صحيفة العرّاب

مراقبون : إسرائيل تستعد لـ « ام الحروب» على أربع جبهات

بدأت دول غربية بينها بريطانيا وألمانيا خصوصاً وكذلك روسيا واليابان تستعد منذ اعلان تشكيل حكومة بنيامين نتانياهو الإسرائيلية الأكثر تطرفا وجمعا للصقور منذ قيام دولة الاحتلال الاسرئيلي قبل أكثر من 60 عاماً “لاستقبال الأشهر التسعة المقبلة المتبقية من هذا العام، بقلوب واجفة يسيطر عليها التشاؤم والمخاوف من أن تكون إسرائيل دخلت بالفعل أجواء حرب قريبة على أكثر من جبهة واحدة في الشرق الأوسط يكون ضرب البرنامج النووي الإيراني واسطة عقدها”. ويضيف التقرير الذي اعدته صحيفة “السياسة” الكويتية مطلع الأسبوع ان أحد جنرالات وزارة الدفاع البريطانية ممن يرسمون السياسة العسكرية البريطانية خلف البحار، قال أن “على العالم أن يركز انظاره على العنصرين الأكثر خطورة ومغامرة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة وهما رئيسها نتانياهو ووزير خارجيتها افيغدور ليبرمان زعيم حزب “اسرائيل بيتنا”. فهما يشكلان صاعقي تفجير المنطقة برمتها، وقد جيئ بهما قبل مرور سبعين يوما على تسلم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مهامه على رأس الولايات المتحدة”. وقال المسؤول العسكري البريطاني “انهما اختيرا لقيادة أم الحروب الاسرائيلية منذ نشأة الدولة وما استحداثهما وزارتي “التهديدات الستراتيجية” و”شؤون الاستخبارات” سوى توضيح علني وسافر لمعالم طريق الحرب الى ايران، لا بل الى الدول المجاورة مثل لبنان وسورية وقطاع غزة من جديد، بحيث بات الشعب الاسرائيلي، وحتى الاعتدال اليهودي العالمي، مقتنعين كليا بان دولتهما مهددة فعلا للمرة الاولى منذ ولادتها العام 1948 بخطر الزوال، وان قادته الجدد اذا لم يقدموا على هذه الحرب الوقائية الآن، فانهم معرضون للهلاك الحتمي”. ورأى ديبلوماسي روسي في لندن من المنظار نفسه ان “لهذا الحشد المتزمت شديد التطرف في حكومة اسرائيلية واحدة دلالة واحدة على ان اسرائيل ارتدت فعلا لباس الحرب بعد الاستعدادات التي قامت بها خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية منذ ظهور العالم بأسره بمظهر الضعف حيال البرنامج النووي الايراني، وان الاحزاب الاربعة الاساسية المشاركة فيها لايمكن جمعها فيها بطريق الصدفة او لضرورات سياسية في صلب العمل الديمقراطي للدول، ولكن الهدف من هذا الحشد غير المألوف من المتعصبين لا يمكن تفسيره الا بأنه الواجهة الجديدة القاتمة لما سيحصل في الشرق الاوسط خلال الاشهر المنظورة”. واستنادا الى “المعطيات الميدانية السياسية والعسكرية والامنية التي سبقت ورافقت وأعقبت انتهاء ولاية جورج بوش الذي كاد في عدد من المراحل أن يفرج عن اوامر الهجوم على ايران رغم غرقه في اوحال العراق وافغانستان - حسب الديبلوماسي الروسي- فان حكومة اسرائيل الجديدة لم تخرج إلا من رحم انتخابات اوباما خلفاً له، اذ توجس الاسرائيليون خوفاً من طبيعة الرئيس الجديد الجانحة نحو السلم والتفاوض والديبلوماسية على عكس سلفه ذي الشخصية العنفية المتفردة بالقرار، وها هم الآن يختارون كواسرهم لملء فراغ جورج بوش والذهاب الى ايران لانتزاع أنيابها النووية قبل ان تلتهمهم”. واعرب الديبلوماسي الروسي في لندن لـ “السياسة” عن قناعته بأن ربط الاحداث بعضها ببعض يعطي المرحلة التالية في الشرق الأوسط صورتها الحقيقية المخيفة: فإذا تمكنا من تفسير التصريحات التي اطلقها نتانياهو وليبرمان وسواهما من قادة السياسة والجيش في الدولة العبرية خلال الاشهر الاربعة الماضية، والتي كان اخرها اعلان ليبرمان رفضه مبدأ الدولتين “الفلسطينية والاسرائيلية” والمبادرة العربية للسلام “السعودية” واعادة الجولان المحتل “الى سورية” وتضخيم اخطار ايران و”حزب الله” وحركة “حماس”، واذا انصتنا الى قادة الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة ممن يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الذين منحو ادارة رئيسهم اوباما، اشهراً عدة فقط للتفاوض مع الايرانيين حول مصير نووياتهم، واذا دققنا في ما أعلنته السفيرة الاميركية في بيروت ميشيل سمسون قبل انقضاء 36 ساعة على اعلان تشكيل حكومة اسرائيل من ان هناك مفاوضات تجري راهناً بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والمانيا وبريطانيا وكندا والدانمرك مع الحكومة اللبنانية من أجل وضع آلية وخطة تنفيذية سريعة لمراقبة الحدود اللبنانية- السورية بما يضمن منع تهريب الاسلحة الى “حزب الله” تطبيقاً للقرار الدولي 1701- اذا ربطنا بين كل هذه الظواهر المتسارعة، لتبين لنا ان حكومة نتانياهو تستعد لدخول حرب على ثلاثة أو أربعة محاور دفعة واحدة، مع إيران ولبنان وغزة وسورية على طريقة “علي وعلى أعدائي”.