تدفق أكثر من مليوني زائر شيعي على مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة اليوم الجمعة لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين ولم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف كبيرة في ظل إجراءات أمن مشددة.
واتجه شيعة من أنحاء العراق فضلا عن الآلاف من الزوار الأجانب - أغلبهم يرتدون ملابس سوداء - إلى كربلاء لإحياء يوم عاشوراء الذي شهد مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء عام 680 من الهجرة.
وقال محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء إن الإحصاءات الرسمية تشير إلى دخول أكثر من مليوني زائر عراقي و248 ألف زائر أجنبي مدينة كربلاء.
وجرى نشر الآلاف من رجال الشرطة والجيش لحماية الزوار مع اتجاههم إلى مرقد الإمام الحسين في المدينة الواقعة على بعد 80 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد. وحظرت السلطات سير السيارات والدراجات النارية في انحاء المدينة للمساعدة في منع الهجمات.
وتأمين الاحتفالات اختبار رئيسي لقوات الأمن العراقية التي تولت المسؤولية عن حماية البلاد مع انسحاب القوات الأمريكية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قبل نحو سبع سنوات ونصف وفي ظل عدم تشكل حكومة جديدة بعد تسعة اشهر من انتخابات برلمانية غير حاسمة.
وقال اللواء عثمان الغانمي قائد قوات الجيش العراقي في كربلاء لرويترز إنه جرى نشر أكثر من 28 ألف شرطي لحماية الزوار بخلاف القوات التي تحافظ على الأمن في البلدات المحيطة بكربلاء.
وشكر رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان له قوات الأمن وحثها على "التحلي باليقظة والحذر من أجل تفويت الفرصة على الارهابيين واحباط مخططاتهم الرامية الى اشعال الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار".
وتراجع العنف بوجه عام في العراق مع انحسار العنف الطائفي خلال العامين المنصرمين إلا أن جماعات مسلحة ما زالت تشن هجمات بشكل منتظم.
وعادة ما تشهد احتفالات بمناسبات مثل ذكرى عاشوراء أعمال عنف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 كما لا تزال التفجيرات والهجمات تحدث بشكل يومي.
وخلال الأيام الستة الماضية قتل ما لا يقل عن 20 شخصا وأصيب 90 في تفجيرات في انحاء العراق بينها هجمات انتحارية أغلبها استهدف زوارا شيعة.
وقال زائر جاء من كندا يدعى صبحي أحمد (60 عاما) "برغم التهديدات الأمنية لا أتوقع حدوث أي خرق أمني وذلك بفضل الاجراءات الأمنية مشددة."
وقامت قوات الأمن أيضا بعمليات اعتقال احترازية لأشخاص يشتبه في أنهم يخططون لشن هجمات على زوار داخل وحول مدينة كربلاء.
وقال الموسوي إن قوات الأمن اعتقلت 14 مشتبها بهم في محيط المدينة وضبطت أربعة منهم كانوا يزرعون قنابل على الطرق.
وقال زائر يدعى عمار حسون (34 عاما) جاء من بغداد إلى كربلاء مشيا على قدميه "أتوقع هجمات على الزوار ولكن ليس مثلما حدث في السنوات السابقة. تؤدي قوات الأمن عملها بأقصى احترافية ممكنة." رويترز