علمت الجزيرة أن السلطات الإسرائيلية ستطلق اليوم الأحد سراح الشيخ رائد صلاح رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر بعد أن أمضى حكما بالسجن لمدة خمسة أشهر بتهمة الاعتداء على شرطي إسرائيلي والمشاركة في التصدي لقوات الاحتلال في القدس.
فقد أكدت مراسلة الجزيرة في القدس جيفارا البديري أنه من المنتظر أن يتم الإفراج عن الشيخ رائد صلاح من سجن الرملة الواقع جنوب شرق تل أبيب ظهر اليوم.
وأوضحت أن الحركة الإسلامية وممثلين عن الأحزاب السياسية داخل الخط الأخضر أعدوا استقبالا أمام باب السجن لكن الأحوال الجوية السيئة في المنطقة تنذر بأن عملية الاستقبال لن تطول حيث سيتم الانتقال فورا إلى مدينة أم الفحم التي أقامت الحركة الإسلامية خياما بها لاستقبال المشاركين في الاحتفال.
وحول إمكانية تأجيل الاحتفال الشعبي بإطلاق سراح الشيخ صلاح، نقلت المراسلة عن القائمين على الاستقبال أنه لا توجد نية لتأجيل الاحتفال رغم سوء الأحوال الجوية وذلك لرغبة المشاركين في إيصال رسالة إلى إسرائيل من خلال الاحتفاء بعودة الشيخ رائد صلاح إلى العمل السياسي.
وذكر مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام أن السلطات الإسرائيلية كانت قد اعتقلت رائد صلاح الملقب بشيخ الأقصى وحاكمته بتهمة الاعتداء على شرطي إسرائيلي والتصدي لقوات الاحتلال أثناء محاولتها هدم باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك في فبراير/ شباط عام 2007.
ونوه المراسل إلى أن الشيخ صلاح اعتقِل عدة مرات بسبب تصديه لجنود الاحتلال كما فتحت ضده ملفات قضائية عديدة لم تحسم حتى الآن، فضلا عن دعوات من اليمين الإسرائيلي إلى اعتبار الحركة الإسلامية خارجة على القانون واعتقال جميع قادتها.
كما سبق أن حرمته سلطات الاحتلال من دخول الأقصى المبارك وأجبرته على البقاء بعيدا عنه مسافة مائة وخمسين مترا، ومُنع من الاجتماع بأكثر من سبعة أشخاص في حدود القدس التي مُنع من دخولها لاحقا بقرار عسكري.
ويعتبر الشيخ صلاح من الشخصيات الإسلامية البارزة داخل الخط الأخضر ومن أشد المناهضين لسياسة الاستيطان والتهويد والاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، كما ينشط في مجال حماية الأوقاف والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، وقد كلفته هذه المواقف الصدام المباشر مع قوات الاحتلال.
وكان الشيخ صلاح ممن رافقوا قافلة أسطول الحرية في مايو/أيار الماضي على متن السفن التي هاجمتها قوات البحرية الإسرائيلية الخاصة في المياه الدولية قبل دخولها إلى قطاع غزة في إطار الجهود الشعبية الدولية لكسر الحصار عن القطاع، وقامت يومها السلطات الإسرائيلية باعتقاله ثم أفرجت عنه.
يشار إلى أن الشيخ رائد صلاح من مواليد أم الفحم عام 1958 وتعلم في مدارسها ثم أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بمدينة الخليل، وعمل في المهن الحرة قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي حيث فاز ثلاث مرات متتالية برئاسة بلدية أم الفحم لكنه قرر الاستقالة ليتفرغ للعمل الشعبي المناهض لكافة أشكال الاحتلال والتهويد.
(الجزيرة)