صحيفة العرّاب

ليبيا تستضيف قمة 2010 برصيد من نجاحات الدوحة

ستكون الجماهيرية الليبية قبلة القادة العرب في قمتهم المقبلة، وعقب تلاوة البيان الختامي لقمة الدوحة تم الإعلان عن استضافة ليبيا القمة المقررة لسنة 2010.

 ويقول مراقبون إن قمة ليبيا المقبلة مرشحة لإحراز مزيد من النجاحات على صعيد رأب الصدع بين أكثر من بلد عربي خاصة بعد الحضور اللافت للقائد الليبي رئيس الاتحاد الإفريقي معمر القذافي وحرصه الشخصي على إذابة الجليد الذي غطى على علاقات البلدين الشقيقن ليبيا والمملكة العربية السعودية.
 
وقطفت القمة العربية الحادية والعشرين بالدوحة أولى ثمارها بعقد مصالحة بين الجماهيرية الليبية والمملكة السعودية، وعقد القائد الليبي رئيس الاتحاد الأفريقي وملك ملوك أفريقيا، معمر القذافي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لقاء مصالحة برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
 
وذكرت مصادر مقربة من الوفدين أن الاجتماع الذي جاء في سياق الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة العربية العربية، بحث عددا من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة وأهمية تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة التي بدأت أولى خطواتها منذ القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت بالكويت في شهر يناير/ جانفي الماضي.
 
وكان القائد الليبي معمر القذافي قد بادر خلال جلسة افتتاح القمة بانهاء الخلاف بينه وبين الملك السعودي بالقول "احتراما للأمة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد إنتهى، وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورني".
 
وفي الجلسة الختامية لقمة الدوحة ألقى القائد الليبي معمر القذافي رئيس الاتحاد الإفريقي كلمة اقترح فيها اعلان التناوب في خطة الأمين العام للجامعة العربية، كما دعا إلى توسيع صلاحيات رئيس القمة.
 
واقترح القائد الليبي النظر في وجود ممثل للسياسة الخارجية على غرار "سولانا" الذي في الاتحاد الأوروبي، ورشح الأمين العام الحالي للجامعة العربية "عمرو موسى" ليكون ممثل السياسة الخارجية للاتحاد العربي، أو الجامعة العربية، وهو ضليع في الدبلوماسية، وأن يكون بعده أمين آخر من أي دولة أخرى، يمارس مهامه بالتناوب بين كل الدول الأعضاء، ولا يكون من دولة واحدة دائما. كما دعا إلى أن يكون هناك كذلك ممثل للدفاع العربي المشترك.
 
وعبر القائد القذافي عن سعادته بظهور مؤشرات على توجهات عربية نحو الوحدة ونحو الإتحاد والإندماج، مؤكدا بالمناسبة على أن ذلك هو منطق العصر طبيعته التي "جعلت العرب يشعرون بخطورة وجودهم في عالم يتحول إلى عمالقة.. وإلى أسواق ضخمة.. ومنافسات ضخمة.. وقوة عسكرية ضخمة.. وعملات قوية". وأقر في نفس الوقت بأن "الأقزام لا يستطيعون أن يعيشوا في هذا العالم الذي تحول إلى عمالقة".
 
وقال القذافي إن "قارة إفريقيا الآن تتحد بالإتحاد الإفريقي الذي أرأسه الآن، وأنا الذي أسسته في 9 - 9 - 99، وفي المستقبل ستتحول إفريقيا إلى ولايات متحدة إفريقية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن تكون لها عملة إفريقية واحدة، وقررنا مصرفا مركزيا إفريقيا واحدا، وصندوق نقد إفريقيا، وجيشا إفريقيا بدأ الآن بما يسمى بالقوة الإفريقية الجاهزة، وسائرون في أن ندفع في هذا الإتجاه حتى نكون مثل أوروبا أو أمريكا".
 
وبالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي قال القائد الليبي رئيس الاحاد الإفريقي إن المبادرة العربية إذا كان لابد من تقديمها واعتمادها، فإن هناك نقطتان مهمتان جدا جدا لابد من أخذ الاعتبار لهما: "عودة اللاجئين، وتفكيك الترسانة النووية للإسرائيليين".
 
وأكد استحالة التفاهم مع إسرائيل دون عودة اللاجئين الفلسطينيين وتفكيك ترسانتها النووية.
 
وأضاف "لا نستطيع أن نعيش في ظل الترسانة النووية الإسرائيلية، ولا نعترف بهم ما دام عندهم ترسانة نووية، ونحن عندنا أسلحة تقليدية.. يعني هذا شيء خطر، لا نستطيع أن نعيش في ظل الترسانة النووية الإسرائيلية، لابد من تفكيكها إذا كانوا يريدون أن يعيشوا معنا في سلام.
 
واستطرد "نحن لا نقبل بأن يُطرد الشعب الفلسطيني خارج بلاده ونعترف بالذين إحتلوا مكانه. هناك مليون في سوريا، مليون في لبنان ، مليون في البلاد العربية، أربعة ملايين في الشتات".
 
واعتبر أنه "لابد من شرط للمبادرة العربية، لابد أن نضيف لها هذين الشرطين، عودة اللاجئين وليس حل مشكلة اللاجئين، عودتهم، لأن حلهم شيء خطير، ممكن حتى يبيدونهم ويُعتبر حلا. لكن عودة اللاجئين وتفكيك الترسانة النووية، هذا شيء ضروري دونه لا نستطيع أن نعيش بسلام مع الإسرائيليين، ولا نستطيع أن نعترف بهم".
 
وعبر القائد القذافي في نهاية كلمته عن امتنانه للجو الأخوي الذي ساد فعاليات القمة، مؤكدا أن الضباب انقشع، والحساسيات التي كانت موجودة أزيلت. وشكر بالمناسبة كل الذين ساهموا في هذا.
 
وأكد أنه يعود من الدوحة بالإحساس "بأننا أقرب إلى بعضنا مما كنا عليه، ونحاول أن نكون يدا واحدة، صفا واحد حتى نثبت إحترام وجدارة هذه الأمة أمام العالم".