صحيفة العرّاب

حماس تتهم فتح بـ" عدم المرونة" وأجهزة السلطة تعتقل 28 من أعضائها

قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي بعد يومين من بدء الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني ان هذا الحوار ما زال يرواح مكانه، واضاف في تصريحات للصحافيين أمس انه لا يبدو ان هناك مؤشرات لحدوث تقدم وما زال الحوار يراوح مكانه في اهم القضايا الخلافية ولكن العمل مستمر من اجل التوصل الى تفاهمات ومخارج من هذا الموضوع، وكانت الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني قد بدأت امس الاربعاء بمشاركة وفدين من حركتي فتح وحماس لحل القضايا الخلافية الاربعة وهي تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة وبرنامجها السياسي والصيغة الانتقالية للامن والمشاركة في منظمة التحرير وقانون الانتخابات.

وعلى صعيد متصل فقد أعرب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان عن أمله بأن يحقق الحوار الذي استؤنف في القاهرة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تقدما، وانتقد مواقف مفاوضي فتح لعدم إبدائهم مرونة، وقال حمدان وهو ممثل حماس في لبنان إن مفاوضي حماس لم يلمسوا "مرونة من وفد حركة فتح رغم المرونة التي أبديناها وكانت محل إجماع فلسطيني سابق ولا زالت محل إجماع"، وأكد أن مرونة حماس شملت "برنامج الحكومة والعقيدة الأمنية والمرجعية الوطنية في المرحلة الانتقالية". وأعرب عن أمله بتحقيق نتائج إيجابية، مضيفا أن وفد حماس مفوض "بحدود لا تمس في الثوابت الوطنية وتهدف إلى تحقيق إنجاز وطني"، وكان الحوار قد استؤنف أمس باجتماعات تقتصر على وفد الحركتين بحضور اللواء عمر القناوي نائب رئيس المخابرات العامة المصرية. وترأس وفد فتح مسؤول التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع فيما ترأس وفد حماس نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، وذكر أن الاجتماعات ستستمر حتى التوصل إلى حسم للخلافات في المسائل الثلاث الرئيسة المتبقية من الجولتين الأولى والثانية، وهى برنامج الحكومة الانتقالية ودور المرجعية الوطنية المؤقتة لمنظمة التحرير الفلسطينية والنظام الانتخابي، بالإضافة لما تبقى من تباينات وصفت بالبسيطة في موضوع الأجهزة الأمنية.
مرجعية المنظمة
وقال مراقبون إن الحوار الدائر الآن يركز على مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، وأنه جرى اختيار ذلك الموضوع لأنه أقل المواضيع صعوبة من حيث اتفاق الطرفين عليه، وأكد المراقبون أن الجانبين أكدا قبيل بدء الاجتماع أن لديهما نية سياسية كبيرة للتوصل إلى اتفاق سياسي، مضيفا أن البدء بنقاش موضوع منظمة التحرير جاء بناء على تثبيت أجواء الثقة. وأشار إلى أن المحادثات تشيع فيها أجواء المناخ الإيجابي الذي رافق الجولات السابقة، وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية قد نقلت عن مصدر مصري رفيع المستوى أن الحوار سيبحث استكمال التوافق بشأن الموضوعات المتبقية، وهى تشكيل الحكومة وقانون الانتخابات والمرجعية الوطنية المؤقتة، وقال المسؤول -الذي لم تسمه الوكالة- إن القيادة السياسية في مصر تحشد الدعم الدولي والإقليمي والعربي من أجل إنجاح الحوار, وطالب فتح وحماس "بأن يكونا على مستوى المسؤولية والعمل على إنهاء الخلافات". كما أعلن أن مصر ستوجه الدعوة لبقية الفصائل إذا حدث اختراق في المحادثات. ولفت إلى أن مصر تعمل مع الفصائل بخطوات متأنية مدروسة, ونفى فرض أي موقف على أي فصيل.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعرب عن أمله بنجاح جلسات الحوار الوطني في القاهرة، مشيرا إلى وجود عقبات لا تزال تعترض إنجاز التفاهم الداخلي الفلسطيني، وقال عباس في تصريح لصحيفة الشرق القطرية "إن القضايا الخلافية تتعلق بتشكيل الحكومة وبالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية وبالانتخابات الرئاسية والتشريعية والقضايا الأمنية إضافة إلى ملف منظمة التحرير الفلسطينية"، في المقابل شدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية على "ضرورة تجاوز الموقف الأميركي" لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، مجددا رفض حماس أي اعتراف بإسرائيل.
 اعتقالات الضفة
بموازاة ذلك أصدرت حماس بيانا قالت فيه إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح واصلت عشية استئناف الحوار اعتقال عناصر الحركة في الضفة الغربية، وقال البيان إن 38 من أعضاء الحركة اعتقلوا "على خليفيات سياسية في مدن نابلس وقلقيلية وطوباس ورام الله وطولكرم والخليل". وأشار البيان إلى أن من بين المعتقلين نجل النائب عن كتلتها البرلمانية محمد أبو جحيشة المعتقل لدى إسرائيل، وطالبت حماس بـ"الإفراج عن كافة عناصرها المعتقلين في الضفة الغربية كشرط أساسي لنجاح الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية".