صحيفة العرّاب

الروابدة: الأردن ظُلًم تاريخيا لأنه لم يجد من يدافع عنه

قال النائب عبدالرؤوف الروابدة أن الاردن ظلم تاريخيا لانه لم يجد من يدافع عنه عبر تاريخه القديم والمعاصر ، معتبرا ان تاريخه لم يكتب بعد.

 وفند الروابدة في محاضرة في جمعية أبناء الشمال أمس الظلم الذي وقع على الأردن عبر التاريخ بما فيه نضاله التاريخي ضد الإحتلال الصهيوني في فلسطين.
 
واستهل الروابدة محاضرته بسرد لتاريخ الأردن ، ثم انتقل لتاريخه السياسي بدءا من تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 مرورا بالدور التاريخي الذي لعبه الأردن للحفاظ على منطقة شرق الأردن خارج الإنتداب الإنجليزي ، وإنتهاء بتوقيعه على معاهدة وادي عربة بعد أن وقع الأشقاء الفلسطينيون معاهدة أوسلو.
 
وقال الروابدة في محاضرته التي جاءت بعنوان (هل نحن مستهدفون.. الأردن وتاريخه) ان كل الدول بدأت تاريخيا مع بعضها البعض ، (منذ نشأة الكون) ، وعلى الدول التي وجدت قبلنا ( دون أسماء ) أن تعلن فيما اذا وجدت قبل الأردن ، مضيفا "لا نريد مزايدات من أحد".
 
واضاف "هناك جهل كبير بتاريخ الأردن ، وهذا الجهل من أبنائه ، وأصبحنا نتلقى معلوماتنا من صحافة كاذبة وأخرى صادقة ، ومن دول طامعة وأخرى صديقة ، واصبح موقفنا دائما الرد على الإتهامات ، وليس ما قيل عن الملك الحسين من هيكل إلا جزءا يسيرا من هذه الاتهامات".
 
وتابع ان الدولة الأردنية حديثة النشأة لكن الأردن قديم قدم التاريخ ، فقد أقامت القبائل السامية أولى ممالكها في الأردن من جنوبه إلى شماله ثم جاءت قبيلة غسان (الغساسنة) لتقيم دولتها في الأردن وكانت عاصمتها بصرى وتنصرت كالرومان وبقيت إلى أن جاء الإسلام ، وبعد أن استقرت الدولة الإسلامية لتكون معركة مؤتة التي كانت تمثل فتح بلاد الشام.
 
وأضاف الروابدة "في العهد العثماني كانت التقسيمات الإدارية مثل التقسيمات الحالية ، فقد كانت عجلون وجرش وإربد والمفرق وحدة إدارية واحدة (لواء) تتبع ولاية الشام ، ووسط الأردن البلقاء تتبع ولاية بيروت ، لكن مركز اللواء في البلقاء كان يتبع نابلس ، والكرك ولاية قائمة بذاتها تتبع لها معان والعقبة ، وكان الحديث عن سوريا هوالحديث عن أربع دول هي الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان ، بيد ان سوريا أخذت الاسم والتاريخ ، أما فلسطين فلم تخرج من الحكم الاجنبي إلا في فترة حكم الأردن فقط منذ تاريخها وبقية ولاية الأردن على القدس لنسلمها للأشقاء الفلسطينيين".
 
واضاف "أثناء رئاستي للحكومة ذهبت إلى الفلسطينيين وقلت لهم فلنخرج على التلفاز وتطلبون القدس لنقول لكم أعطيناكم أياها إلا أنهم رفضوا ذلك ومعي ثلاثة وزراء ما يزالون أحياء سمعوا هذا الحديث".وعرض الروابدة لنشأة الأردن الحديث ابتداء من الثورة العربية الكبرى ، مبينا انه وبعد معركة ميسلون وسيطرة الاحتلال على سوريا ولبنان وسيطرة الإنجليز على فلسطين والأردن ومجيء الأمير عبدالله إلى معان على رأس مجموعة من أحرار العرب ، وجه رسالة إلى الاستقلاليين السوريين فلم يلبي نداءه إلا عدد محدود جدا طلبوا منه أن يضم سنوات خدمتهم مع الفرنسيين إلى سنوات خدمتهم معه ، فكان لا بد من تأسيس وجود على الأرض الأردنية وعندها طلب الهاربون من الاحتلال الفرنسي من الأمير عبدالله المجيء إلى عمان لكن الإنجليز منعوه من ركوب القطار والحضور إلى عمان بل أرسلوا له متصرف السلط ليسأله عن سبب قدومه إلى معان ، وفي ظل ظروف تاريخية غاية في الدقة والحساسية كان لا بد من قبول الأمير عبدالله بتأسيس إمارة في شرق الأردن بعد أن تم إخراج شقيقه من سوريا ليجتمع الأمير في القدس مع الموفد البريطاني بعد إجتماع القاهرة الذي عقده الإنجليز هناك للتباحث في مستقبل المنطقة وكان قرارهم إنشاء إدارة في شرق الاردن تحت ولاية المندوب السامي في فلسطين.
 
وتابع ان المندوب السامي طلب من الأمير عبدالله الحضور إلى القدس فحضر مع أحرار العرب ولم يكن بينهم اي اردني ، وعرض عليهم ما قاله المندوب السامي فكان قرارهم هو الموافقة لانه لم يكن بأيديهم قرار آخر فتم تشكيل أول حكومة وكان بينهم أردني واحد ، ثم ما لبث أن تم تشكيل حكومة ثانية ليس فيها أردني واحد ، وبعد ذلك توالت الحكومات وتم تشكيل سبع عشرة حكومة حتى الاستقلال لم يكن فيها أي أردني ولم يكن في الإدارات أي أردني ، أما التربية والتعليم في الأردن فقد كان يقودها غير الأردنيين ولذلك لم يكن هناك حتى اليوم نشيد أردني ينشده الطلاب في المدارس ، والأردني دائما شريك بالعروبة وليس بالأردنية.
 
وقال الروابده ان نشأة الأردن كانت عروبية تماما وقيادات الجيش العربي والوزراء عبر التاريخ كانوا عربا .
 
واضاف "لم تكن هناك هوية أردنية ، لقد ذابت بالهوية العروبية وأصبح الحديث عن الأردني في إطار أقليمي بينما يجوز لغيرنا أن يتحدث عن الخصوصية السورية أو الخصوصية العراقية ، ومن هنا جاء الحديث عن الحقوق المنقوصة".
 
وزاد ان النهج الذي ساد ولا يزال في الأردن هو نهج الاسترضاء وذلك لوجودها بين ثلاث دول غنية فحافظ الأردن على علاقة طيبة مع اثنتين منها على الأقل ، وعندما جاءت الوحدة بين فلسطين والاردن كانت بالتساوي في النواب وفي الأعيان وكذلك في الوزراء.
 
وإختتم الروابدة محاضرته بعرض لحقبة الثمانينيات والتسعينيات وإنهيار الإتحاد السوفييتي وترويج مقولة"التوازن كخيار إستراتيجي" إلى مقولة أخرى قال انها "لا يقبلها المنطق" وهي"السلام كخيار إستراتيجي" ، وتفرد أميركا بالعالم. الدستور