صحيفة العرّاب

كلينتون: الوقت حان لرحيل القذافي وسط تنامي الجهود الدولية

اتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين الزعيم الليبي معمر القذافي باستخدام "مرتزقة وبلطجية" لقمع انتفاضة شعبية بينما ناقش قادة العالم خطوات جديدة للاطاحة به.

 وقالت كلينتون في كلمة أمام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف "رأينا قوات الامن التابعة للعقيد القذافي تفتح النار على المحتجين المسالمين. استخدموا الاسلحة الثقيلة ضد مدنيين عزل. تم اطلاق المرتزقة والبلطجية لمهاجمة المتظاهرين."
 
واضافت "بتصرفاتهم هذه فقدوا الشرعية ليحكموا. وشعب ليبيا أعلنها صريحة.. الوقت حان لرحيل القذافي الان وبلا مزيد من العنف او الابطاء."
 
ويبحث عدد كبير من وزراء الخارجية من دول مختلفة حول العالم يشاركون في جلسة رفيعة المستوى لمجلس حقوق الانسان العالمي في جنيف الخطوات التالية للضغط على القذافي التي فجرت محاولاته العنيفة لسحق انتفاضة مستمرة منذ اسبوعين ضد حكمه الذي دام 41 عاما غضبا دوليا عارما.
 
وقال مسؤولون أمريكيون ان عقوبات الامم المتحدة والولايات المتحدة على القذافي وأنصاره الرئيسيين قد تؤدي الى تخلي حلفاء القذافي المتبقين عنه وحسم مصيره السياسي.
 
وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه "نحن بحاجة الى استخدام الادوات المتاحة لدينا في الوقت الحالي لنحاول أن نبعث برسالة ليس للقذافي وحسب... بل للمحيطين بالقذافي وهم من نسعى الى التأثير عليهم فعلا... قد يكون بعضهم عقلانيا. قد يهتم بعضهم بالحفاظ على أنفسهم."
 
وندد زعماء العالم مرارا باستخدام القذافي للقوة مع المدنيين وحثوه على التنحي لكن اتخاذهم خطوات ملموسة ضد حكومته كان بطيئا اذ لم يبادروا الا بعد الاطمئنان الى خروج العدد الاكبر من العمال الاجانب من ليبيا.
 
ووافق مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم السبت على فرض حظر على الاسلحة وعقوبات أخرى تستهدف القذافي وبطانته وأحال الحملة العنيفة التي أودت بحياة المئات الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
 
وأعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما بالفعل فرض عقوبات أمريكية ويوم السبت قال ان الوقت قد حان كي يتنحى القذافي.
 
ورفعت بريطانيا الحصانة الدبلوماسية عن القذافي وجمدت عدة دول أصولا مملوكة له ولاسرته. وأقرت حكومات الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين حزمة من العقوبات من بينها حظر على الاسلحة والسفر الى الدول الاعضاء بالاتحاد.
 
وقال وزير الخارجية الاسترالي كيفن رود ان حكومته ستطلب من الامم المتحدث الموافقة على فرض منطقة حظر جوي.
 
وكان مسؤولون امريكيون قالوا ان جميع الخيارات محل دراسة لكنهم بدوا قلقين من احتمال صعوبة صدور قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة بخصوص منطقة حظر جوي حيث ربما تعارض روسيا والصين صاحبتا حق النقض (الفيتو) اتخاذ اجراء أقوى.
 
وردا على سؤال عما اذا كان قد ناقش فرض منطقة حظر جوي خلال اجتماعه مع نظيرته الامريكية في جنيف يوم الاثنين بدا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حاسما في موقفه وقال للصحفيين " بالقطع لا. لم يذكر ذلك اي شخص."
 
لكن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قالت للصحفيين عقب خطابها في مجلس حقوق الانسان انه يجري حاليا بحث فرض منطقة حظر جوي. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان وزراء الخارجية الاوروبيين ناقشوا مسألة الحظر الجوي مع كلينتون.
 
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان العمل على فرض منطقة حظر جوي سيحتاج لدعم دولي صريح وكذا وسائل لتطبيقه.
 
لكنه قال ان بريطانيا "متعاطفة للغاية" مع اقتراحات لفرض حظر يمتد لستين يوما على تحويلات أموال النفط كوسيلة لمنع تدفق الاموال الى حكومة القذافي.
 
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله بعد اجتماع مع كلينتون ان حكومة بلاده ستقترح تجميد المدفوعات المالية الى ليبيا لمدة 60 يوما وقال فراتيني ان دول الاتحاد الاوروبي تدرس سبل وقف تدفق الاموال.
 
وتأمل كلينتون في تنسيق تطبيق العقوبات خاصة مع دول الاتحاد الاوروبي التي ترتبط بمصالح اقتصادية اكثر عمقا من مصالح الولايات المتحدة مع ليبيا.
 
وقالت كلينتون يوم الاحد ان الولايات المتحدة تتواصل مع الثوار الليبيين الذين سيطروا على مناطق كبيرة من البلاد ويواجهون الان القوات الموالية للقذافي الموجودة في طرابلس.
 
وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي انه قد يفتح تحقيقا شاملا بشأن ليبيا في الايام القادمة.
(رويترز)