صحيفة العرّاب

في وقاحة وتبجح.. إسرائيل تكشف عن تفاصيل عدوانها الهمجي على السودان

 أكدت مصادر أمنية إسرائيلية لأول مرة قيام سلاح الجو بقصف قافلة شاحنات قيل أنها كانت تنقل أسلحة من إيران إلى حركة حماس في قطاع غزة لدى مرورها في أراضي السودان قبل حوالي شهرين.

 وكشفت المصادر الإسرائيلية عن تفاصيل هذه الغارة لمجلة تايم الأمريكية مشيرة إلى أن العشرات من الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار شاركت في هذه العملية التي جرى التخطيط لها خلال أيام معدودة فقط وذلك بعد وصول معلومات استخبارية إلى "الموساد" عن قافلة الشاحنات المزعومة.
 
وذكرت تلك المصادر : "إن هذا الهجوم هو بمثابة تحذير موجه إلى إيران ودول أخرى ويظهر قدرة إسرائيل الاستخبارية وعزمها على تنفيذ عمليات عسكرية بعيدا عن حدودها من اجل الدفاع عن نفسها".
 
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية التي نقلت الخبر عن المجلة الأمريكية، إنه للمرة الأولى تقوم جهات إسرائيلية بالتأكيد على أن سلاح الجو قام، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بمهاجمة ما أسمي بـ"قافلة السلاح الإيرانية" في السودان، والتي كان يفترض أن تصل إلى قطاع غزة.
 
وبحسب التقرير فإن طائرات "أف16" قامت بقصف القافلة التي كانت تتألف من 23 شاحنة، في حين قامت طائرات "أف 15" بتوفير الغطاء لها في حال قيام طائرات سودانية أو من دول أخرى بمهاجمتها.
 
وبعد شن الهجوم، قامت طائرات بدون طيار بالتحليق فوق مكان الهجوم وتصوير الشاحنات المحروقة. وعندما تبين أن الإصابات كانت جزئية، قامت طائرات "أف 16" بقصفها مرة أخرى.
 
وبحسب عناصر الأمن الإسرائيلية فإن القافلة كانت تحمل 120 طنا من الوسائل القتالية الإيرانية، بينها صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ من طراز "فجر 3" والتي يصل مداها إلى 40 كيلومترا، ويحمل الصاروخ رأسا قتاليا تصل زنته إلى 45 كيلوجراما.
 
كما نفت المصادر ذاتها أن تكون طائرات أمريكية قد شاركت في الهجوم، الذي نفذ خلال ساعات الليل. وجاء أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بأن إسرائيل تنوي شن هجوم جوي في السودان. ونفت أيضا صحة التقارير التي وردت عن قصف سفينة إيرانية وقافلة سلاح أخرى. وبحسب عناصر الأمن الإسرائيليين فقد نفذ هجوم واحد فقط.
 
ونقل عن أحد عناصر الأمن الإسرائيليين قوله "هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها إيران إرسال كمية كبيرة بهذا الحجم إلى حركة حماس عن طريق السودان". وأضاف إن مواطنين إيرانيين قد قتلوا في الهجوم، بالإضافة إلى مهربين سودانيين وسائقين.
 
إلى ذلك، أكدت المصادر ذاتها أيضا أن قصف القافلة لا يمكن أن يمنع وصول الأسلحة إلى حركة حماس، وأن العرب البدو سكان سيناء يواصلون عمليات نقل الأسلحة إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق السرية الكثيرة من سيناء.
 
ارتباك سوداني
 
ويأتي اعتراف الإسرائيليين بالعدوان على السودان في وقت خيم فيه الارتباك على تصريحات المسئولين السودانيين حيال تلك الغارات، وتضاربت التصريحات الرسمية بشأن عدد القتلى، وهوية منفذي الهجوم وأسبابه ودوافعه.
 
وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية علي صديق أن غارتين استهدفتا مهربين في شمال السودان، وليس غارة واحدة كما افادت التقارير الصحافية، مشيراً الى أن بلاده تلقت نفياً أميركياً صريحاً لشن هاتين الغارتين، وأن بلاده لا تملك أي دليل على أن إسرائيل قامت بهذين الهجومين.
 
وقال صديق أن "عمليتي قصف وقعتا الاولى في نهاية يناير والثانية في منتصف فبراير"، ضد قافلتين لمهربين في منطقة صحراوية شمال ميناء بورسودان (شمال شرق السودان) بالقرب من الحدود المصرية.
 
وأضاف أن السودان يجمع الأدلة من موقع الهجمات، وأن القوافل التي تعرضت للهجمات من المرجح أن تكون لتهريب البضائع لا السلاح.
 
من جانبه، قال وزير الدولة السوداني للنقل مبروك مبارك سليم إن طائرات أجنبية قامت بغارة في منتصف يناير الماضي على قافلة شاحنات لمهربي أسلحة، مؤكداً أنه كان يفترض تهريب هذه الأسلحة الى غزة عبر الصحراء المصرية. وتحدث مبروك عن استهداف مهاجرين غير شرعيين ومقتل نحو 800 شخص.
 
وجاءت تصريحات المسئولين السودانيين في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين أميركيين أن طائرات إسرائيلية هي التي أغارت على قافلة في السودان، في إطار مساعيها لوقف تدفق الأسلحة إلى قطاع غزة.
 
وفي أحدث ردود الأفعال السودانية على تلك الغارات، كشفت السلطات للمرة الأولى امس الأول معلومات عن قصف طائرات مجهولة قافلتين من السيارات في منتصف يناير/ كانون الثاني وبداية فبراير/ شباط الماضيين في شرق البلاد، أوقع عشرات الضحايا، معظمهم أفارقة من دول مجاورة ، نافية أن تكونا قافلتي أسلحة مهربة إلى غزة عبر الأراضي المصرية.
 
وأكد السودان أن القافلتين كانتا تضمان أشخاصاً معظمهم من إثيوبيا واريتريا والصومال، بهدف تهريبهم إلى مصر.
وقال المدير العام للشرطة السودانية الفريق محمد نجيب الطيب في مؤتمر صحافي:" إن الشرطة أوفدت فريقاً أمنياً عقب هجوم طائرات مجهولة على قافلتين من السيارات كانتا تقلان أفارقة لتهريبهم إلى مصر، ووجدت جثث عشرات منهم متفحمة، كما استجوبت ناجين" ، مؤكداً أن القافلتين لم تحملا أسلحة " وانما بشراً، معظمهم من دول الجوار" ، مشيراً إلى أن موقع القصف الأول كان على بعد 437 كلم شمال غربي مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في شرق البلاد، كما كان الآخر قريباً منه.
 
وأضاف أن الناجين من القصف الذين جرى استجوابهم أكدوا أنهم اتفقوا مع مهربين على نقلهم إلى مصر في طريقهم إلى دول أخرى، موضحاً أن " ما راج عن أن القافلتين كانتا لشاحنات من الأسلحة غير صحيح" ، لافتاً إلى أن " عمليات تهريب البشر تمارسها عناصر أجنبية تستخدم الأراضي السودانية معبراً لها ".