صحيفة العرّاب

السلطة تعتقل 20 شخصا أجبروا خطيب مسجد على وقف هجومه ضد الجزيرة

 شنت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 20 شخصا، عقب انتهاء صلاة أمس الجمعة في مسجد عثمان بن عفان في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد اعتراض المصلين على خطبة ألقاها خطيب الجمعة المعين من قبل السلطة الفلسطينية هاجم فيها قناة "الجزيرة" القطرية.

وقال شهود عيان، إن المصلين الغاضبين أجبروا الخطيب على وقف خطبته، وحاولوا إجباره على النزول عن منبر المسجد، فيما قام عدد من أفراد الأجهزة الأمنية تخفوا بزي مدني بحمايته من غضب المصلين.
وأضافوا أن المصلين اعترضوا على الخطيب بعد أن كال المديح لرئيس السلطة محمود عباس وثباته في وجه الضغوط، وازداد حدة الغضب بعد أن وصف الخطيب المذكور قناة "الجزيرة" بأنها قناة الفتنة.
 وأشار شهود العيان، الذين تحدثوا لـ "قدس برس" إلى أن المصلين هاجموا الخطيب وطلبوا منه النزول عن منبر المسجد واتهموه بأنه خطيب فتنة، وليس قناة الجزيرة التي تكشف الحقائق. فيما حاول الخطيب المذكور الدفاع عن نفسه بأنه استلم الخطبة مكتوبة من وزارة الأوقاف في رام الله، وأنه تعرض للضغط لقراءة الخطبة كما هي، دون أن يوضح الجهات التي ضغطت عليه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعترض فيها المصلون على خطيب الجمعة، فقد سبقه التعرض لخطيب سابق بعد أن ألقى خطبة بنفس السياق.
وفي أعقاب ذلك شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 مصليا، بينهم خادم المسجد، ولا زالت حملة الاعتقالات مستمرة، حيث طالت الحملة تجارا ومواطنون عاديون ليس لهم ولاءات سياسية.
وكانت السلطة الفلسطينية فرضت سيطرتها على المساجد في الضفة الغربية المحتلة، بعد سيطرة "حماس" على قطاع غزة، في محاولة للحد من نفوذ وتأثير الحركة على المواطنين الفلسطينيين.
وتقوم الوزارة بتوزيع خطبة مكتوبة أسبوعيا على أئمة المساجد قبيل صلاة الجمعة، وتهدد كل من لا يقرأ الخطبة المعتمدة، بالنقل والطرد.