أمانو سيدخل السباق مجددا. وقال مينتي انه سيجري مشاورات مع انصاره قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن.
 
وقال البرادعي الذي يغادر المنصب في نوفمبر/تشرين الثاني بعد 12 عاما انه يأمل في ايجاد مرشح يحظى بدعم جميع الاعضاء.
 
وقال "آمل تماما ان يكون لدى الوكالة مرشح مقبول لدى الجميع...الشمال والجنوب والشرق والغرب لان هذا هو المطلوب".
 
واحيانا ما توترت العلاقات بين البرادعي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع وكالته في عام 2005 وبين القوى الغربية واصطدم مع ادارة بوش بشأن ما اعتبره نهجا ينزع الى المواجهة تجاه ايران.
 
ويتهمه منتقدوه بالتحدث خارج نطاق سلطاته وبالتساهل مع دول تخضع لتفتيش الوكالة لكنه وصف الاتهامات بانها هجمات سياسية على نزاهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
وقالت فيروخي "الامر يحتاج الى مرشح يحظى بموافقة جماعية شخص لا يمثل خلافات واضحة مثل هذه...بين الدول المتقدمة والنامية. شخص للاثنين معا".
 
وتقوم الوكالة بعمل متوازن وحساس من الناحية السياسية يتمثل في رصد برامج الاسلحة النووية السرية وتنسيق التعاون الدولي في المشاركة في الطاقة النووية للاغراض السلمية.
 
وقال دبلوماسيون ان امانو ومينتي لم يتمكنا من اقناع الكثيرين بان باستطاعتهما انهاء النزاعات بين الدول الاعضاء الصناعية التي تمتلك بالفعل الطاقة النووية والدول النامية التي تطالب بنصيب منها رغم القلق بشأن مخاطر الانتشار النووي.
 
وعبر مينتي عن استياءه لنتيجة التصويت الجمعة. وقال في بيان لمجلس المحافظين "كنا نأمل من الذين ينادون بالتغيير وباقامة علاقات مع العالم النامي تستند الى الثقة والشراكة ان يطبقوا في هذه العملية الانتخابية المهمة تلك المثل النبيلة ولكن يبدو للاسف ان هذا يظل فقط مثل النوايا الطيبة".
 
ومع تأهب نحو ستة مرشحين يمثلون حلولا وسطا لدخول السباق تعتزم فيروخي اجراء مشاورات لترى ما اذا كان بالامكان التوصل الى توافق في الرأي حول احد المرشحين حفاظا على التقليد المتعدد الاطراف ولتجنب حدوث انقسامات داخلية بالوكالة لاحقا.
 
ومن بين الاشخاص الذين من الممكن انضمامهم إلى سباق الترشح للمنصب:
 
- لويس إيتشافاري وهو أسباني يعمل مديرا لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
 
- روجيليو بفيرتر وهو أرجنتيني يرأس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي ومفاوض سابق في المعاهدات النووية.
 
- ملينكو سكوكنيك سفير تشيلي لدى الوكالة والرئيس السابق لمجلس المحافظين.
 
- يوناس جار شتور وزير خارجية النرويج.